اتفاق جدة نكون او لا نكون

محمد قشمر
الخميس ، ١٧ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٠٧ مساءً

تناولت الكثير من وسائل الاعلام والمواقع الإخبارية ما يسمى باتفاق جدة الذي يفترض أن يكون سبباً في حقن الدماء اليمنية اليمنية، وإيجاد خارطة طريق حقيقة لإنهاء الفتنة التي قامت في عدن وبعض المناطق الجنوبية. الأمر يتركز ظاهره انه حول موضوع مظلومية أبناء الجنوب، والأهم في هذا الموضوع ان الانتماء للقضية يصبح ضائعاً عدما تقاتل لتحقيق مصالح لا تنتمي للجنوب اليمني، ولا تنتمي لليمن الكبير ، بل من أجل تحقيق مصالح الغير الذي لا يعترف بكرامتك ووجودك الكبير، لم تحقق الحرب في عدن نتائج مثمرة للانقلابين الجدد بقدر ما أظهرت الحقيقة الكبيرة التي تجاهلها الكثير ان الاقتتال كان من أجل ان يتكسر الوطن اكثر ويكون مرتهن للغير، وأن قيادات الانقلاب لم تكن في يومٍ من الأيام عناصر بناء وطني. الأهم ان محاولات تشتيت الروح اليمنية أدت في نهاية المطاف إلى توحيد الغالبية العظمى من أبناء اليمن عموما، ومن أبناء الجنوب حول وطن واحد اسمه الجمهورية اليمنية ـ الدماء التي سالت جراء الانقلاب في عدن لم تذهب سدى ولن تذهب سدى واثار توهجها ظهرت جليةً في ارض شبوة وحضرموت وسقطرى وغيرها من المدن اليمنية الجنوبية. بدأت المساعي من أجل احتواء تلك الحرب التي لم تنجح، لأن هناك من كان يراهن انها ستنجح بفترةٍ زمنيةٍ قياسية، لكن طبيعة التربية الوطنية عند أبناء الجنوب خاصة في شبوة غيرت المعادلة مما اضظر الداعمين الدوليين للانفصال الى الخطط البديلة والتي لن يكون لها بإذن الله مكان على المدى القصير، ويجب التنبه لها واثق بإخوتي في الجنوب ومن قدرتهم على تجاوزها بعد تجاوزهم لأهم هجمة شرسة في فترة الذروة والغرور الذي تحطم على صخر العزة اليمنية ، واستطاع الحكماء في المملكة العربية السعودية حتى الان احتواء الأمر فيما يسمى اتفاق جدة ، والذي كما يقال بأن مسودته الأولى قد تسربت للإعلام، ورغم عدم ايماني بالمحاصصة إلا أن إصرار القيادة اليمنية ممثلة بهادي انهاء الانقلاب أولاً هو المحرك الأساسي لذلك الاتفاق ، ومجمل الاتفاق جيد ويمكن ان يكون اساساً لبناء اليمن ابتداءاً من المناطق المحررة، هذا إن استطاعت الشرعية ممثلة بحكومتها ان تعمل من الداخل اليمني دون معوقات إقليمية وان استطاعت ان تثبت وجودها ككيان حقيقي شرعي قادرة على إدارة وقيادة اليمن في خضم التلاطم السياسي الذي يضر بالقضايا اليمنية ، اتفاق جدة يمكن ان يكون بداية جيدة لتجاوز النفق المظلم الذي دخله الجميع شرعية وانتقالي ومنه فقط يمكن ان نشعل أحلام الوطن لتتوحد الجهود من اجل اليمن واليمنيين الذي تشردوا ووهنوا وضعفوا بسبب تشتت الجهود واختلاف الاشقاء اليمنيين وعدم احترامهم لا لأنفسهم ولا للوطن ولا للمواطن ، ويمكن ان يعيد اتفاق جدة ترتيب الأوراق المبعثرة وإعادة الموازين لتحقيق اقل انتصار والعودة الى اعمار الروح اليمنية والأرض اليمنية بأيادي يمنية لأنه لا يمكن ان يعمر اليمن غير أبنائها ومن يراهن على ذلك فهو مرتهنٌ بائعٌ للقضية والوطن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي