في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتشابكة، تقف اليمن عند منعطف تاريخي حساس. يسعى مجلس القيادة الرئاسي لمواجهة التحديات المستمرة عبر رؤية جديدة وجهود حثيثة لمعالجة تقلبات أسعار الصرف، تأمين السلع الأساسية، وتشغيل محطات الكهرباء بانطفاء أقل.
هذه الجهود تأتي في وقتٍ تستمر فيه الجماعة الحوثية في إعاقة تصدير النفط، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني ويفرض مزيدًا من الضغوط على الحكومة الشرعية.
على الصعيد الإقليمي والدولي، أظهرت التطورات الأخيرة تفاعلًا قويًا مع الوضع في اليمن. فقد التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي مؤخرًا بسفير دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم التأكيد على الدور الفاعل لدولة الإمارات في دعم اليمن اقتصاديًا وإنسانيًا. كما ثمّن المجلس الدعم المستمر من السعودية والإمارات، بالإضافة إلى الدعم البريطاني في تعزيز قدرات خفر السواحل اليمنية لمكافحة القرصنة وتهريب الأسلحة.
كما التقى الرئيس العليمي أيضًا بمبعوث وسفير أمريكا لدى اليمن، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، وسفير ألمانيا الاتحادية وغيرهم، من أجل البحث في مخرج يستجيب للمرجعيات المعتمدة ولا ينتقص أبدًا من المركز القانوني للسلطة الشرعية.
واستمع المجلس إلى إحاطة من كل عضو كُلف بمهام محددة عما أنجزه وعن لقاءاته مع الحلفاء الإقليميين والشركاء الدوليين، من أجل حشد التدخلات الطارئة لدعم العملة الوطنية والإصلاحات الشاملة.
ومع ذلك، يظل غياب اللواء الشيخ سلطان العرادة عن الاجتماعات الأخيرة محل تساؤل. فقد عُرف عن العرادة جديته واهتمامه في الأوقات السابقة، مما يجعل غيابه دون مبررات واضحة يثير العديد من التساؤلات. قد يُفسر هذا الغياب كإشارة لموقف سياسي أو نوع من اللامبالاة، وهو ما يطرح تساؤلات حول تأثير هذا الغياب على وحدة القرار وتماسك القيادة. في هذا السياق، يتعين على المجلس إعادة النظر في آلية التواصل الداخلي وضمان إشراك جميع الأعضاء في اتخاذ القرارات، سواء عبر الحضور المباشر أو باستخدام الوسائل الرقمية الحديثة، دون التسبيب في المحاضر، الغياب بعذر.
من جهة أخرى، تزداد التحديات الخارجية، حيث تواجه القيادة الشرعية ضغوطات لتقديم المزيد من التنازلات، وهو ما يعود بالفائدة على الحوثيين وداعمهم إيران.
لذا، يتطلب هذا الوضع دعمًا استراتيجيًا أعمق من التحالف لضمان استعادة السلطة الشرعية، مما ينعكس على استقرار البلاد بشكل عام، بالإضافة إلى ضمان الوفاء بالالتزامات الحتمية من قبل مجلس القيادة الرئاسي في مواجهة كافة الضغوط.
من الناحية المؤسسية، يشكل تفعيل مجلس النواب خطوة محورية نحو تعزيز الإصلاحات السياسية وتنفيذ مبدأ المساءلة. فقد التقى الأخ الرئيس في إطار الاجتماع المكثف والمميز، مع رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني، وعضوي هيئة مجلس النواب، الشدادي وباصرة، لمناقشة التحضيرات الجارية لاستئناف انعقاد جلسات المجلس لتفعيل دوره ومهامه.
الرياض تشهد نشاطًا غير مسبوق، ومؤخرًا انضم إلى الركب، دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في نقاشات من أجل معالجة جميع القضايا المثارة.
هذا، ومن المتوقع أن تؤدي الاجتماعات المكثفة والمتتالية إلى حزمة من القرارات والإجراءات الجوهرية التي قد تضع مصالح الشعب اليمني في صلب اهتماماتها، مع التأكيد على محاسبة المقصرين والمعرقلين لقرارات المجلس السابقة.
ختامًا، يبقى الأمل معقودًا على استمرارية هذا الحراك المكثف بنفس الوتيرة لضمان التعافي الاقتصادي، استئناف تصدير النفط وحمايته، استقرار العملة، وتحقيق تسوية شاملة تحترم حقوق الشعب اليمني بكل مكوناته، وتؤسس لاستقرار طويل الأمد.
-->