دعم الشرعية اليمنية.. بين النقد البنّاء والمساندة الفاعلة

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٠ مساءً

 

في الآونة الأخيرة، يتردد أن التفاوض السعودي-الحوثي قد يؤدي إلى توقيع خارطة طريق يمنية بمعزل عن السلطة الشرعية، وسط ضغوط تُمارس عليها للقبول بالأمر دون إشراكها في صياغة الاتفاق. هذا السيناريو يهدد بأن يكون لصالح الحوثيين وعلى حساب كافة اليمنيين، خاصة إذا لم تُقابل هذه التطورات بتحرك جماهيري ضاغط يدعم الشرعية ويؤكد حقوق الشعب اليمني.

 

التكتل السياسي: فرصة لتعزيز الشرعية

 

قبل أسابيع قليلة، أُعلن عن تشكيل تكتل جديد يضم حوالي 22 حزبًا سياسيًا، باستثناء المجلس الانتقالي الجنوبي، يترأسه الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الشورى.

وهنا يبرز سؤال مهم: لماذا لا يعبر هذا التكتل عن حضوره بتنظيم مظاهرات مليونية تدعم الشرعية وتبرز مطالب الشعب اليمني؟

 

يمكن لمثل هذه الخطوة أن تؤكد المركز القانوني للشرعية وتطرح رؤية واضحة للسلام المنشود. ولنجاح هذه المظاهرات، ينبغي تحديد محاور أساسية، مثل:

 

•مراحل خارطة الطريق المزمنة.

 

•الضمانات الضرورية والجهات الضامنة.

 

•البنود الأساسية، مع توضيح النقاط المثيرة للجدل.

 

هذا التحرك سيُظهر الدعم الشعبي الكبير للشرعية، مما يعزز موقفها التفاوضي ويُظهر للعالم أهمية إشراكها كطرف رئيسي في أي تسوية سياسية.

 

 

النقد البنّاء مقابل جلد الذات

 

دعم الشرعية يحتاج إلى مساندة من جميع القوى الوطنية بدلاً من الانخراط في جلد الذات والسخرية غير البناءة.

النقد السلبي، كالمقارنة غير المنطقية بين الحالة اليمنية والسورية بحجة أن "الشرع" قائد سوري مذكر بينما "الشرعية" يمنية مؤنثة، وليس الذكر كالأتثى، لا يسهم إلا في خدمة أجندة الحوثيين وتعزيز انقسامات الصف الوطني.

 

النقد البنّاء، بالمقابل، ضروري لتصحيح الأخطاء وتقديم الحلول، على أن يكون الهدف منه تعزيز الشرعية وتحقيق المصالح الوطنية.

 

رسائل من الرياض: تغريدة الشيخ حميد الأحمر

 

وقبل أن أنهي مقالي هذا اطلعت على تغريدة للشيخ حميد الأحمر من العاصمة السعودية الرياض، جاء فيها:

 

 "أغادر عاصمة القرار العربي الرياض الآن بعد أن أمضيت فيها عدة أيام التقيت خلالها بعدد من القيادات اليمنية... استجابةً للمطالب والضغوط الشعبية المتنامية بأهمية الاستفادة من المستجدات الدولية والإقليمية لإنهاء الانقلاب الحوثي البغيض واستعادة الدولة."

 

وأضاف:

 

"إن ما يقوم به الحوثي من تحشيدات عسكرية وتصريحات نزقة لن يغير من القرار الحتمي بإنهاء انقلابه. تصرفاته تؤكد أنه لا يزال غير قادر على قراءة المستجدات بواقعية، وأن صوت العقل في إطار هذه الجماعة مغيب تمامًا."

 

هذه التغريدة تُرسل رسالة واضحة لأنصار الشرعية بعدم الانجرار وراء أكاذيب الحوثيين، الذين يروجون بأن الاتفاق مع الرياض قد تم بمعزل عن الشرعية.

 

دعوة للتظاهر والتحشيد لإنهاء الانقلاب

 

في ظل هذه التطورات، يجب على الشعب اليمني وقواه الحية الوقوف صفًا واحدًا خلف الشرعية، وتنظيم تظاهرات جماهيرية واسعة للمطالبة بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.

 

مثل هذه التحركات ستبعث برسالة قوية للداخل والخارج، مفادها أن الشعب اليمني لن يقبل بأي تسوية تُفرط بسيادته أو تُكرّس وجود الميليشيات.

 

ختامًا

 

السلام الحقيقي يبدأ بإعادة الاعتبار للشرعية، والحفاظ على سيادة اليمن، وضمان بناء دولة وطنية جامعة لكل أبنائها.

 

فلنكن على قدر المسؤولية، ولنُعلِ صوتنا دعمًا للشرعية ورفضًا لأي مشاريع تُضعفها أو تُخالف تطلعاتنا الوطنية.

 

معًا لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي