السـعودية دولـــة كبيـرة.. تستطيع ضبط أمنها دون اللجوء للعقـاب الجمـاعي كمــا يــروج! 

د. علي العسلي
الجمعة ، ٣٠ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٣٢ مساءً

السعودية دولة كبيرة بها أمن قوي، لديها إمكانات وآليات وخبرة وتجربة لتتبع المخالفين او الذين يثبت اجرامهم او تعاملهم مع الحوثي ومحاسبتهم سواءً أكانوا يمنين او سعوديين او من أية جنسية أخرى، وهي ليست من الضعف والوهن، بحيث تلجأ للعقاب الجماعي، كما يروجه الحوثين والمرجفون من شائعات واخبار زائفة ومضللة للرأي العام المحلي واليمني والدولي! فهناك اخبار تتداول بوسائل التواصل الاجتماعي عن انذار او إبعاد المغتربين اليمنين من مناطق جيزان ونجران وعسير بحجة الخوف من تعاونهم مع الحوثيين.. لا يوجد أي شيء رسمي بهذا الخصوص، ولا يمكن ان يكون!؛

كما اسلفت لقدرة المملكة على ملاحقة ومحاسبة الافراد المتورطين إن وجدوا دون الحاجة بتاتا للعقاب الجماعي لليمنين والذين لا ذنب لهم بأي جرم! الثابت والمعلوم أن المملكة على الدوام تستقبل اليمنين، ويوجد بالمملكة حاليا ما يقارب المليونين فرد، والذين يعولون عشرة مليون نسمة على الأقل، ولولا ذلك لكانت المجاعة قد وصلت إلى القاع، ونزح هذا العدد وأكثر إلى داخل المملكة واقامت لهم مخيمات نزوح؛ وليس كما هم عليه الآن، مكرمين عاملين بعرقهم وجهدهم ويؤدون أعمالهم بإخلاص ومهنية عالية! السعودية يا أيها المروجون! تُعد السوق المفضلة لعمل اليمنيين، والاستقرار فيها لكسب المال والعيش. هناك من غرد الغفوري والصحفي سمير النمري عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر وتحدثوا عن المجزرة التي ترتكب بحق اليمنين والأكاديميين المتعاقدين بالمملكة، حيث اوردوا ان جامعة نجران أبلغت جميع المتعاقدين اليمنيين معها والبالغ عددهم106 أستاذ جامعي بإنهاء عقودهم دون إبداء الاسباب..

أقول هذه الاخبار مشكوك حدوثها، فإن كانت نسبة الصح فيها واحد بالمائة؛ فإني أناشد جـــلالــة "المــلـك ســلمــان"! وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالتدخل واصدار ما يفند ما قيل، واسكات المتطاولين على المملكة وسمعتها ؛ أناشدهما وهما أهل الاستجابة واهل القول والفعل بسرعة انهاء أي ابتزاز يواجهه اليمنيون في بلد الحرمين الشريفين من كفلاء او غيرهم، بل اني أتعشم بالمطالبة بفتح المملكة لاستقبال اليمنين والاعتماد عليهم بشكل كبير في تنفيذ متطلبات رؤية (2030)، فلهم باع طويل في المملكة وقد اسهموا في بناء أجزاء كبيرة من البنى التحتية لشقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية ومستعدون للمزيد؛ هروبا من القتل الذي يمارسه الحوثي عليهم في اليمن إلى البناء في المملكة، فإني اناشد خادم الحرمين الشريفين التدخل والتوجيه بوقف اية إجراءات قد تكون تعسفية، واخص بالمناشدة أن تفتح الجامعات السعودية امام الأساتذة اليمنين للحفاظ على علمهم ومواصلة ابحاثهم فهم ثروة اليمن والمملكة والأمة العربية، فإخراجهم من قهر الحوثي والحفاظ عليهم، واجب قومي ، هذا السقف العالي الذي أطرح عائد إلى : خصوصية العلاقة بين المملكة واليمن على الدوام، وللمصير المشترك والذي بتصدي الطرفين للمشروع الفارسي في اليمن ، قد تجاوز الماديات والمصالح المشروعة، إلى بذل الأرواح والدماء المصبوبة دفاعا عن عروبة اليمن وعدم تسليمها للفرس، فهل هناك أغلى من هذا؟! ثمّ وهناك احترام للمعاهدات والاتفاقيات ومنها روح اتفاقية الطائف التي اقرت بان اليمني يتمتع بالمساوة مع أخيه السعودي دون غيره من الجنسيات!؛ ذلك هو الطبيعي والمعمول به من قبل إخواننا في المملكة وهو يخدم اهداف عاصفة الحزم ثم إعادة الامل، هذا هو الأمل أن يعمل اليمنيون لإعاشة اسرهم والنجاة بأرواحهم من جحيم الحوثي المنقلب ،وهو ما يسند ويعزز كل ما قامت وتقوم به المملكة تجاه اليمنين، خصوصا في هذا الظرف الصعب من تاريخ شعبنا اليمني، فالحوثة يحرفون التعليم ويستخدمون أعضاء هيئة التدريس سخرة من دون راتب، وقد فقدنا بسبب ذلك عديدهم، فماتوا فكداً، وكمداً، ومرضاً..

والمناشدة لها مغزى من شقين: الشق الأول: _ متعلق بالحفاظ على ثروة اليمن البشرية من انقراضها داخل بيئة ((موت))، اسمها الحوثي، موت للشجر والحجر والابداع ولكل ما يتصل بالعلم. أما الشق الثاني: _ رغبة اليمنين برد الجميل وتقديم خدمة التعليم او التطبيب او المهن والحرف الأخرى لإخوانهم في الشقيقة الكبرى لهم، وفاءًا وعرفاناً لما تقدمه المملكة وابنائها من تضحيات في سبيل انهاء الانقلاب، واستعادة الدولة والشرعية! أقول: أنه لا نناشد المملكة العربية السعودية "مليكا وحكومة وشعباً " من فراغ، المملكة حاسة جدا تجاه اليمن واليمنين، وتستجيب سواءً أكانت المناشدة من قبل رئيس الدولة كما حدث بعيد الانقلاب وتمت الاستجابة الفورية لطلبه، أم من مواطن مثلي من خلال هذه المشاركة اناشد تخفيف الإجراءات على اليمنين تقدير لظروفنا التي هي معلومة لدى الملك وولي عهده! فعند المدلهمات والضرورات يحضر المدد السعودي، عندما طلب الرئيس جاء الجواب الفوري، بسرعة التدخل وتشكيل تحالف عربي بقيادة المملكة تحت مسمى "عاصفة الحزم؛ ومن إعادة الامل"، فيا أشقائنا ما قصرتم وتدخلتم واشتركتم مع اليمنين وسال الدم السعودي مع اليمني في الأراضي اليمنية ؛ ومن حينها تحملتم الدولة اليمنية بكل تحدياتها وصعوباتها وموازناتها، وغذيتم البنك المركزي لأكثر من مرة بودائع للمحافظة على استقرار العملة من مزيد الانهيار، ولا زلتم تعملون وتوفرون طلبات الشرعية! بدورنا لا نملك إلا أن نشكركم على كرمكم، وطيب اخلاقكم!؛ عطاء غير مُبطل بِـــ "الْمَنِّ"، ولا يعقل أو يصح أن يعقبه "الْأَذَى"؛ ونحن الممنونون للمملكة مليكا وحكومة وشعبا! إني هنا كذلك أضم صوتي إلى أصوات من أرسلوا مذكرة مطالبة لمعالي وزير الصحة والسكان؛ بمخاطبة المسؤولين في المملكة لحل مشكلة عدم تجديد العقود، وتجديد الإقامات من دون ابداء الأسباب، مطالبين من معاليه، الرفع والتخاطب مع من يلزم لحل هذه الإشكالية، وتذليل الصعوبات في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا! يسعدني في الختام أن انتهز الفرصة للتهنئة للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي والدكتور معين عبد الملك رئيس الحكومة وعبرهما الى الشعب اليمني؛ كذلك فإني انتهز الفرصة أيضا لتهنئة جلالة الملك سلمان وولي عهده وكل القيادة السعودية والشعب السعودي الشقيق بحلول عيد الأضحى والذين لا يزالون صامدون صمود جبال اليمن في دعم الشرعية وثابتين على العهد والوعد.. تمنياتنا لهم تحقيق رؤية عشرين ثلاثين في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مهندس رؤية2030) ) .. والسلام وجمعة مباركة على الجميع!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي