في الثلاثين من نوفمبر من كل عام، نستذكر بألم مرارة وقسوة الاحتلال، لكننا نفتخر بكل فخر واعتزاز بالمقاومات الوطنية على مرّ العصور، فهي التي تمدّنا بالأمل بأن النصر والاستقلال حتميان لكل شعب يُقاوم الاحتلال ويصمد في وجه الظلم.

فلسطين اليوم على موعد مع التحرير، شأنها شأن كل أرض محتلة، حيث سيُجلى المحتل يوماً كما جُلي من جنوب اليمن والهند والجزائر.  

الاحتلال البريطاني ودروس التاريخ  

كان احتلال بريطانيا للهند الأطول في التاريخ، إذ دام 200 عام (1757-1947)، إلا أن الاستقلال تحقق بعد كفاح مرير. واليوم، الهند صاعدة بينما بريطانيا تُعاني. بالمثل، احتلت فرنسا الجزائر لمدة 132 عامًا، أما جنوب اليمن فقد خضع للاحتلال البريطاني منذ عام 1839 وحتى نيله الاستقلال في 30 نوفمبر 1967، بعد مقاومة شرسة أثمرت حرية مستحقة. 

فلسطين ومعاناة مستمرة

نكبتان وقعتا على الفلسطينيين: نكبة 1948، ونكبة مستمرة منذ أكثر من عام نتيجة السياسات الاستعمارية والإجرامية. ورغم كل ذلك، يبقى النضال الفلسطيني مستمرًا حتى التحرير. 

تعز: أيقونة المقاومة والاحتفاء بالاستقلال

تعز، المدينة التي تحتضن جميع اليمنيين، كانت ولا تزال صمام الأمان للمشروع الوطني الجامع. من ميدان شهدائها، أطلق الزعيم جمال عبد الناصر إنذاره لبريطانيا بالرحيل عن جنوب اليمن. واليوم، تجدد تعز العهد بتخليد ذكرى الاستقلال عبر احتفالات وطنية تتصدرها القوى الوطنية، وعلى رأسها التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.  

التحديات الراهنة واستعادة الدولة  

في ظل الظروف الحالية، يتوجب على اليمنيين مواجهة ميليشيات الحوثي المتمردة لاستعادة الدولة. كما يتطلب الوضع الراهن تجاوز المصالح الضيقة لصالح المصلحة الوطنية العليا.  

دعوات إصلاحية ومطالب وطنية  

خلال احتفال الذكرى، دعا أمين سر التنظيم إلى عدة خطوات محورية:  

1. استقرار القيادة في عدن: عودة مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء الحكومة والبرلمان للعمل من الداخل.  

2. تشكيل حكومة مصغرة: ذات مهام محددة تركز على استعادة الدولة إنعاش الاقتصاد وتثبيت الأمن.  

3. تنمية الموارد: باستئناف تصدير النفط والغاز لمعالجة تدهور العملة وتوفير السلع الضرورية.  

4. مكافحة الفساد: تطهير مؤسسات الدولة من الفساد المستشري.  

5. إعادة هيكلة المؤسسات الرقابية والدبلوماسية: للحد من التضخم الوظيفي في السفارات وتفعيل الرقابة.  

6. برنامج إنقاذ وطني: يجمع كافة المكونات السياسية للحوار بدعوة ورعاية رئيس مجلس القيادة الرئاسي.  

ختامًا 

أهنئ الشعب اليمني بالذكرى الـ57 للاستقلال، وأبعث برسالة أمل للمقاومين في فلسطين أن التحرير قريب. كما أحيي كل من يناضل ضد الاحتلال في أي بقعة من العالم وكل الاحرار المساندين.  

التحية لكل مقاوم لانقلاب الحوثي، حتى لا يدخل اليمني في احتلال فارسي.

والتحية لكل الأحرار في العالم المدافعين عن الحرية والاستقلال.