اطفال وشباب اليمن ضحايا وجلادون في حروب لا تعنيهم

أحمد الشامي
الاثنين ، ٢٩ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠٦:٣٢ مساءً

 

تعتمد حركة الحوثي على زراعة افكارها الطائفية وسياقاتها التاريخية ، على أقنعة مختلفة لتسهيل نفوذ افكارها وعقيدتها الملوثة إلى أكبر عدد ممكن من أبناء المجتمع ، أعتمادا على حجم ومقدار الفجوات التي تحدث لدى بعض الفئات أو الطبقات المتأثرة بحركة التراجع الحضاري فيها .

ولعل حركة العالم الأسلامي خلال قرون عديدة كانت مليئة بالأحداث والمتغيرات ، أفرزت حركات عديدة استهدفت روح العقيدة الإسلامية ومسلكها الحضاري ، كانت إيران على وجه الخصوص المورد الرئيسي لها والراعية لها ، تحت فكرة ولاية الفقية ( التشيع ) وتم تهيئة لتمرير مشاريها الصدامة من حركات سياسية وأجتماعية تحركت شرقا وغربا ، لتغير عقيدة الإنسان المسلم تمهيدا لأستغلال الظرف المناسب للتمدد صوب المناطق التي تتراخى فيها قياداتها عن مسك زمام أمور البلاد بشكل يحفظ الوحدة الفكرية والعقائدية. 

اليمن تعتبر الدولة الرابعة بعد العراق وسوريا ولبنان التي نجحت إيران في تمرير مشاريعها الرجعية ، عن طريق ذراعها جماعة الحوثي ، منذ بداية الانقلاب فرضت ميليشيات الحوثي افكارها بقوة السلاح على المجتمع اليمني ، متطفلة على جميع مهام واختصاصات الدولة دون استثناء ، جماعة الحوثي الذي لا يقنع قادتها بمعادلة التاثير في السياسة وصناعة القرار ، بل تمتد طموحاتها إلى التاثير في المجتمع وتوجية افكارها ووجدانها .

ميليشيات الحوثي عبارة عن أداة وورقة بيد إيران ، والذراع العسكري على طريقة حزب الله في لبنان من خلال التحول إلى دولة داخل دولة ، وطريقة تجريفها للمجتمعات المحلية وتصدير الأيديولوجية الثورة الإيرانية. 

سعت جماعة الحوثي إلى تاجيع الصراع الطائفي لمد نفوذها في المحافظات اليمنية ،  وهذا مابدا واضحا ومفهوم عند الجميع ، من خلال الممارسات التي تقوم بها .

تكريس الفكر الطائفي من خلال زراعة الألغام الفكرية وتغير المنهج التعليمي ، وتجنيد الأطفال عسكرية وفكرية من اجل خدمة أهدافها ، وهدم وطمس التاريخ والهوية الوطنية ، من اجل بقائهم واستمرارها في السلطة لأطول فترة ممكنة والتحكم بموارد الدولة .

تقوم ميليشيات الحوثي تجنيد الأطفال والشباب الذي يفتقر إلى أبسط مقومات اﻷمل بالمستقبل ﻹقحامهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل .

استثمرت جماعة الحوثي الأزمات والحروب لاستقطاب اﻷطفال والشباب الذين أصبحوا الضحية والجلاد في هذه الحروب بدخول سوق الموت ، حيث يقوم سماسرة الحروب بتجنيد اﻷطفال مقابل مبلغ مالي تقدمها ميليشيات الحوثي لبعض مشايخ القرى ، وتحرص جماعة الحوثي التي تقوم بعملية التجنيد على ضمان السرية الكاملة وتمنعهم من التواصل مع عائلاتهم ، حيث تقوم مصادرة هواتف المجندين منذ لحظة مغادرتهم المدينة او القرى التي يعشون فيها .

اﻷطفال الذين تم تجنيدهم في خدمة أهداف الفكر الحوثي ، وأصبح السؤال الان حول كيفية إعادة دمجهم من جديد في المجتمعات التي ينتمون إليها ، ولا يستبعد ظهور جيل من المنشدين بافكار الحوثي اكثر تطرفا يسيرون على نهج الحوثي ، إذا لم يتم اعداد برامج ﻹعادة تأهيلهم ، لا سيما وقد عاش هؤلاء اﻷطفال فترة طويلة من الزمن في ظل الحوثي التي نسجت لهم حلم قيام دولة الولاية المزعومة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي