فخامة الرئيس الشعب بجانبك ... فهل ستكون بجانبه؟

محمد الحذيفي
الاربعاء ، ٢٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:١٠ مساءً
انتهى مؤتمر الحوار الوطني , أو يكاد بعد مخاض عسير , وبعد تضحيات جسيمة على كل المستويات الأمنية منها , والاقتصادية , والاجتماعية , والثقافية , والتعليمية , والبشرية وبعد معناة كبيرة تكبدها اليمنيون , وصبر من اجلها شباب ثورة الحادي عشر من فبراير الذين قدموا التضحيات الجسام من اجل إخراج اليمن من رباعي الفساد , والفقر , والجهل , والفوضى الأمنية الذي عانى منه 33 عاما كامتداد لعقود ماضية من حكم الأئمة , وهم ينتظرون من يقف إلى جانبهم , واليوم كان فخامة الرئيس هادي ذكيا ومصيبا عندما طلب من اعضاء مؤتمر الحوار الوطني , والذي يشكل معظمه من شباب الثورة ومكوناتها المختلفة الوقوف إلى جانبه في حال اتخذ قرارات مهمه حسب قوله تقيل الفاشلين , وهو يعلم , أو قد يكون يعلم أن هؤلاء الشباب ما خرجوا يوم 11 فبراير إلا من أجل تطهير الدولة من الفاشلين أيا كانوا , وهم على أحر من الجمر انتظارا لمن يقف إلى جانبهم , ويحقق آمالهم بإقالة الفاشلين , فهل سيأتي هذا اليوم لتكون أنت فخامة الرئيس من يقف إلى جانبهم؟ لأنهم ومن ورائهم كل مكونات الشعب اليمني مستعدون للوقوف إلى جانب من يحقق تطلعاتهم وأهداف ثورتهم , فهل ستكون أنت من يفعل ذلك؟
 
فخامة الرئيس انت تعلم أن الشعب اليمني على مر عقود خلت من الظلم , والاستبداد , والفساد , والأسرية , والفردية , وهو ينتظر من يقف إلى جانبه وحتى اليوم , وبعد ثلاث سنوات من ثورة فبراير , وهو في طابور الانتظار , ورغم ارتفاع فاتورة الانتظار في الفترة الانتقالية التي يعيشها , والتي هو على قناعة أنها من اسوأ الفترات في تاريخ الشعوب , وخاصة الشعب اليمني التي اصبحت تحكمه التوافقات السياسية المضرة , وليست المفيدة , بل واصبح على قناعة مطلقة للوقوف إلى جانبك , لكن على شرط واحد هو وقوفك الصادق إلى جانبه , وليس الوقوف بالخطابات والتنظيرات , فيما يضل هو يقدم الفاتورة , وينزف على كل المستويات والصعد.
 
إن الشعب اليمني انتظر طويلا , وتحمل كل التبعات أثناء مؤتمر الحوار الوطني , وهو في الانتظار ليحصد ثمار ثورته , فهل آن الأوان ليحصد ما زرع في هذه الثورة.
 
كل أعين اليمنيين تنتظر ساعة انهاء مؤتمر الحوار على أحر من الجمر لعل أن يكون ما بعده أكثر اختلافا عما قبله , ولعله يكون علامة فارقة , وتأريخ فاصل بين معاناة اليمنيين , وبين راحتهم , واستقرارهم , بين تضحياتهم , وبين وقف نزيف تلك التضحيات المستمر حتى اليوم , فهل سيكون لهم ذلك؟ وهل سنرى قرارات مصيرية تعيد البهجة والأمل إلى نفوس اليمنيين؟ وتعوضهم عن سنوات الحرمان , والحزن , والبؤس , فاليمنيون اليوم على اتم الاستعداد لتجديد الثقة بك , ومنحك حق قيادة سفينة اليمن لكن  بشكل جديد , وبصيغة جديدة تختلف عن الشكل والصيغة الحالية , وبما يحقق أهداف وطموحات الشعب اليمني بالعيش بأمن , واستقرار , وتقدم , وازدهار.
 
 وأنا باعتقادي أن عقلية المواطن اليمني وذاكرته السياسية لم تعد مثقوبة كما يتصور البعض أو يخيل إليه حتى ينسى ما حدث له خلال 23عاما من حكم نظام صالح بعد الوحدة اليمنية المباركة  وما قبلها من عقود خلت باستثناء سنوات حكم الشهيد ابراهيم الحمدي , وأصبح الشارع اليمني مقتنعا أن الرجل الانسب للمرحلة القادمة هو الرئيس عبد ربه منصور هادي ليس لأنه رجل المرحلة , وليس لأنه حكيم عصره , وفريد زمانة , ولكن لثقته بقدرة الرجل على حلحلة الأمور , وإخراج اليمن إلى بر الأمان , والضامن الوحيد لبقاء اليمن موحدا في المرحلة الراهنة , والمقتدر على التوجه باليمن نحو بداية المسار الديمقراطي الحقيقي والصحيح , وتنفيذ قرارات , ومخرجات الحوار الوطني خلال مرحلة تأسيسه جديدة فيها متسع لتطبيق كل مخرجات الحوار الوطني من النظام الجديد , والانتخابات الجديدة , وشكل الاقتصاد الجديد , وهو ما يعد ترجمة وتتويجا لمطالب وأهداف شباب الثورة الذين خرجوا يطالبون بشعار " الشعب يريد إسقاط النظام , وشعار الشعب يريد تغيير النظام , ورفع شعار " الشعب يريد بناء يمن جديد " , إذ لا يمكن بناء يمن جديد بين عشية وضحاها , وإنما يتطلب ذلك فترة ليست بالقصيرة , وتحتاج إلى رجل قوي يحظى بإجماع كل أبناء الشعب اليمني إن اراد هو ذلك.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي