على مدى ثلاثة عشر عامًا، ظلت الثورة السورية نموذجًا للسعي نحو الحرية والكرامة في مواجهة الاستبداد، رغم التحديات الجسيمة التي واجهتها. نجاحها يمثل انعطافة حاسمة للمنطقة، خاصة لليمن، حيث يمكن أن تُلهم الشعب اليمني لإنهاء الانقلاب الحوثي، تمامًا كما تسعى الثورة السورية لإنهاء الهيمنة الإيرانية. إن قدرة الثورة السورية على الصمود وتفادي الفوضى، مع وضوح أهدافها وسلوكها الوطني، تجعلها درسًا هامًا لليمنيين في مواجهة التدخلات الخارجية واستعادة الدولة.
التدخل الإيراني في كل من سوريا واليمن ساهم بشكل رئيسي في إطالة أمد الصراعات وتعميق المآسي الإنسانية. في سوريا، عززت إيران نظام الأسد عبر دعم الميليشيات وتمويل حملات التغيير الديموغرافي. أما في اليمن، فقدمت الدعم العسكري للحوثيين، محولة اليمن إلى مركز تهديد إقليمي. هذه التدخلات أدت إلى كوارث إنسانية متشابهة في البلدين، بما في ذلك النزوح الجماعي وتدهور البنية التحتية والخدمات الأساسية.
الثورة السورية، رغم كل التحديات، تبقى نموذجًا يُلهم اليمنيين لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة. ومع تزايد الوعي الوطني والإقليمي بمخاطر التمدد الإيراني، يمكن أن يتكرر الفشل الإيراني في اليمن. تحقيق ذلك يتطلب جهودًا منسقة بين اليمنيين وحلفائهم الإقليميين والدوليين لإنهاء التدخلات الإيرانية وبناء دولة يمنية على أسس وطنية ومستدامة.
-->