تحول وفد الحوثي في لبنان إلى مادة للسخرية، ليس فقط بين اليمنيين، بل حتى في الأوساط اللبنانية، بعد أن ظهروا في مشاهد تعكس مدى ارتهانهم لحزب الله وإيران. حاولوا التودد والتقرب، لكنهم قوبلوا بالرفض والإحراج، مما دفع محمد علي الحوثي للظهور لاحقًا لتعويض هذا الفشل من خلال استعراض عسكري وتصعيد إعلامي.
محاولة لترميم الصورة
بعد غيابه عن المشهد أثناء تشييع حسن نصر الله وخلفه، ظهر محمد علي الحوثي في حفل تخريج دفعة جديدة من مقاتليه، في محاولة واضحة لاستعادة الهيبة والتأكيد على أن جماعته لا تزال تملك القوة. ركز في خطابه على استعراض القوة والتحدي، محذرًا السعودية من أن الحوثيين اليوم ليسوا كما كانوا في 2015، في إشارة إلى تطوير قدراتهم العسكرية.
كما سعى الحوثي لإظهار صلابة مقاتليه بالحديث عن استمرار الجرحى في القتال، لكن هذا التصريح يكشف في الواقع عن أزمة في التجنيد داخل الجماعة، حيث اضطرت إلى إعادة الزج بالمصابين اربع عشرة إلى المعارك لتعويض نقص المقاتلين.
رسائل سياسية وتصعيد ضد السعودية
حاول الحوثي إرسال رسائل سياسية مباشرة، متوعدًا بفرض "سلام بالقوة" على اليمن وفلسطين، على غرار أسلوب ترامب، كما قال. وألمح إلى أن السعودية قد تكون بصدد المشاركة في حرب جديدة في اليمن، مهددًا بأن جماعته مستعدة لمواجهة أي تصعيد، ومؤكدًا أنهم لن يكونوا "لقمة سائغة". كما هاجم استمرار تفتيش السفن والحصار، ملوحًا بخيارات رد جديدة.
تحريف الواقع وإضفاء طابع رسمي على ميليشياته
في محاولة لإضفاء الطابع المؤسسي على جماعته المسلحة، وصف الحوثي دفعة المقاتلين المتخرجة بأنها تنتمي إلى "جامعة الرسول"، رغم أنها في الواقع مجرد دورة تدريبية داخل وزارة دفاع الحوثيين. هذا التلاعب بالمصطلحات قد يكون مقدمة لمنح رتب عسكرية عليا بشكل عبثي، وهو أمر ليس بغريب على جماعة تمنح الرتب والمؤهلات بـ"الهبل"!
السؤال الأهم: كيف ذهبوا وكيف عادوا؟
في حين انشغل البعض بتداول فيديوهات السخرية من وفد الحوثي في لبنان، فإن السؤال الجوهري الذي لم يُطرح بجدية هو: كيف تمكن الوفد من السفر إلى بيروت والعودة دون عوائق؟ الشرعية مطالبة بإيضاح كيف وصلوا، وما إذا كان هناك أي تأثير لطلب وزارة الإعلام اليمنية من السلطات اللبنانية التعامل معهم كإرهابيين؟ أم أن الحكومة الشرعية باتت عاجزة عن فرض أي قيود على تحركات الحوثيين دوليًا؟
نحتاج إلى إجابات، وليس مجرد تعليقات!
-->