عاش الشاه محمد رضا بهلوي على الضفة الشرقية من الوطن العربي بين لهوه الشخصي وملكه الياذخ وهيمنة بريطانيا على منابع ثرواته ونفطة، لم ينظر إلى ما بأيدي العرب من الثروات ولم يذهب بعيدًا لم يسعَ للسيطر على دول المنطقة ومنافذها البحرية، عاش لا له ولا عليه عدا قضية احتلال إيران لإقليم الأحواز العربي، وبعض الاشكاليات المتعلقة بالحدود بينه والعراق، والتي ارتبطت بالدعم الإيراني للأكراد في تمردهم ضد السلطة البعث حينها، إشكاليات أنهتها اتفاقية الجزائر التي وقعت بين نائب الرئيس العراقي صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي في 6 مارس عام 1975 باشراف الرئيس الجزائري هواري بو ميدين حينها..
المثير للقلق والمهدد الوجودي الوحيد لدول المنطقة واستقرارها، كان محصورًا بإسرائيل بعد تصفية مرحلة الاستعمار وخلو المنطقة كليةً من هيمنته..إلى ما فبل سرقة الخميني من الشعب الإيراني ثورته وإتيانه على متن طائرة فرنسية بدعم غربي كي يحولوا دون وصول تيار اليسار الإيراني والقوميين إلى السلطة..
أعاد الخميني الصفوية الفارسية أشعلها فكرةً قاتلة، ومنهجًا فاسدًا، وممارسة تشضت على إثرها المنطقة وبرغم حقدها التاريخي زاد أوارها مع بداية الحرب العراقية الإيرانية، التي لم تنته إلا وقد حققت هدفها وهو مبدأ تصدير الثورة الذي ابتدعه الخميني..خلال تلك الحرب كانت الصفوية والصهيونية في غمدٍ واحد لمواجهة العراق الهادف إلى بناء جيش وصناعة وبنيته العلمية والإقتصادية..اتحدت دور الدعارة السياسية للعبث بالدول المجاورة وإعاقة نموها..
تَضخَّم المشروع الخميني بعد سقوط العراق في العام 2003م وبدأ وكر الضباع يكبُر ليبني أعشاش الدبابير خارج إيران لتحقيق استراتيجية التوسع والنفوذه تحت غطاء محاور المقاومة ومحاربة الصهيونية التي هي الوجه الآخر للصفوية الحاقدة..
لدى الصفوية والصهيونية مشاريع استيطان توسع ونفوذ، ولم يكن الصراع بينهما يومًا دينيًا أو عقائديًا كما هو حال العرب مع إسرائيل، بل برجماتيًا انتهازيًا تفرقهم المصالح أي تقاسم الكعكة والنفوذ على الجزيرة العربية، وتجمعهم الطرق المؤدية إلى ذلك..
كما تطمع الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل الكبرى، تطمح الصفوية إلى استعادة امبراطورية فارس منذ أن صعد إسماعيل الصفوي إلى السلطة عام 1501م وفرض التشيُع على أهل أيران بكل الطرق بالقهر والإرهاب وتصدير الفكر الصفوي الذي صدره الخميني مؤخرًا تحت مسمى آخر وهو تصدير الثورة الاسلامية! حيث كان ولا يزال وسيظل يحمل بين جنبيه الكره القاطع للعرب حاملاً معه ضغائن الثأر التاريخي للعروبة قادةً ودول...
وعليه فالحرب المصطنعة بين إسرائيل وإيران عبارة عن لعبة أطفال بأسلحتها وآثارها وتكتيكها العسكري والسياسي، لم يحدث أن أبلغت دولة بموعد خططها الهجومية ضد دولةً أخرى منذ بدء الخليقة، تقوم الحروب تكتيكيًا على السرية ومبدأ المباغتة إلا في الحروب الصفيونية..
لن يقوم أي منهما بعملٍ موجع ضد الآخر ولن تقوم حرب بين مجمع الصفيونية لأطاعهم واشتراكهما في العداء التاريخي للعروبة، والاسلام وحرصًا على بقاء بعضهم البعض كدول شريرة في تخادم دائم، تستهدف الصفيونية وحلفاءها البنية التحتية، ملك الشعب اليمني ولا تصل إلى عش الدبابير بهدف بقائه فيروس دائم معيق لليمن كحامل للتوجهات العروبية ومخلص لقضايا أمته المحارب لكل باغٍ ودخيل.. صواريخهم لا تصيب بعضهم كما تصيب اليمن وغزة تحرق الأرض ومن عليها وتخرج كل شيء عن الخدمة بشكل كامل..
أُنشيء عش الدبابير في لبنان بنظر إسرائيل على أنقاض حركة أمل الشيعية التي اسسها موسى الصدر في العام 1974م بل كانت تمده أثناء الحرب الأهلية في لبنان بالمال والسلاح، انظمت مع إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة لبنان حتى غادروا إلى تونس في العام 1982م..
بعدها تحول الحزب من ولائه لإسرائيل وأصبح يدًا لوكر الضباع في الشرق الأوسط ليس للحرب ضد إسرائيل وإنما شفرةً حادة تذبح بها طهران من تشاء من العرب، في لبنان، سوريا، العراق، واليمن، حتى انتهت فترة زواج المتعة، وشعرت اسرائيل بأن مخالب القط بدأت تكبُر، تمرد عليها حتى حان أجله كشفت الحرب على غزة كل الخطط وأسقطت الأقنعة من على كل الوجوه..
انقضَّت على عش الدبابير ستنهيه لانتهاء وضيفته، عبرت الطائرات الإسرائيلة سماء سوريا الحليف لإيران لتضرب أهدافًا أبلغتهم مسبقًا عنها لتُخليها من البشر وتطفيء أنوارها لتمرير هزلية الضربة، للضحك على دقون شيوخ المنطقة والسذج من أبناء العرب في أوساط الشعوب..
-->