معاً لأجل "اليمن".. معاً نلتف حول "الشرعية"..! (2)

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٤ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٧:١٦ مساءً

في هذا المقال سأتحدث عن الالتفاف حول الشرعية.. معاً للالتفاف حول الشرعية.. الرجاء كل الرجاء عدم الملاعنة من الذي لا يروق له ذلك...!؛ فمن يلاعن عليه أولا قبل اللعن أن يقطع ابهامه نهائيا لأنها بصمت للشرعية واختارت رئيسها الرئيس عبدربه منصور هادي.. وليعي الجميع أن القول معاً حول ((الشرعية)) ليس على بياض وانما هو استحقاق لها وواجب علينا مع اصررنا والحاحنا عليها ونقدها حتى يتم التخلص من هذا الفصل الدموي وهذه الفوضى الحاصلة التي لا يردعها قانون ولا دستور ولا دولة تضبطها وتحاكمها وتوقفها عند حدها.. الشرعية عندنا وعند كثيرين ليست شخوص تقدس ولا تنتقد ولا تلام عن تقصيرها...!

دعم الشرعية هو دعم مشروط بما عاهدت الشعب به من الحفاظ على النظام الجمهوري والدولة واستعادتها من ميلشيات ملالي إيران، وباستعادة النظام والقانون لا الفوضى ومن عدم السماح للحوثي عبد الملك التحكّم بمقاليد البلاد دون الحكم حتى ولو منقلبا او كأمر واقع.. عبد الملك هذا يريد التحكّم دون المحاسبة ودون النقد ودون ودون.. الشرعية التي ندعو للوقوف معها والالتفاف حولها هي الشرعية التوافقية التي اختارها اليمنيون بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية كسلطة انتقالية لتشرف على الانتقال السلس للسلطة برئاسة الأخ الرئيس عبدربه منصور الذي صوت له ما يزيد على (7.5) مليون نسمة من البالغين المكلفين العاقلين والذين صوتوا بمحض ارادتهم دون اكراه..؛ فاليمنيون ارتضوا ووافقوا على ان يكون الرئيس عبدربه منصور هادي باسمه دون سواه لأن يكون رئيسا توافقيا؛ كي يُخرج اليمن مما وضع فيه وعلى أن يُسلم السلطة لرئيس منتخب بعد انتهاء مرحلة انتقالية حددت بسنتين، غير أن جزءًا من اليمنين وهم قلة قليلة قاموا بالانقلاب عليه، أي بالانقلاب على الجمهورية والنظام الجمهوري، والنظام الديمقراطي وعلى التعددية التي جمد نشاطها من حال انقلابهم فعليا، وبالتالي فإنه واجب وطني الوقوف معه حتى يتم الخروج مما كلف به؛ وهذا لا يعني مطلقا عدم معارضة أدائه وتصرفاته هو وأركان حكمه، بل من الواجب الوطني تنبيهه بأخطائه ومطالبته بتصحيحها وهذا ما ينبغي فعله كما بادرت بعض التنظيمات ونبهته في ذلك بأكثر من بيان وعلى وجه التحديد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري..!

 

نعم! الشرعية بمعناها العريض هي الشرعية التي معنية ومهتمة بالدفاع عن العناوين الكبرة "الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومكتسبات واهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر"؛ وعلى هكذا عناوين كبيرة تستوجب نصرة الشرعية وجوبا حتى إعادة العملية السياسية لما خطط لها ووافق الجميع عليها...!؛لقد تحدث الأخ الرئيس في الذكرى الواحد والثلاثين لإعادة تحقيق وحدة اليمن الأرض والانسان والذي يراد فك ارتباطاتهما من جديد، ليلة الثاني والعشرين من مايو العظيم هذا العام؛ حيث شخص الأخ الرئيس الحالة وقال أن ما يحدث اليوم هو تكرار لما حصل بالأمس، فكلاهما اساءا للقضية الوطنية والوحدة الوطنية، فالانقلاب على الدولة اليمنية والتمترس وراء العنف السلالي والانحياز للمذهبية والمشاريع الايرانية يضرب الوحدة الوطنية في الصميم، ويعيد انتاج الصورة النمطية للعنصرية الإمامية التي ثار شعبنا ضدها، ويكرر منهجية التسلط الفئوي بعيدا عن طموحات الناس المتمثلة في العدالة والحرية ونيل الحقوق.

 

ويتكرر المشهد كذلك عبر أولئك الذين اختاروا طريق التشرذم والتمترس وراء المناطقية والشحن المناطقي ونشر الكراهية.. واعدها قضية نضال وتحدي وتعهد بعدم السماح لهما.. أليس لمثل هكذا مواقف يجب الالتفاف حوله وحول شرعيته؟!؛ في اعتقادي أن ذلك واجب وطني في الظروف العادية.. فما بلكم أثناء الحروب كما قال بن مغلس ...!؛ نعم! نحن نعيش حربا ضروسا يقتضي الالتفاف حول الشرعية مع المناداة والمطالبة الدائمة في تصويب الأخطاء.. فالالتفاف حول الشرعية واجب وطني وأخلاقي وجمهوري و وحدوي...!؛ ولا شك أنه منذ ٢٠١٤ والشرعية والنظام الجمهوري يتعرضان لعدوان همجي أمامي وانفصالي، ولحملات تشويه متعمد من قبل حاملي مشاريع الامامة والانفصال؛ وعند كل فشل لتسويق مشاريعهما "الصغيرة" جماهيريا؛ يعمدون إلى التشكيك وبث الإشاعات فتارة يموتون الرئيس سريريا وتارة يموتونه سياسيا ويتناولون البدائل وتارة و تارة ..فلو ـــ لا سمح الله ـــ تخيلنا أن الرئيس مات فعلياً ـــ حفظه الله ـــ تُرى هل سيكون الحال أفضل وأحسن؟!؛ اريد أوجه هذا السؤال إلى الملاعنين عند كل ذكر للشرعية؟؛تخيلوا كيف سيكون الحال في مناطق الشرعية ؟!؛ سيكون اشبه بما حدث في يناير الدموية 1986 ؟؛وأكيد بعد المجازر سينقض على البقية الباقية الحوثي وسيفرض حكمه واستعباده على كل اليمن عند ذلك ــــ لا سمح الله ـــ سيتمنون الرئيس هادي وشرعيته.. نرجو الله لرئيسنا العافية والعمر المديد كي يحافظ ما استطاع على دماء اليمنين...!؛ وبقي أن أعلق على تغريدة الأخ العزيز الدكتور/ عبده سعيد مغلس، بالقول أن اغلب الشعب اليمني في واقع الحال هم ملتفين التفافا تاماً حول قيادته الشرعية بكل تقصيرها واخطائها وخطيئاتها.. والدليل على ذلك أنه لم تُخرج مسيرة واحدة ضد الرئيس الشرعي. الشعب اليمني شعب صبور ومتحمل ومتفهم الظروف التي تحيط بالشرعية.. اما اللاعنون فيعدون بالأصابع!؛ فبالرغم من التقصير والقصور الكبير في أداء الشرعية ،وعدم تسليم رواتب الموظفين لحد الآن ــــ والذي ارجو ان يوجه الأخ الرئيس بدفعها ولا مبرر ابدا لعدم دفعها ــــ ، وعلى الرغم من قيادة المعركة من غرفة عمليات مركزية في اليمن ومن عدم توحيد الأجهزة والوحدات العسكرية ومن عدم محاكمة ومقاتلة المتمردين عليها عسكريا ؛وعلى الرغم من الأسئلة الكبيرة التي يطرحها الناس عن سكوت الشرعية على ما يجري في بعض الجزر اليمنية خصوصا "سقطرى" والذي بالضرورة يحتاج لموقف معلن وصريح من الشرعية ..هذا منتظر ومطلوب..!؛ رغم كل ما سبق لأهميته وأولوياته لا يزال الشعب اليمني ملتف حول شرعيته بدليل عدم استطاعة المنقلبين فرض قرارهم على المواطنين في مناطق سيطرتهم والذين يتطلعون الى ان تأتي الشرعية وتحررهم كونهم رهائن يعانون الامرين من فئة المنقلبين فما بالكم وقد تحرر الجزء الكبير من الأرض والتي تخضع للشرعية ولأجرائها وتعليماتها دون اعتراض أو معارضة رغم ان المعارضة للشرعية حق ديمقراطي كفله الدستور والقانون، وتباً لأولئك اللاعنون المزايدون؛ أوكد لك أخي الحبيب الدكتور "عبده سعيد" أن الشعب ملتف حول شرعيته رغم انها سلطة انتقالية كانت لفترة محددة، غير ان المنقلبين انقلبوا فأعطيت الشرعية تأييدا مفتوحا لها حتى يزيلون الانقلاب، ولا يزال الناس يراهنون عليها لا على اعدائها...!؛ لكن الحقيقة المرّة أن الشرعية فقط اعلامها مقصر والرسالة الإعلامية بسيطة ولا تكافئ المعادي للشرعية، ومسؤولي الشرعية أيضا غائبون لا يتحدثون أو مغيبون ..!؛ أما الشعب فمعها؛ فهي جسر العبور إلى يمن اتحادي ديمقراطي كما تعهدت هي بذلك ،وكما تعهدت في انهاء الانقلاب و استعادة الدولة.. بها ومن خلالها سينتهي الانقلاب، فما عليها إلا أن تكون عند حسن الظن بها وعند المسؤولية القانونية، ونحن على العهد والوعد معها ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي