الكهرباء معاناة مستمرة وحلول غائبة!

محمد الحذيفي
الثلاثاء ، ٠١ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٣٦ مساءً
الكهرباء في كل بلدان العالم المتقدمة منه والمتخلف حتى في بلدان العالم الثالث , وما يسمى الدول النامية تعتبر خدمة جليلة تقدم للمواطن ويستفيد منها , إلا في اليمن فهي استثناء فريد حيث أصبحت نقمة على المواطن في جميع النواحي الاقتصادية منها والثقافية , والتعليمية , والمعيشية , والطبية , وحتى المنزلية , فالمواطن اليمني لا تنقصه المشاكل لتكون الكهرباء هي مشكلته الوحيدة , بل هناك مئات المشاكل والهموم تحيط به , لكنها كلها تهون مقابل مشكلة الكهرباء التي تحولت من خدمة إلى نقمة.
فالطالب أصبح يمارس معظم اوقاته التعليمية والمذاكرة في الظلام , وعلى ضوء الشمع , ولك ان تتخيل طالب في الصفوف الاساسية , وفي المراحل العامة معظم وقته يذاكر على ضوء الشموع , كيف سيكون تحصيله العلمي ومستواه الدراسي؟  كذلك أرباب العمل وأصحاب الدخل المحدود الذين يستدينون ويستقرضون المبالغ المالية الكبيرة من البنوك ليمارسون انشطتهم التجارية , او" طلبة الله" بالمفهوم الشعبي , كم سيكون ربحهم؟ وكم ستعيش معهم الاجهزة المنزلية وادوات التبريد؟ أما ربات البيوت فحدث عن معاناتهن ولا حرج جراء انقطاع التيار الكهربائي المتكرر , والتي تصل إلى أقل يوم تنطفئ فيه الكهرباء معدل " 12 " ساعة مرتين في النهار في مرتين بالليل , وكم الإحراجات التي تقع فيها في مباشرة ضيوفهن أو ضيوف أزواجهن وقس على ذلك في مختلف النواحي والقطاعات الحياتية المختلفة. 
لقد قدمت الحكومات المتعاقبة على مر العقود الماضية الوعود تلو الوعود لحل اشكالات الكهرباء , لكن تلك الوعود تذهب أدراج الرياح رغم رصد المبالغ الضخمة في ذلك , وما يحز في النفس ان حكومة ما بعد الثورة ووزارة الكهرباء المحسوبة عليها لم تقدم شيء , ولم تف حتى بالوعود التي أطلقتها على نفسها بل تضاعفت مشاكلها أكثر فأكثر , ولم تقدم اي حلول ناجحة لمعالجة مشكلة الانقطاعات المتكررة والمؤرقة للمواطن.
ولك ان تتخيل ايضا سقف الطموحات والآمال لدى مواطن بسيط ضل يعاني من خدمة الكهرباء طيلة عقود مضت وما زال حتى اليوم يستمع لوزير الكهرباء الحالي في أحد البرامج التلفزيونية بعد فترة من تعيينه وهو يعدهم بأنه سيقوم بإصلاح منظومة الكهرباء خلال تسعة أشهر , ويحدد شهر مارس من العام 2013م موعدا لإنهاء معاناة الناس فإذا لم فإنه سوف يقدم استقالته , فيأتي هذا التاريخ وتدور عجلة الزمن ليجد المواطن نفسه في نهاية شهر مارس 2014 ومشكلة الكهرباء لا نقول تتفاقم , أو كما كانت عليه , بل نقول تفاقمت إلى حد غير مسبوق , ووزير الكهرباء الذي أطلق العنان لطموحات وآمال الناس بالانفراج كما اطلق العنان بالوعود التي عجز عن تنفيذها لا يزال في منصبه حتى لم يكلف نفسه عناء الكتابة ليصيغ كلمتين في يبان يوضح للناس حقيقة النقمة التي يعانونها , حتى تلك القنوات التي كانت تهلل لمقابلاته وتصريحاته لم تطيب خاطر المواطن حتى بعنوان خبر قصير على شريط أخبارها المليء بالتناقضات , ماذا سيقول هذا المواطن عن هذه الثورة , وعن وزراء الثورة , وعن قنوات الثورة وهو يعاني الأمرين من الكهرباء التي تحولت من خدمة يستنعم بها إلى نقمة يفكر كيف يتخلص منها.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي