الساعة الثانية عشرة أمريكيًا… هل هي لحظة سلام أم بوابة للجحيم؟

د. علي العسلي
السبت ، ١٥ فبراير ٢٠٢٥ الساعة ١١:٠٥ مساءً

 

أثناء الحملة الانتخابية، لم يتوقف ترامب عن التبشير بأن السلام سيعم العالم في عهده! ولكن ما إن وصل إلى البيت الأبيض حتى اشتعلت نيران تهديداته، بدءًا من جيرانه وصولًا إلى غزة المدمرة بقنابل أمريكية.

ترامب بدا متناقضًا؛ فمن جهة، أكد أن رئيس وزراء العدو الصهيوني لم يكن ليذعن لتوقيع الاتفاق بشأن غزة لولا ضغوطه، وأن هذا الاتفاق ما كان ليبصر النور دون تدخله، وشهد على ذلك الوسطاء.

 لكن من يريد القضاء على الاتفاق هو ترامب نفسه! إذ سعى لإنهائه عند المرحلة الأولى، بدلًا من استكمال مراحله الثلاث، وأعطى إنذارًا لحماس بأن الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت أمريكا ستكون الحد الفاصل؛ فإن لم تطلق جميع الرهائن دفعة واحدة، فستواجه حربًا شاملة واستكمالًا للإبادة. وأعاد التأكيد على أنه سيدعم أي قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية في هذا الصدد.

وفقًا لهذه المعطيات والتصريحات، قد يرتكب ترامب حماقة في غزة باستخدام قنابل غير مسبوقة، بهدف بث الرعب وإجبار سكان القطاع على الهجرة القسرية.

ولم يعد أمام العرب من خيار سوى الرفض ، وعلى رأسهم السعودية، رفض هذا التهور وإيقاف هذا الجنون، وهم قادرون على ذلك لاعتبارات عديدة. عليهم فرض حل الدولتين الآن وليس غدًا، وإبلاغ الإدارة الأمريكية بأن أي تصعيد جديد ستكون له تبعات خطيرة على مصالحها في المنطقة، وسيتحول جنودها هناك إلى أهداف محتملة من قِبل عدة فصائل مسلحة.

على ترامب وإدارته التحلي بالعقلانية والسماح باستكمال تنفيذ الاتفاق في غزة، وإلا فإنه سيعرّض الأمن القومي الأمريكي للخطر، دعمًا لمجرم فاسد ارتكب إبادة جماعية بحق سكان القطاع. كما أنه سيدفع المنطقة، ومعها إسرائيل، إلى حافة الجحيم. فهل ستكون "ساعة أمريكا" المعلنة لحظة للسلام، أم بداية لكارثة كبرى؟ إذا نفذ ترامب تهديداته، فقد يكون قد حكم بالفعل على زوال إسرائيل، وعندها سيشكره العرب والمسلمون على هذا التعجيل!

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي