رفيق درب "الحمدي" غادرنا .. مات منفياً "قسرا" عن مسقط رأسه ؟

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٤ يناير ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٤٨ مساءً

لله ما أخذ ولله ما أعطى.. إنا لله وانا إليه راجعون.. وإنا لفراقك  لمحزونون. ايها القائد الكبير بكبر الزمن الذي تحملته مبعدا عن أهلك وناسك في اليمن العظيم ؛ اربعة واربعون عاما منفيا دون ذنب سوى انك كنت رفيقا الشهيد الرئيس الحمدي في حركته ١٣ يونيو التصحيحية وعضو مجلس قيادة في فترة حكم الرئيس الحمدي.. سيخلدك التاريخ يا ايها المترجل عنا وعن دنيانا الفانية، يامن  لم تخضع يوما لحاكم طاغ، لظالم، ولم تأسرك المغريات؛ وها أنت تموت كريما متمسكا بقيمك ومبادئك.. متّ وانت ترفع الرأس يرحمك الله ..

مات أخر الرجال من فترة حكم الرئيس الحمدي والذي كان  عضواً فاعلاً مؤثراً في  مجلس القيادة؛ اضافة الي قيادة قوات المظلات الضاربة .. و حافظ علي بقائه عضواً في اللجنة  المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في مؤتمراته المتعاقبة، إنه قائد بطل، مناضل مغوار،  الف الف رحمة عليك يا اخينا عبد الله عبد العالم!  حزننا على فراقك مضاعف، لأنك فارقتنا وانت في منفاك الاجباري ، ولأننا لم نستطع أن ننتصر لمظلمتك  ممن ظلموك واشترطوا بقاءك في الخارج، وحتى بعد أن منح نافيك وقاتل رفقائك ومشائخ تعز  والشباب في الساحات الحصانة؛ صالح كان حاقداً عليك لأنك لم تسايره كما الأخرين، لأنك لم تبايعه كما بائعه غيرك من القادة، حقد واشترط عدم عودتك حتى بعد إعادة الوحدة والعفو عن الجميع إلا انت اشترط عدم عودتك او  محاكمتك محاكمة عادلة محايدة؛ كما كنت دائما تطلب وتوكد على براءتك وعدم تورطك مطلقا في قتل مشائخ تعز، قتلهم واتهمك بقتلهم، لا بل اشترط في كل الاحوال عدم السماح لك بالرجوع إلى مسقط راسك وبلدك؛ أطن ليس حقداً شخصيا فحسب، وإنما حقدا على مرحلة؛ حقداً على الشهيد ابراهيم الحمدي الذي قتلوه في عزيمة غداء، حقدا على عبد الله عبد العالم عضو مجلس قيادة ١٣ يونيو،  حقداً عليك لأنك لم تقبل أن تسيء للشهيد الحمدي وتجربته وحكمه، بل كنت تتباهى وتفتخر بها، ولم تبدل موقفك وملبسك كما فعل أخرون؛ فبقيت جبلا شامخا بمبادئك ومواقفك وانتمائك للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.. نم قرير العين أبها المغترب قسراً عن مسقط رأسك؛ أما وطنك فهو الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.. نم وثق بأن أجيالا كثيرة ومتعاقبة ستذكرك بخير وستحاكم يوما ما من ظلمك ونسب لك مالم تقترفه وحاول تشويهك بكل السبل والطرق، لكنه لم يستطع أبداً..! 

رحمك الله اخي قائد اقوي قوة كانت في اليمن إنها قوات  المظلات، رحمك الله اخي عبد الله عبد العالم،  ورحم الله ايضا من صَدَّق يوما صالح أنه لو عاد للعاصمة صنعاء لن يجد أي أذى، واعطاه صالح وجهه، مسكين يرحمه الله عبد الرقيب القرشي((رفيقك وصهرك))، اعتمد على وجه من لا وجه له؛ فمن أين  للقاتل وجهاً؟!؛ وبعد أقل من أسبوع من عودته للعاصمة صنعاء أردوه قتيلا في باب فندق سبأ؛ رحمة الله تغشاكما أخوي عبد الله وعبد الرقيب!  للآسف لقد قبل الحزب الاشتراكي شريك اعادة الوحدة لاشتراط صالح بعدم عودة القائد ((عبد الله عبد العالم))، ولعدم قبول محاكمته محاكمة عادلة، لان صالح كان يدرك نماما ان عبد العالم كان سينال البراءة مما اتهمه صالح وصدقه بعض اسر ضحايا   صالح، حيث صالح هو من قتل مشائخ تعز ومشى في جنازتهم؛ والبسها زورا القائد عبد الله عبد العالم.. لم يسمح بالمحاكمة المحايدة، لأن صالح  سيفتضح،  ولم يسمح بالعودة خوفا من عبد الله عبد العالم وما يملك من أدلة وبراهين  تدين صالح وتبرئ عبد الله عبد العالم !  انتما (انت وصالح) أمام  حضرة الملك الجبار.. الحكم العدل.. وسيحكم حكمه على الباغي الظالم وسيبرئ البريء المظلوم! 

غادرنا أخر قيادي من المرحلة الذهبية في اليمن، عضو مجلس القيادة ايام حكم الرئيس الحمدي يرحمهم الله جميعا.. 

اعزي نفسي واسرته  واخواني في الامانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وكل اعضاء اللجنة المركزية وكوادر التنظيم ومحبي الفقيد وكل من بقي على قيد الحياة من رفاق ومحبي الشهيد الحمدي.. حسرة وحزن كبيرين على فراقك اخي عبد الله المنفي قسراً من مسقط رأسه؛ وكم من مهجرين ونازحين ومظلومين ايضا  في زمن الحوثي السلالي المنقلب، والطاغي المستبد.. نسأل الله اللطف باليمنيين والفرج القريب ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي