- تشير الفضة اليمنية إلى عمل صائغي الفضة من اليمن ، حيث كانوا من الحرفيين المشهود لهم للغاية ، والذين سيطروا على الإنتاج الحرفي للمعادن الثمينة في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وذلك منذ القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين على الأقل . وقد جرى العرف على الإشادة بصائغي الفضة هؤلاء لاستخدامهم الماهر للحبيبات الدقيقة والتقطيع ، وإنتاج الحلي مثل : الأساور النسائية ، والقلائد ، والتيجان ، وكذلك أغماد متقنة لخناجر الرجال " الجنبية " ، وغير ذلك من مشغولات .
- كانت تجارة الفضة مملوكة بشكل كبير لليهود الذين يعيشون في المجتمع اليمني التقليدي ، حيث نشطت منذ منتصف القرن الثامن عشر على الأقل . وكانت النساء أكبر زبائن المجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة ، وكثيراً ما كانت كمية المجوهرات التي يتم ارتداؤها دليلا واضحا ومؤشراً على مكانة المرأة .
- وقد هاجر بعض صائغي الفضة اليمنيين إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر ، واستمرت الهجرة في أوائل القرن العشرين ، ومنذ ذلك الوقت ، وظفت أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم العديد من يهود اليمن في إنتاج المجوهرات الفضية الراقية . وفيما بين عامى ٤٩ و ١٩٥٠م ، هاجر معظم أفراد الجالية اليهودية في اليمن ، بما في ذلك كل صائغى الفضة تقريبا ، إلى إسرائيل في عملية هجرة جماعية محمولة جواً عُرفت باسم عملية بساط الريح .
- وقد سد المسلمون هذه الفجوة في صناعة الفضة في اليمن في منتصف القرن العشرين ، وبدأت أيضا عملية استيراد المجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة بكميات كبيرة إلى اليمن ، حيث سيطرت على السوق بحلول نهاية القرن العشرين ، مما تسبب في تضاؤل صناعة الفضة التقليدية ، ورغم ذلك مازالت هذه الصناعة قائمة حتى الآن ، إلا أنها فى حاجة ماسة لتضافر جهود الكيانات المعنية لتعود و تتبوأ مكانتها التى كانت تحظى بها فى سابق الأيام .
- وتتميز الفضة فى اليمن بتشكيلة رائعة من الزخارف والنقوش التى تتفرد بها دون غيرها . و يعتقد كثير من اليمنيين أن فى الفضة سرا إلهيا ، ويشغلونها لتكسو كل مكان من أجساد النساء ، ف " الدقة والمخانق والعنابش ، سلاسل لتزيين العنق والصدر ، أما المعصب ، فهو عصابة للرأس معها المشاقر ، أى أقراط الأذن ، ويلبس خاصة فى الأعراس والولادات ، البليزق وهى أساور المعاصم ، بل وحتى للأقدام تشغل الفضة كروك وخلاخل .
- كما أن وشى الفضة يجتمع ببهاء ، فوق البنادق العربية القديمة والصناديق الخشبية المختلفة الأحجام ، غزلان وثعابين تتألق فوق الفوانيس وأباريق القهوة والمباخر ، محافظ ومكاحل للرجال والنساء وأختام وحروز فضية تحفظ فيها آيات القرآن الكريم للحماية من الشر والعين .
- وتشتهر أعمال الفضة فى اليمن منذ ظهور الحضارات اليمنية القديمة ، معين وسبأ وحمير وحضرموت وقتبان وغيرها ، وأهمها :
- الفضة البوسانية ، وهى من أعمال يحيى البوسانى ، وهو يهودي يمنى له طريقته البارعة فى صياغة الوحدات الزخرفية الهندسية البديعة بأسلاك الفضة الدقيقة فوق بعض أشكال أغمدة الخناجر " الثومة أو التوزة " .
- ثم يليها الفضة البديحية ، وتنسب أيضا إلى أحد يهود اليمن ، وتختص بالقلائد والمشاذ والشعيلات " الأساور " التى يتم عملها بطريقة الصب .
- وتاتى الفضة المنصورى ، فى المرتبة الثالثة .
- اما الفضة الزيدية ، التى اشتهر بها صاغة مدينة الزيدية فى محافظة الحديدة ، فتعتمد الزخارف النباتية والوحدات الزخرفية الإسلامية ، خاصة فوق الخشب والسيوف .
- ثم الفضة الأكوعية ، نسبة إلى صاغة آل الأكوع ، الذين تخصصوا فى صياغة أغمدة الخناجر .
- وفى حين تميزت أعمال الحرفيين اليمنيين بظهور لفظ الجلالة ، وأسماء الرسول صل الله عليه وسلم ، والآيات القرآنية فيها ، مستخدمين أسلوب الطرق فى صياغتهم للحلى والنفائس الفضية ، اشتهرت أعمال يهود اليمن بما يسمى " شغل الفتلة " .
- المرجع : مصادر متعددة .
-->