طائر الفينيق ينتفض

وفاء أبو الأسرار
الثلاثاء ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ١٠:٣٧ صباحاً

الى كل من يستخف ويميع ويسخر من انتفاضة شعب لبنان العريق رغم اختلاف الطوائف والمذاهب .. كل من ينظر إلى بيروت أنها فقط وجه فاتن وجسد عار وملابس أنيقة ، ومدينة ساحرة ،كل من يحاول أن يشوه وجه لبنان العربي الحضاري والإنساني والوطني في تغيير طابعها ومعالمها وهويتها وتراثها ،كل من ظن ويظن ويتوهم في مزاجها المعتدل ضعفا وروحها المتسامحة المنفتحة تخاذلاً , ورفضها للتزمت والتقوقع تساهلاً في القيم والمقدسات..

لكم أن تعيدوا وتراجعوا افكاركم ولكنها مصيبتنا الدائمة أنهم يجهلون ولايقرؤون التاريخ ولايفقهون من لبنان غير هيفاء وهبي وأمثالها..

 

اسمعوا وأنصتوا إن نظرتكم قاصرة جدا وتفكيركم غير منطقي بحق بلد ناضل على مر التاريخ والعصور , بلد الابجدية هو نبع الحرف والكلمة , منبراً للفكر ومحراباً للحق , وإنتصاراً لقضايا المظلومين والمقهورين ,وشوارع بيروت كانت دوماً شوارع للتعبئة العربية , والإسلامية ضد المشاريع الاستعمارية والمطامع الصهيونية والخيانات العربية . 

 هذا هو  لبنان  ? بأوجهه المختلفة , المضيئة كالشمس , لبنان نقطة تفجير والتفجير ذو وجهين وليس تفجير الينابيع كتفجير القنابل , لبنان المشحون بالفن والجمال وحرية الإنسان والدراسات والبحوث والنشر والأزياء وريادة وسائل الإعلام هو لبنان المشحون ببؤر الفتن الطائفية وشرارة الحروب الأهلية , وهو لبنان المجد يقطف أمجاده , من كل بساتين العروبة , وعواصمها, وزع هذا المجد في حركة وطنية فيها اللبناني والفلسطيني والمصري والعراقي لاتقف عند خطوط التماس ولاتعترضها حواجز التعصب العرقي والإقليمي

 

 لبنان العربي الصامد عربيا في كل مايأخذ ويدع وفي كل مايحسن ويخطيء كان يستقبل الدنانير والقصائد والفنان واللص والشاعر والعاهرة , والمفكر والراقصة والمليونير والصعلوك.. كان في كل أحواله جبل إشعاع ومصدر وعي وتحديث يتقبل من يضع الورود على صدره بنفس الابتسامة التي يتقبل بها من يرجمه بالحجارة . بإختصار لبنان هو الرئة النشطة التي كان الجسد العربي المتوتر يتنفس من خلالها ويبدو أن أعداء العرب ضاقوا بهذه الرئة واخافهم أن تكون مصدرا للتنفس وسيتحول مع الايام , الى ثورات تستأصل الأنظمة العتيقة الفاسدة , لذا ضاقوا بتلك الرئة .

 

  ومع هذا بقيت بيروت لبنان , الرئة النشطة للمصابين بضيق التنفس والقلب لمن تصلبت شراينهم , والعقل لمن أصابهم انحراف في الأدمغة .

سيبقى لبنان العربي الصامد عربيا وانتفاضة شعبه تذكرنا كيف واجه هذا الشعب العظيم الصابر أشرس آلة عسكرية على وجه الأرض هو الاجتياح الاسرائيلي .. واجزم أن لبنان اليوم هو  ثورة عربية كبرى نقطة الأصل بيروت البلد الغير عادي من  أنجبت فيروز , والرحابنة , ورفيق الحريري رفيق السلام وبناء جسور المحبة ، والشهيدة سناء المحيدلي وجبران , وخليل مطران ، وعالم الذرة حسن رمال ..وغيرهم ، وستظل تنجب الكثير الذين رضعوا تأريخها العربي , وأفاقوا على سحرها الشرقي , ومجدها الإسلامي , وإن تعددت الطوائف , والمذاهب , سيعود لبنان المشرق على الدوام ..  

لبنان راح يرجع والحق مابيموت..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي