المرتبات تفضحهم!

عبدالباسط القاعدي
الاربعاء ، ٠١ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:١٧ مساءً

الأقاويل التي ترددها المليشيات الانقلابية بخصوص صرف المرتبات تكشف حالة الانهزام التي يعانون منها والاحتقان أيضا.

 

قالوا لن يتم صرف المرتبات من قبل الحكومة الشرعية وهو ما لم يحدث وخابت ظنونهم، فعادوا يلوكون الاقاويل للتقليل من شأن العملية برمتها.. وأن هذا حق -وهو بالفعل حق- ولكن ليس لأنكم تقولون ذلك ولكن لأنه واجب الحكومة تجاه مواطنيها.

 

قالوا أن الحكومة صرفت مرتبات موظفي التربية في أمانة العاصمة فقط لانهم إصلاحيين ولن تصرف مرتبات بقية المكاتب، وبالتأكيد ستضعهم الحكومة في ذات الموقف المحرج حين تصرف مرتبات بقية الموظفين.

 

لا وجه للمقارنة بين ما تقوم الحكومة الشرعية وما قامت به المليشيات خلال الفترة الماضية.. فالحكومة تصرف المرتبات بحسب كشوفات ديسمبر 2014 لكل الموظفين بلا استثناء بينما الحوافيش اوقفوا مرتبات الآلاف واسقطوا الآلاف من كشوفات المرتبات ونهبوا مرتبات المناطق العسكرية التي خرجت عن سيطرتهم وقاومتهم مثل المنطقة العسكرية الثالثة.

 

 

لم يكتفوا بحجم المعاناة التي تسببوا فيها لكل اليمنيين ويتمنون فشل الحكومة في الإيفاء بصرف المرتبات.. كما يقول المثل (لا رحموا الناس ولا تركوا رحمة الله تنزل). 

 

 تنطلي الأكاذيب التي ترددها المليشيات حول عملية صرف المرتبات على من لا يعرف حجم العبث والفساد الذي ارتكبوه بحق اليمنيين.

 

يحاولون المقارنة بين استمرار صرف البنك المركزي للمرتبات إبان سيطرتهم عليه وبين الإجراء الحكومي الأخير، وكأن سيدهم وزعيمهم دفعا المرتبات من جويبهما الخاصة.

 

يا أغبياء.. عندما استولى الانقلابيون على البنك المركزي كان الاحتياطي بداخله أكثر من 5 مليار دولار، وما صرفوه كمرتبات خلال فترة سيطرتهم لا يعادل واحد مليار دولار.. بينما أنفقوا أربعة مليار دولار لتمويل حروبهم في اجتياح المحافظات وقتل اليمنيين.. بالاضافة الى نهب كل الحسابات المجنبة ومخصصات المنح وتسببوا بانهيار العملة.. 

 

ومنذ اللحظة الأولى لانقلابهم المشئوم الذي حاولوا تلميعه بتسميته (ثورة على الفساد) مارسوا أبشع وأقذر عمليات الفساد في التاريخ اليمني.. فقد تاجروا في كل شيئ بما ذلك أقوات الناس ودمائهم وأعراضهم.

 

حولوا اليمن إلى سوق سوداء لكل شيئ، فتاجروا في أقدس المقدسات وهي أرواح اليمنيين مقابل أن يرضى عنهم ملالي طهران وعمائم قم. 

 

يتحدث الأراجوز بن حبتور عن تحصيل إيرادات بملغ ٤٠٠ مليار ريال فلماذا لا يصرفون مرتبات على الأقل المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم؟ لن يفعلوا لأن هذا المبلغ لا يسد جشعهم.. وبالكاد يمول حروبهم وعبثهم المستمر.. أما الموظف المغلوب على أمره فلن يأبهوا لحاله لا بصرف مرتباته ولا بالسماح للحكومة الشرعية بصرف مستحقاته.

 

ستواصل الحكومة صرف مرتبات الموظفين رغما عنهم باعتبار ذلك من أوجب واجباتها، وستواصل المليشيات التقليل مما تقوم به الحكومة للتخفيف على أنصارهم الذين راهنوا على عجزها عن ذلك.. وسيدرك عامة الشعب الفرق بين الدولة والمليشيات!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي