وقف العدوان والقتل البارد للأطفال أولوية تفوق كل الأولويات

د. علي العسلي
السبت ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١١ مساءً

لا شك أننا نقف 

مع كل مقاومة مشروعة في العالم تقاوم المحتل، أيًّا كان شكله أو جنسه، كما أن مقاومة الطغاة واجبة كذلك، فكيف إذا كانوا طغاةً ومحتلين لأراضي الغير في آنٍ واحد؟!

ومن باب أولى، فإننا ندعم الحق الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال لتحرير الأرض والمقدسات، ونرفض كل أعمال الإبادة والتدمير والتطهير العرقي والتهجير القسري. كما نؤكد تضامننا مع الشعب اللبناني الشقيق في التصدي للعدوان الغاشم عليه.

وفي هذا السياق، نُثمّن قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه الاتهام وطلب إلقاء القبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم (نتنياهو) ووزير دفاعه السابق (جالانت) على جرائمهم بحق الإنسانية.

إلا أنني أطالب، من جهة أخرى، فريقًا من المحامين العرب والدوليين، من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، بالتطوع للطعن بقرار مساواة الضحية بالجلاد فيما يتعلق بالمقاوم محمد الضيف. لا يمكن للعدالة أن تستقيم حين تُساوي بين من يدافع عن أرضه وحقوق شعبه، وبين محتل يمارس القتل والتدمير بدم بارد.

كما أطالب مدعي المحكمة الجنائية بالاستمرار في ملاحقة كل الطغاة المجرمين، خاصة أولئك المسؤولين عن جرائم الإبادة في غزة، بما في ذلك قادة الجيش الإسرائيلي، وقائد القوات الجوية، وكل طيار شارك في الغارات التي دمرت المنازل فوق رؤوس ساكنيها وقتلت الأطفال الأبرياء.

القرآن الكريم، الذي جاء هدايةً للبشرية جمعاء، يعطينا دروسًا خالدة، منها أن الطغاة عبر التاريخ كانوا دومًا يسعون إلى إنكار الحق وتكذيب الرسائل السماوية. واليوم، يتكرر المشهد مع طغاة الصهاينة، الذين يقتلون أطفال غزة عمدًا وعدوانًا. والاعتداء على أطفال الخدج في مستشفيات غزة ليست عنكم ببعيد، فما ذنبهم إلا الحقد والإبادة!

أيها اليهود، تذكروا أن الله أنجاكم من استذلال فرعون وقسوته، حيث كان يذبح أبناءكم الذكور، ثم أرسل لكم موسى عليه السلام لينقذكم. أما اليوم، فقد انقلبتم على قيم العدل والشكر، وكنتم ألأقبح من فرعون وقومه، تمارسون نفس أفعال الطغاة بحق الفلسطينيين الأبرياء، قتلتم الأطفال الخدج، وتدفنون الأطفال والنساء بآلتكم الحربية الامريكية تحت الأنقاض، وتستخدمون سلاح التجويع حتى الموت في عدوانكم الأقذر في التاريخ.

ما تظنونه من أن قتل أطفال غزة سيُضعف المقاومة هو وهمٌ كبير؛ فالمقاومة ولدت من رحم المعاناة، ولن تموت أبدًا. إن أفعالكم القبيحة تزيدكم عزلةً في العالم، وتؤكد أنكم الطغاة وليستم الضحايا كما تحاولون تصوير أنفسكم.

أيتها الحكومة المتطرفة في الأراضي المحتلة، توقفي عن هذا العدوان السافر إذا أردتم أن تُخفف عنكم ملاحقة أحرار العالم ومحاكمه الدولية. إنكم بجرائمكم العلنية والمتكررة قد كشفتم قناع المظلومية الذي تخفيتم خلفه لعقود، وبان زيف ادعاءاتكم.

إن وقف العدوان وجرائم قتل الأطفال أصبح أمرًا لا يحتمل التأجيل أو التهاون، وإحقاق العدالة هو الخطوة الأولى نحو السلام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي