الأحد ، ٠٥ ابريل ٢٠١٥
الساعة ٠٣:٥٥ مساءً
بعد إعلان «الإصلاح» لبيانه المؤيد لعاصفة الحزم بساعات .. تم تسريب تسجيل لمكالمة هاتفية .. اتصل فيها الشيخ حميد الأحمر بمبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر.
هذه المكالمة - التي من الواضح أنها جرت قُبيل صلاة جمعة، بعد استقالة عبدربه منصورهادي، وإخضاعه للإقامة الجبرية من قبل الحوثيين - أهم ما فيها اتهام بن عمر الصريح والواضح لـ«الإصلاح» بالكذب والنفاق، وأنه أصبح «نكتة الحوار»، لأنه لم يفاوض بشرف، وكرامة، وإنما بنفاق وانبطاح، حد قوله!!
أما حميد الأحمر، فقد ظهر متحدثاً بتعقّل ورزانة .. وحذّر بن عمر من تسجيل مكالمته التي نسمعها الآن!
وأبرز ما قاله حميد، أنه مؤيد لتدخل سعودي، فهو أفضل من تسليم اليمن لإيران.
كما قال ووافقه بن عمر: إن دخول الحوثيين إلى صنعاء تم بتواطؤ أطراف عديدة، إذ دخلوا بتسهيل من الرئيس السابق صالح، وموافقة من الرئيس هادي، الذي ظن أنه يستخدم الحوثيين لتفكيك التحالفات وصبر عليهم حتى فكفكوا أبواب منزله.
اتهام بن عمر لـ«الإصلاح» بالتخبط والانبطاح، واستخدام أساليب منحطة في مهاجمته، عزاها الشيخ حميد الأحمر إلى القيادي في «الإصلاح» محمد قحطان وحصرها عليه، باعتبار قحطان من وجهة نظره، ينتهج أسلوب المراوغة .. والكذب طريقته المثلى في التعامل والحوار.
من الواضح أن من سرب التسجيل، في هذا التوقيت كان حريصاً على إبراز موقف الشيخ حميد - المقرب من الجناح العقائدي في الإصلاح - وحرصه على استجلاب دور سعودي لمواجهة مخططات إيران في اليمن .. مع فضح «الإصلاح» الذي له عدة وجوه .. هو يقول في المفاوضات عكس ما يعلنه لجماهيره، وبشهادة بن عمر، فعل ذلك معتمداً على ذاكرتنا المثقوبة، التي نسيت مؤامرات حكام الخليج القابعين في غرف الإنعاش - مقولة حميد الشهيرة!
أظن أن بيان «الإصلاح» الذي كان سبباً في تسريب هذا التسجيل جاء حصيلة حوار ومفاوضات استمرت أسابيع، وهو جس نبض يمهد لإعلان موقف أو اتفاق - لم تُعرف بنوده بعد - طرفاه «الإصلاح» وقيادة التحالف.
وفي حكم المؤكد أن «الإصلاح» - في حال تعنَّت الحوثيين وحلفائهم - سيتحمل خلال الفترة القادمة عبئاً ثقيلاً، وسيتحول بأعضائه إلى ترسانة شعبية للمواجهة الداخلية مع الحوثيين.
هو بذلك سيوفر على قوات التحالف خطر التوغل البرّي، في حال احتاجوا إليه، ويمنع الحوثيين من التمدد في أحشاء المدن.
اليمني بطبعه لايستسيغ وجود جندي أجنبي على أرضه، حتى لو كان عربياً منقذاً.
وحتى لو كان رموز ثورته من هتّافي 2011م قد صاروا نجوم فضائيات الخليج.. سيشعر اليمني بوخز في كرامته، لأنه ثار حينها من أجل لقمة عيشه.. فلم تجلبوا له لقمةً ولم تحفظوا له كرامة؟! يلعنكم.. ويلعن قبل أن يلعنكم، وبعد أن يلعنكم كل ما له علاقة بإيران.
و«الإصلاح» يراوده عقله بأن يكفيهم مهمة التوغل البري، وهي مهمة بطعم العلقم.. لأنها تتنادى وتحتشد تحت ألوية طائفية غاية في القبح، والخطورة بدأت تضج بها خُطب الجمعة، من مكة إلى طهران، ومن المكلا إلى مرّان .. لكنها خيار الإصلاح الوحيد لإعادة ما فقده من ثورة فبراير 2011م .. وإزالة صفة الإرهاب التي وصمته السعودية به .. خياره لأجل ذلك فقط.
لو كان قراراً من أجلكم، لحارب ديدان المغول، قبل عامين، بكم أنتم، لأجل الحرية والكرامة والديمقراطية.. لا من أجل أمن وسلامة السعودية كما يقول لكم رئيس وزراء باكستان ومجاهدو بنجلاديش.
هتف الإصلاح مع الشباب في 2011م:
ارحل.. ارحل
المخلوع.. المخلوع
على غير إرادة السعودية التي كانت تظنه أحد تابعيها.
وعندما فتحوا أبواب السلف والخلف للقضاء عليه، واجههم باسندوة بالصراخ والعويل.
وفضل الأستاذ اليدومي الانحياز لسياسة الصمت والمراقبة رافضاً دور «أبو فاس» في مواجهة الجنون المسعور، والمدعوم من حلفاء الأمس.
وجد نفسه يعيش دور المخاتِل، وربما المحلل لفوران الجنون الذي تلبَّس الحوثيين، وجعلهم يجتاحون المدن.
النفاق.. كذب وانحطاط .. هكذا قال بن عمر... والصمت عار.
ولكن هل سيزول هذا العار إذا كان الثمن الذي ستتسلمه اليمن من تهليلها وتصفيقها لهذه الحرب المبيدة لكل ما له علاقة بما كان عسكرياً، وتدمير كل ما هو مضر بأمن وسلامة المملكة؟
الثمن هو إعادة الجنون الذي أطلقته حماقات الخليج إلى معقله في صعدة .. وتأديب من صار مخلوعاً عندهم، بعدما كان رئيساً سابقاً تستضيفه قناتهم «العربية» في عدة حلقات، يتحدث فيها عن مشاريعه وخططه المستقبلية.
أن نحارب صديقهم الذي صار عدواً .. ونفجر قنبلة الجنون التي صنعوها لتفخيخ اليمن .. لم يعد هذا إنجازاً يستحق أن يهرق الإصلاح من أجله دماء أبناء اليمن.
حارب صديقك الـ (صار) عدوك بنفسك .. فجِّر القنبلة التي صنعتها بالطريقة التي تحفظ لك أمنك.
كيف نصدقكم، وأثر طعناتكم في ظهورنا؟!! .. كيف نصفق ونهتف لكم ونحن لم نكن نتلقى منكم بعد كل توقيع على اتفاقية أو معاهدة سوى الغمز بفقرنا، واللمز بكرامتنا وبمعتقداتنا؟!!
من حق حزب الإصلاح أن يكون حليفاً استراتيجاً للسعودية ودول الخليج.
لكنه سيحقق ذلك بعد أن تتحول اليمن إلى بؤرة طائفية منبوذة ومحتقرة.. نقاتل بَعضنَا البعض، وربما نستحل الأموال والأعراض.
أنا شخصياً أحب السعودية لأَنِّني تعلَّمت وعملت فيها، لكنني أحب بلدي أكثر، وأنحاز لأبناء بلدي أكثر وأكثر.
أكره مشروع إيران الطائفي، وشعارات الموت المستزرعة في غير منبتها، وبيئتها.
وأكره أكثر وأكثر أن تكون مبرراً لدى المحاربين بالأباتشي، ومحفزاً لهم كي يقذفوا حمم الموت فوق رؤوسنا.
عودوا يا «إصلاح» لنصيحة بن عمر، في التسجيل المُسَرَّب .. ابتعدوا عن النفاق، لا تعوِّلوا على الخارج .. كونوا «أبو فاس» .. وحاربوا .. إن لم تجدوا مثل أسلحتهم الحديثة بالمطارق والفؤوس، ولكن بعد أن تستنفدوا كل الفرص في الإقناع والحوار.
بن عمر يتَّهمُكم بأنكم من أوقدتم جنون الحوثي بنفاق مفاوضيكم ومخادعتهم.
لو كُنتُم وقفتم مع حميد وإخوانه .. ودماج وطلابها .. والقشيبي وجنوده علناً، وبعالي الصوت، لا همساً وخفيةً كالمتآمرين.
لو فعلتم ذلك ..
ما وصلتم إلى هذا البؤس:
المخلوع .. المخلوع
عفاش .. عفاش.
ارحل .. ارحل.
كالأطفال .. لاتجيدون غيرها.
* الجمهورية نت
-->