كتب / مختار الحميري
بعد نجاح الثوار في السيطرة على كل اجزاء سوريا وهروب المجرم، طُرحت العديد من التساؤلات والاتهامات حول دوافعها ومن يقف وراءها. من بين هذه الاتهامات، تلك التي تصفها بأنها مؤامرة صهيونية أو خطة غربية تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا وضرب محور المقاومة . لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هنا: هل يستحق النظام السوري بقيادة بشار الأسد البقاء في السلطة بعد كل ما ارتكبه من جرائم بحق شعبه؟
النظام السوري، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لأكثر من نصف قرن، مارس كل أشكال القمع والعنف ضد السوريين. منذ استيلاء حزب البعث على السلطة، شهد السوريون فترات طويلة من القمع السياسي والاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون. نظام لم يتردد في استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، وقصف المدن والقرى بلا رحمة، وارتكاب مجازر جماعية، وتشريد الملايين.
النساء تعرضن للاغتصاب في السجون، وفتيات دخلن المعتقلات وخرجن وهن يحملن أطفالًا لا يعرفن آباءهم. أطفال وُلدوا في ظلمات السجون ولم يروا نور الشمس ولا عرفوا معنى الحرية. شباب دخلوا السجون وخرجوا شيوخًا، وأصحاء خرجوا معاقين، بينما لم يخرج البعض الآخر أبدًا، حيث لقوا حتفهم تحت التعذيب الوحشي.
تشرد نصف الشعب السوري في أنحاء العالم، باحثين عن الأمان واللجوء. مات الكثير منهم في مياه البحار أو بين ثلوج أوروبا، وتعرضوا للعنصرية والإهانات في محاولاتهم للبحث عن حياة كريمة. أما من بقي في سوريا، فقد عاش حياة الفقر والخوف تحت رحمة شبيحة النظام، يعانون من الاستغلال والاضطهاد.
يتحدث محور "المقاومة" عن خطر إسرائيل لتخويف الشعب السوري وإبقائه تحت السيطرة. لكن هل يمكن مقارنة حرية الشعب السوري بمواجهة إسرائيل؟ الخلاص من هذا النظام المجرم هو ضرورة تستحق المجازفة، فمهما كان المستقبل غير واضح، فإنه لن يكون أكثر ظلامًا مما عاشه السوريون تحت حكم الأسد.
الثورة السورية لم تكن مجرد مؤامرة خارجية، بل كانت نضالًا مشروعًا لشعب تواق للحرية والكرامة. نظام بشار الأسد كان لابد أن يرحل، ولا يوجد أي مبرر لبقائه في السلطة مهما كانت الحجج. ولا يمكن لنظام مجرم كهذا ان ينال شرف تحرير فلسطين، فلسطين اشرف قضية عرفها التاريخ و لن ينال شرف تحريرها الا رجال شرفاء بيض الأيادي نبلاء القيم، فطرتهم سليمة، الأيام ستثبت أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الحرية ستأتي مهما طال الزمن. الحرية لسوريا .. الحرية للشعوب المضطهدة… الحرية لفلسطين
-->