رسالة مقاتل من عمق المعركة

د. محمد شداد
الأحد ، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ١١:٥٥ صباحاً

 "رُب همة أحيت أمة" لم تكن الشعوب الأصيلة فريسة للرويبظة يوماً حتى النهاية، وإنما هي كبوات تقع فيها يغرق قادتها في صراعاتهم البينية الأمر الذي يفتح الأبواب لأعدائها المتربصين، يتسللون إلى مفاصل مؤسساتها كالأفاعي، بملمسٍ ناعم وأنياب تنفث بالسم في كل اتجاه تغدر بهم وتأخذهم على خين غرة، مرت الأمة اليمنية بما يشبه تلك الحالة تنكبت في حالة لم تكن متوقعة ستنهض حتماً بعدها من جديد، سقطت بغداد بيد التتار ورعاة البقر، ثم نهضت وتعافت وستعود لأنها حاضرة الدنيا وعاصمة الرشيد، وكذلك ستعود صنعاء لأبنائها وثوارها وأقيالها، أحفاد الملوك وصُناع الحضارات ستقف وتنتصب لا محالة من جديد، اصطفي الله رجالاً حملوا راياتها، يملئهم  الأمل تحفهم همة تفل الحديد، ولولا الخذلان وبروز العداءات الماضوية على السطح لما تأخر النصر صنعت المستحيل ودكت الحزْن حتى صار سهلا وثبت كالليوث وقامت. توطئة لرسالة مقاتل من أرض المعركة همته تناطح الصحاب ثقته ليس لها حدود تشرح القلب وتبعث الأمل وتنم عن علو الهمة وطول الأمل ستنتصر الأمة بهم عن قريب..

 قال في رسالته.... 

"لماذا القلق الى هذه الحد على مأرب والمسافة من الجوبة الى مأرب  ساعتين ونصف الى 3 ساعات بالسيارة!  اخبروا القلقين ان الحوثي في شارع الأربعين في تعز منذ 7 سنوات

وكان في اطراف جبل جره وقدم اكثر من ٥٠٠ قتيل للسيطرة على عليه وهو عبارة عن تبه لا تستحق العناء  وعجزوا عن ذلك وشبعت منهم كلاب الشعاب وتم دحرهم الى اطراف الزنوج وشارع الخمسين!  

اخبروهم ان الح.وثي كان في قلعة القاهرة وجبل صبر وفي جولة وادي القاضي وكان في شارع ٢٦ واين اصبح اليوم؟ دحروه الرجال بإمكانيات بسيطة لا تساوي 10%  من الإمكانيات التي يمتلكها الجيش الوطني في مأرب.  تم دحره من مديريات ومناطق شاسعة وواسعه في تعز  لذلك لا يوجد قلق على مأرب وقد اصبحت مدينه اليمنيين يقطنها الكل من كل محافظات اليمن وقبائلها تحرس أطرافها هممهم تأبى الذل وترفض الهون وسيخرجون جميعهم ليدافعوا عن مأرب ولن يدخلوها ما داموا أحياء..   طمأنوهم فمأرب لن تهزم وكذلك شبوه فكونوا على يقين ان اليمني سوف يقاتل هذه الجماعة المليشياويه إلى يوم القيامة إذا لم ترعوي، ولو لم يتبقى لليمني إلا مساحة الف متر سيقاوم ويقاتل ولن يستسلم للمتوردين الدخلاء على أرض اليمن فهي لأهلها ورجالها وحدهم..

يواصل المقاتل رسالته قائلاً.. هذا المنشور للمحبطين الذين يهمهم شأن مأرب لا تقلقوا ثقوا ثقة تامه ان هناك من سيحمي حاضرة اليمن وعاصمة دولة سبأ.. وان المعادلة قد تتغير في لحظة فارقة وتصيب المليشيا قلق على صنعاء وغيرها كما أنتم اليوم قلقون، فالحوثي لا يمتلك القوة التي توهمها الناس، وفي كل حروبه حقيقةً لم ينتصر ولكنها الخيبات والطعنات.. 

من يعرف المناطق التي كان يسيطر عليها الح.وثي قبل اشهر في جبال مقبنة وسهول موزع وتم تحريرها بأسلحة خفيفة وإمكانيات محدودة، سيعرف مدى ضعيف هذا العدو سنهزمه وإن غداً لناظره لقريب" انتهى..

قالها القائد الشجاع من عمق المعركة من وسط النيران رسالة حروفها الصبر، يكسوها غبار المعارك أخلَصَها لهيب النيران، زينتها خبرات السنين يحدوها المخزون الثوري السبتمبري الخالد، تسكنهم أرواح رجال معركة السبعين وتمشق قاماتهم الذكرى واندحار فلول الإمامة من على تلك الجبال، هم كصخورها تشد سواعدهم أوتار النشيد الوطني ممتثلين نظرية الفضول الخالدة..   "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا" ...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي