كم كان عادياً وبارداً.. ومستذئباً

مصطفى راجح
السبت ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٧ مساءً
 
كان بارداً 
ويطلع الدرج حبة حبة 
كفارغ يتمشى بعفوية على الرصيف 
كان بارداً 
ويدخل المبنى كتاجر يدخل مخزنه الخاص ليطفىء العدادات قبل الإغلاق 
كان يتجول عادياً 
يبحث تحت الطاولات كمن افتقد منفضة سجائر أو سلة زبالة 
كان واثقاً مطمئناً، حتى إنه لم يرفع يده عالياً وهو يقذف القنبلة باتجاه بشر مذعورين يستغيثون ببزته العسكرية. 
غافلين عن الوحش الكامن تحتها 
كان مَكْرُوتَاً ومُعَبئّاً كمقاعد الضغط العالي 
وجامداً وبلا حياة وحيادياً إزاء الألم البشري مثلها تماماً 
كان شيئاً مرعباً : أن نرى إلى أي قاع يمكن أن يهبط « نوعنا » البشري 
متجاوزاً التوحش والاستذئاب بكافة أشكاله 
**** 
كم مستذئباً بشرياً مثل هذه النوعية التي شاهدناها في العرضي يعيش بيننا : 
 يجلس بجوارنا في باص النقل العام 
يأكل في الطاولة المقابلة في المطعم  
يبصم قبلنا في مقرات العمل 
يشاركنا الزحمة في أسواق القات 
يسبقنا بعدة صفوف في جوامع الصلاة 
تعترينا ريبة غامضة من وجهه المريب في زحمة المقوات 
نمرُّ غافلين عن ما وراء وجهه في فضاءات عيشنا اليومي 
يزاحمنا في بقالة الحارة 
ويتفسح إلى جوارنا بوجهه المفخخ في حديقة خضراء بالعشبِ وبالأطفالِ 
ويحدقُ متوعداً وجوهنا « الكافرة » في زحمة الأسواق. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي