الثلاثاء ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤
الساعة ٠٨:٥١ مساءً
صخب فلاش الكاميرات في غرف النوم يرتفع ، طريقة جديدة لإحراز مكاسب سياسية دأب جماعة الحوثي على نهجها على إسقاط وإذلال خصومهم السياسيين ، إذآ الثابت هنا هو اننا : لا نزال نتقاتل و نتشاجر على مكتسبات اخلاقية مفقودة إذآ ،و ننتقد بعضنا البعض-بلا نهاية-بشأن إخفاقات أخلاقية و معنوية تتراكم ، لا علاقة لها بالاقتصاد وتحسين دخل المواطن مثلا.
نحن ببساطة خارج الزمن ، بعيدين عن العصر القائم على تشكيل تأريخنا ،و الواضح ان الاخرين استلموا المهمة عنا لصياغتة.
ما حدث عبارة هدأة عابرة في المنافسة اللانهائية على تحقيق طرف صاعد كجماعة الحوثي نصيب في المحاصصة ، منذ ثلاث سنوات و الاعتقاد ان ثمة شائع يجري ؛ بأنه لم يعد أمام كل هذه القوى من خيار غير القبول ببعض و العيش المشترك.
واليوم الفوضى انتصرت في معركة الأفكار ،و ليس التنافس في البناء و التغيير ، المؤسسات عرضة للسلب ، والنهب و التصرفات وفق الركون الي الاستقواء بهذه الجماعة الصاعدة ، من ينتمي اليها ومن خارجها.
كل القوى و التيارات و الجماعات تسعى بشكل او بآخر إلى الرخاء والراحة و تجتنبنا المشاعر الرجعية ، هذه مجرد احاديث موهومون اصحابها ، فهم على الارض وفي الواقع لم يفعلوا شيء لذلك.
لقد دفعت لنا بمجاميع من القبليين غريبي الاطوار يبحثون عن التفوق بتدشين المشاحنات القبلية و الثأر بقصد إعادة التطبيع داخل منطقة الحكم ،والوعود على تحقيق نصيبها من الشرف و المجد ، منتهكة كل الاعراف و القوانين و الاخلاق.
اقول ان التأريخ يبلغ ذروته في الانحطاط و التمريغ في الوحل بهذه الافعال المشينة ، ان تدخل بيت شاهرا سلاحك ، فتلتقط الصورعلى السرير وتبعث بها على شبكة الانترنت ، هذا تعريف الانتصار المقلوب إذآ.
نحن امام مدرسة جديدة من تدريس وتصدير منهج القبح و الخصومة ، ان كان خصومهم قبحاء وسيئين ،فقد جاءت هذه الجماعة تعمل على تنقيتهم وتطهيرهم بتصرفاتها وأفعالها ، ظنا منها انها في طريق الفعل الصحيح.
إذآ ما الفريق بين الفريقين ، داخل جغرافيا سياسية واحدة ، ولا تزال هي نفسها ، لكن العقلية القبلية البالية عائدة بشكل اسوأ مما كان ، كم سنحتاج الي تنظيفها و توظيبها حتى تتماهي مع متطلبات العصر ، وبسقوط جماعة او قادة ، توهمنا اننا ربحنا المعركة ، وعلى ما يبدوا اننا مخطئين ، قوى التطرف المناطقي و العصبوي تعود بأكثر من صورة ، آخذة اكثر من شكل. وارتدت قيادة الجماعة المستعجلة إلى هوة مماثلة في الأداء عند مقارنتهم بنظرائهم الساقطين. فالمبشرون الجدد بالسلام والديمقراطية و الشراكة الوطنية من دخل غرف النوم ؛ نجحوا في رسم حدود عقلياته
-->