رأت لكنها لم تُبصر!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٢ مساءً

(قراءة في تنبؤات ليلى عبد اللطيف حول اليمن)

ما كنتُ لأكتب اعتمادًا على التنبؤات، لولا أنني رأيت زميلًا صحفيًا شجاعًا قديرًا سبق المنجمة ليلى عبد اللطيف في التوقع. إنه الإعلامي ذو الصوت الجهوري والموقف الشجاع أحمد المسيبلي، الذي تنبأ بمقتل عبد الملك الحوثي وتحرير الحديدة وصنعاء قبل أن تتحدث ليلى عن ذلك.

ليلى عبد اللطيف، المنجمة اللبنانية، توقعت للعام 2025، الذي يوشك أن يبدأ، بعض الأحداث المثيرة حول اليمن.

تنبؤات غامضة ومفتوحة؛ فهي ترى الخطر يُحيط بالقيادي الحوثي عبد الملك الحوثي، لكنها لم تصرح بأنه سيُقتل أو يُغتال، بل اكتفت بالقول إنه "خطر" قد ينجو منه.

كما توقعت أن ميناء الحديدة سيكون خارج سيطرة الحوثيين بسبب أحداث بارزة، لكنها لم تحدد مَن سيستلم زمام الأمور هناك.

وأضافت أن شخصية عسكرية سابقة ستقود معركة باتجاه الحديدة برجاله ولم تسمِّه، كما توقعت مشاهد عسكرية لقوات أجنبية في البحر اليمني، هي موجودة حاليًا، فما الجديد الذي سيكون؟ ومنسقة مع من؟

لكن هل ستؤدي هذه الأحداث إلى فصل الحديدة عن صنعاء؟ وهل هذه الشخصية العسكرية، ربما تقصد "أحمد علي صالح"، ستزحف عسكريًا فعلاً نحو صنعاء لتحريرها برجاله أو بالجيش الوطني؟ وكيف؟

تنبأت أيضًا بأن العاصمة صنعاء ستتحرر وتعود لتكون عاصمة موحدة لليمن. كما قالت إن أحد أبناء الرئيس السابق علي عبد الله صالح سيجذب الأنظار والإعلام، دون أن تسميه، لكنها تركت تساؤلات مفتوحة: هل سيكون محط الأنظار كمخلِّص، أم ستكون الأنظار متابعة لتعازٍ أو مناسبات شخصية؟

ذكرت أيضًا أن اسم طارق عفاش سيشغل الإعلام بسبب حدث مهم من داخل اليمن. لكن هل هذا الحدث مرتبط بصحته، خاصة بعد أن تعرض موكبه لحادث سابق وشغل الإعلام والشاشات؟ ومتابعة زياراته للمشفى من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى أقاربه وكبار مسؤولي الشرعية، برهة من الزمن؟

أما الكوارث، فتحدثت ليلى عبد اللطيف عن أن اليمن قد يشهد فيضانات كبيرة وزلزالًا مخيفًا. ندعو الله أن يجنب البلاد هذه المصائب.

لم تخلُ توقعاتها من الإشارة إلى المناضل النزيه محمد سالم باسندوة، كما هو ديدنها باستمرار، حيث توقعت أن يكون له دور في اتفاق داخل اليمن. لكن هذا التوقع يبدو متناقضًا مع بقية توقعاتها التي ركزت على شخصيات أخرى.

من الغريب أن توقعات المنجمة غيبت تمامًا الشرعية اليمنية وقادتها من توقعاتها.

لم ترَ مثلًا دورًا ما لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وإخوانه أعضاء مجلس القيادة، ومن أنهم سيدخلون صنعاء محررين وفاتحين.

لم ترَ أن مجلس النواب سيعاود نشاطه واجتماعاته في عدن بحسب ما كان قد تسرب، ومن احتمال محاسبة ومساءلة الحكومة عن أسباب انخفاض قيمة العملة الوطنية بشكل متواصل وعدم انتظام دفع رواتب الموظفين، ولربما قد تُحجب الثقة عنها.

لم ترَ أن الأسعار ستنخفض والعملة ستستقر.

لم ترَ أن الرواتب ستُصرف بانتظام.

كما تجاهلت احتمالية توحد المكونات اليمنية والتشكيلات العسكرية لمواجهة الانقلاب.

لم ترَ أن خفر السواحل اليمنية ستتمكن من حماية البحار اليمنية، وليس تواجد قوات عسكرية أجنبية فيها.

لكنها أشارت إلى قادة سابقين وأحد أبناء الرئيس السابق وألمحت إلى أحداث ستلفت الإعلام بعيدًا عن الشرعية ودورها والمرتجى منها.

نرجو أن يكون عام 2025 عامًا جديدًا من الأمل، عام استقرار اليمن، واستعادة الدولة، والاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات حرة ومباشرة.

فبعد سنوات الحرب والمعاناة، تبقى أحلام اليمنيين بالسلام والوحدة والاستقرار أقوى من أي تنبؤات، سواء كانت صائبة أم خاطئة. فمهما رأت وترَى، سيظل الواقع بيد الشعب اليمني وحده، وهو من سيحدد مستقبله بوعيه وإرادته.

 وتهانينا للجميع بقدوم العام الجديد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي