مشروع الرئيس هادي في بناء اليمن الإتحادي

عبدالناصر العوذلي
الاثنين ، ١٤ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٣٦ مساءً

لقد مرت اليمن في جنوبها وشمالها بمنعطفات تاريخية كبيرة وتحولات سياسية عديدة  وظلت تعاني من ضعف الإدارة وانعدام الرؤية السياسية والإستراتيجية والتي تضع اليمن في مصاف الدول المتقدمة خصوصا أن اليمن يمتلك مؤهلات التطور ووسائل الرقي وأدوات البناء .

لقد  ظل اليمن حبيس التنظيرات القاصرة الفئوية والحزبية والمناطقية حيث فشلت النخب السياسية خلال فترة الانتقال من حكم الإمامة في الشمال والاستعمار في الجنوب من إيجاد نموذج جمهوري يحمل افكار وطنية تدفع بالتنمية والبناء  ..

وظل الجنوب في الحكم الشمولي  والشمال في رأسمالية مقيدة بقانون القبيلة والمصالح الخارجية حتى تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي ظن الشعب اليمني انها بداية البناء الحقيقي للدولة اليمنية الواعدة والتي ترتقي بالوطن والشعب وتحقق النماء والرفاه  .

ولكن للأسف حتى هذه لم تكن مبنية على ضوابط وطنية ومرجعيات قانونية تكفل الحقوق والحريات وتعطي للمناطق حقها في تنمية مجتماعتها المحلية من خلال عائداتها في المحافظات والمديريات وارتبطت كل المحافظات مركزيا بإدارة لاتسمح بالحكم المحلي ولا بالإدارة الذاتية وخصوصا بعد حرب صيف  94 التي تغيرت بعدها كل المعادلات وأصبحت صنعاء المركز المقدس الذي يدير بمركزية القرار السياسي كل البلاد بدون ادنى معايير الحقوق والحريات  . 

وظلت هذه الأوضاع الغير سوية حتى انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي  في 21 فبراير 2012 ولقد كان انتخابه في تلك المرحلة الحرجة مثل نقلة نوعية وحدثا" مهما استطاع إخراج البلاد من عنق الزجاجة ومن حالة الانقسام الى الإلتئام والإلتحام والوئام التام  واستبشر الشعب خيرا بوصول الرئيس هادي الى سدة الحكم خصوصا أن الرجل يحظى بتوافق محلي وعربي  ودولي .

 لقد أجمعت  كل القوى السياسية  والمجتمعية على الرئيس هادي كمنقذ للوطن خصوصا أنه  يحمل فكر وسطي يتعاطى مع كل فئات المجتمع وكان ولا زال القاسم المشترك بين كل القوى التي ان اختلفت وتباينت  في سياساتها فهي لاتختلف عليه فهو محل اجماع لكل القوى السياسية  .

لقد حمل الرئيس هادي مشروع عظيم هو أرقى مشروع وأعظم مشروع عرفته اليمن على مدى تاريخها المعاصر هذا المشروع هو بناء الدولة الاتحادية الفيدرالية التي تؤسس لوطن متعاف  ومتجانس ينطلق نحو آفاق البناء والتنمية وإرساء دعائم دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع تحت مظلة القانون ..

 وتعطي الحقوق والحريات للأقاليم والولايات في إدارة نفسها بنفسها .

هذا المشروع الذي استطاع الرئيس هادي أن يحشد له الدعم الدولي ويؤسس له إطار سياسي ينطلق من مؤتمر للحوار لكافة القوى السياسية اليمنية وبرعاية دولية واقليمية لوضع الخطوط العريضة ومداميك بناء الدولة الاتحادية التي ستنطلق من تحت سقف مؤتمر الحوار .

 ولقد كانت المفاجئة وهي نجاح هادي في تدشين مؤتمر الحوار الوطني والذي كان  في 18 مارس 2013  إلى 25 يناير 2014. وكانت نتيجة مخرجات  مؤتمر الحوار: التوقيع على وثيقة الحوار الوطني الشامل في  تقسيم الجمهورية لعدة أقاليم 

هذا التوافق الذي رعاه الرئيس عبدربه منصور هادي كان نتيجة عمل دؤوب قام به الرئيس لرأب الصدع والإنتقال الى حكم رشيد ينطلق من مبادىء الحريات المدنية والتجربة الفيدرالية التي من خلالها يعاد صياغة عقد الوحدة وبناء الدولة وتوحيد كافة الطاقات الشبابية تحت مظلة الدولة الاتحادية. 

هذا هو مشروع الرئيس هادي  وهو أرقى مشروع وأعظم مشروع غير أن قوى التسلط والهيمنة والدولة العميقة  حاولت وما زالت تحاول إجهاض هذا المشروع وتحالفت مع قوى الشر لإفشاله ولم تكن الحرب التي شنها الحوثيون الا لوأد هذا المشروع اليمني العظيم الذي ارعب العديد من قوى الهيمنة التي لا تريد لليمن الإنعتاق والتحرر .

  لقد تحالف الحوثيين مع العديد القوى المحلية والإقليمية لإفشال مشروع الدولة الاتحادية وكل هذه الحرب هي من أجل عدم السماح لليمن بأن يتبوأ مكانته التاريخية والإقليمية وان يؤسس لدولة ذات سيادة 

لقد كان ومازال مشروع الرئيس عبدربه منصور هادي هو المشروع الوطني الجامع الذي كاد ان ينقذ اليمن لولا الدسائس والمؤمرات التي حيكت ضده .

مازال أمل اليمنيين كبير في أن يجد مشروع هادي في بناء اليمن الاتحادي طريقه للنور وان يتحقق هذا المشروع الجامع لكل أبناء اليمن .

عبدالناصر بن حماد العوذلي  14 فبراير 2022

الحجر الصحفي في زمن الحوثي