قراءة أولية " لملف" تبادل الأسرى...! ( 2 )

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٠ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً

 

ثانياً: _ إنسانية واحترافية الشرعية في فضح الحوثة في مسألة مبادلة الأسرى.. وموقف مأرب العظيم تجاه الأسرى..

ومن دون الخوض في تفاصيل عملية التبادل والاسماء المفرج عنها من الجانبين ومحافظاتهم؛ إلا أنني اسجل للشرعية أنها تميزت عن الحوثين في مسألة ملف الأسرى.. أتعلمون أنه وبحسب رئيس منظمة سام للحقوق والحريات أن أشقاء من  فاوضوا في ملف تبادل الأسرى والمختطفين هم مسؤولون عن تعذيب المختطفين لدى طرف الحوثين؟!؛ فأبو حسين المرتضى أحد أهم مسؤولي التعذيب على المسجونين وهو شقيق لعبد القادر المرتضى رئيس وفد الحوثيين التفاوضي بشأن الأسرى والمختطفين.. أتعلم ذلك يا سيد غريفيث..؟!؛ وتقول كذلك رابطة المختطفين أن قرابة (150) مختطفا توفوا تحت التعذيب في زنازين الحوثيين..!

بينما لو تأملنا في تصرفات الشرعية ووفدها التفاوضي، لوجدناهم  قد تعاملوا  بكل إنسانية واحترافية؛ فبادلوا أسرى حرب بـــ "موطنين يمنيين" بغض النظر عن مناطقهم وانتماءاتهم أو ولائهم للشرعية من عدمه، إنما اعتمدت الشرعية في تعاملها مع هذا الملف باعتبارها  دولة مسؤولة عن كل اليمنيين ، ومن كون المواطنين قد سُجنوا أو اختُطفوا ظلماً وعدوناً من قبل غاصبي السلطة المنقلبين، أولئك الحوثة الذين حولوا معظم البلد لسجن كبير..، والشرعية ومن يساندها من التحالف العربي يسعون بكل قوة لاستعادة الدولة والمؤسسات، ولتحرير الشعب اليمني كله  من قبضة ساجنيهم الحوثة.. هكذا ينبغي أو هكذا يفترض ..؟؟!؛ فتفاوضوا وبادلوا بمن حكم عليهم بالإعدام من قبل الحوثة، بغرض فضح المكر والخديعة والتوظيف السيء لمؤسسات الدولة من القضاء وحتى قسم شرطة، ومن  أن احكامهم لا معنى لها وهي بالأصل باطلة و غير قانونية، ولتُبيِّن الشرعية للعالم أن القضاء في مناطق سيطرة الانقلابين مُسيس، وأن أحكامه كلها التي أصدرها  الغرض منها الابتزاز والتوظيف السياسي ومصادرة اموال المحكوم عليهم.. لذا.. على العالم أن يدرك هذه الجزئية، ثم أن الشرعية بادلت "مقاتلين مقابل إطلاق مواطنين"، من كل شرائح المجتمع ففيهم قيادات وسطية وكوادر من الأحزاب" الناصري والاشتراكي والاصلاحي والمؤتمري وغيرهم" لتُبين للرأي العام المحلي والدولي أن الانقلابين لا يؤمنون  بالتعددية ولا الحزبية والديمقراطية، ولا بالرأي والرأي لأخر، ولا بالدستور و القانون..

 فقد عمدَ الحوثة إلى اعتقال بعض كوادر بعض  الأحزاب من مناطق هم ومن بين اهاليهم وهم مدنيون؛ وكان الأحرى بهم أن يطلقونهم بمجرد أن حققوا معهم وعرفوا مواقعهم القيادية  وانتماءاتهم ، وكان ينبغي الا يحبسوا طوال المدة التي قضوها في سجون الحوثة، لينتظروا  المبادلة..؛ فهم في أحزاب قانونية في اليمن و يمارسون نشاطاتهم بحسب القانون، لكن الانقلابين لا يريدون ذلك، فلجئوا  لممارسة الارهاب الفكري باعتقالهم وتعذيبهم، ثم بادلوا بهم لإخراج مقاتليهم من سجون الشرعية، إن الانقلابين دائما ما يسعون لتجميد عروق  السياسية  والسياسيين ؛ لم يطلقوا القيادات الحزبية بعد سجنها سنيين، لأن شيمتهم الارهاب والترهيب لا الترغيب..؛ ايضا بادلت الشرعية مقاتلين حوثين مقابل نشطاء وصحفيين...؛  ومقاتلين بالساحل الغربي لا يوالون الشرعية إنما يقاتلون الحوثين لتُبرهن للجميع أن عدوها فقط الانقلابين ومن يتمرد على الشرعية ويقاتلها باستخدام السلاح، وأنه من يعمل معها لإنهاء الانقلاب ، فإنها تمد أياديها إليه ليكون جزءًا منها.. وبادلت الشرعية بمقاتلين حوثين كانوا في الجبهات مقابل جنود التحالف ليؤكد مفاوض الشرعية أن الشرعية والتحالف حالة واحدة، ولهما هدف واحد هو إنهاء الانقلاب واعادة الدولة والشرعية..!؛ 

أختم.. بأن أقوم بواجب  الشكر والعرفان والتقدير والاحترام لمأرب قيادة واحزاب، قبائل  ومقاومة، ، جيش وطني ونازحين على ذلك الاهتمام الكبير بالأسرى المفرج عنهم .. أقف اجلالا واحتراماً لمأرب بسلطتها وسلطانها، بأحزابها وقبائلها، بمقاومتها والجيش الوطني هناك، بهم جميعا الذين احتفلوا  باستقبال الأسرى الذين وصلوا إليهم، وشكرا للإحساس الرائع بحالة المفرج عنهم "النفسية والمادية" من قبل محافظ المحافظة ، وجميل جداً أن أعطى الشيخ سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب (سلطان الدولة والجمهورية.. والحارس على بقاء الدولة والجمهورية) مليون ريال لكل أسير وصل إلى مأرب. فلماذا السلطة المركزية لا تقتدي به وتمنح كل مفرج عنه مبلغ من المال؟؛ من أجل ان يرتب حياته ويتفقد صحته بعد اطلاقه.. بانتظار ذلك.. كما أرجو أن يغلق ملف الأسرى كل الأسرى مرة واحدة وحتى لا يفتح التبادل الجزئي جروحاً واحزاناً ومأساة في الأسرة اليمنية؛ فما ذنب "أسر" من لم يفرج عنهم أن تعيش حزينة؟ أتساءل.. هل عمل  المتفاوضون إن كانوا انسانيين لها حسابا...؟، وما ذنب المفرج عنهم أن يخرجوا وزوجاتهم قد تزوجت؟ بسبب عدم كشف واعلان أسرهم كي تبقى عوائلهم منتظرة لخروجهم؛ ثم أين النساء في ملفات التبادل ومتى سيخرجن من معتقلاتهن...؟ ثم.. ثم.. ارجوكم غاية الرجا إغلاق ملف الأسرى دفعة واحدة؛ أو اعلنوا للشعب اليمني انه سيتم الاطلاق على دفعات مسبقا  ليكونوا على بيِّنة بالأسماء والتواريخ المتفق عليها  للإفراج عنهم .... واكتفي إلى هنا.. وربما نتناول هذا الملف لاحقا.. والسلام عليكم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي