كل الآيات التي يستعرضها الحوثيون وكل تأويلاتهم المُعلنة لإظهار التزامهم الديني تتلاشى تمامًا عندما يُظهرون حقيقتهم في مواجهة أي ظاهرة أو مشكلة.
لا يمتلكون التوازن، ولا يردعهم القرآن الذي يزعمون أنهم يتبعونه بإيمان عميق.
هذه الجماعة لغتها هابطة ومنحدرة، فمن سيقتدي بهم إلا من يشبههم في التفكير والسلوك؟ لقد تمردوا على الدولة، قتلوا الأبرياء، وانقلبوا على الشرعية، وسيطروا على مقدرات البلاد، ثم ادعوا زورًا أنهم شرعيون ومفوّضون بتمثيل الشعب.
جوعوا الناس، استولوا على رواتبهم، وأثقلوا كاهلهم بالجبايات والتبرعات. اخترعوا مناسبات للاحتفال، ليس حبًا في الوطن، بل لنهب ما تبقى في جيوب المواطنين.
تمادوا في الغطرسة والاستفزاز، حتى أصبحوا يتحدّون دولًا عظمى كأمريكا. يدّعون أنهم الوحيدون الذين يجرؤون على مواجهتها، ويزعمون امتلاك غواصات وأسلحة "فرط صوتية"، في خطاب يقترب من السخرية.
يدّعون امتلاك أسلحة خارقة تُرهب العالم، فيما قد يصفه بعض أتباعهم المغرر بهم بـ"فرط أمريكي"، دون خجل أو اعتبار للواقع.
الغطرسة والخداع
ما هذه العقول التي تروج مثل هذه المزاعم؟ ومن يصدّقها؟
هل يُعقل أن أمريكا، بقوتها العسكرية، تطلب "عبورًا آمنًا" من الحوثيين؟
يعتدون على بوارج أمريكية، وعندما تُؤدبهم أمريكا، يصيحون ويطالبون الناس بالتضامن معهم وإدانة "العدوان"، وإلا عُدوا خونة!
في المقابل، يصورون أنفسهم الوطنيين الحصريين لأنهم "يواجهون أمريكا".
إنها مفارقة عجيبة؛ فهم يطلقون التهديدات، ولكنهم عاجزون عن صد العدوان. ثم يبررون ذلك بهروب أمريكا من مواجهتهم بمئات الأميال. ومع ذلك، أليس بإمكان أمريكا إيذاء الشعب اليمني من تلك المسافة إذا أرادت؟
ثقافة السخرية والإذلال
زعيمهم يتفاخر بأنه يواجه أمريكا، وأنها تهرب منه، وأنه من يوجّه باستهدافها. يتباهى ويتفاخر بينما الشعب اليمني يرزح تحت وطأة الجوع والفقر.
أما أحد قياداتهم، الذي لا يستحق الذكر، فيسخر من الشعب اليمني بأوصاف مهينة. يخاطب الأمريكي قائلاً: "من في اليمن يقول: بالروح بالدم نفديك يا يمن، ثم يرتمي تحت قدميك كفتاة ليل يتوسل ضرب اليمن".
ولكن من الذي يتوسل فعلاً؟ ومن الذي يدفع الشعب إلى حافة الهلاك والدمار؟
الشعب اليمني لا يريد قصف بلاده، بل يسعى للخلاص من أولئك الذين دمّروا وطنهم وأهانوا كرامتهم بقوة السلاح الإيراني.
الحوثيون والمتاجرة بالوطن
الحوثيون هم العائق الأكبر أمام بناء الدولة واستعادة السلام. كل ادعاءاتهم الوطنية ليست سوى أكاذيب تُخفي نواياهم الحقيقية في خدمة إيران ومشروعها.
إذا كانت أمريكا تريد أن تؤذي أحدًا، فعليها أن تستهدفهم هم وسلاحهم، لا الشعب اليمني أو ما تبقى من منشآته الحيوية.
الحقيقة المُرّة
الحوثيون يزعمون الوطنية بينما أعمالهم تكشف حقيقتهم. لو ضربتهم أمريكا بحق، لعرف الجميع أنهم لا يعشقون اليمن، بل يعشقون التسلط على اليمنيين واستغلالهم.
إن أي ضربة أمريكية حقيقية ستكشف زيف ادعاءاتهم وتفضح حقيقتهم أمام العالم، وربما تكون بداية نهايتهم.
الخاتمة
الحوثيون هم من يسيئون لليمن وشعبه، وليس الذين يدافعون عن وطنهم.
دعواتهم المستمرة إلى التصعيد تقود اليمن نحو الهلاك. الشعب اليمني يريد السلام والاستقرار، بعيدًا عن الهيمنة والسلاح الإيراني.
آن الأوان، أيتها الشرعية، لإنهاء معاناة الشعب اليمني وتحريره من جماعة تتاجر بوطنه ومستقبله.
-->