عوامل انتكاسة الثورة وضعف النهوض بالجمهورية (1-3)

توفيق السامعي
الأحد ، ٠٦ اكتوبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٢ مساءً

ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى واحتفالات وظروف الثورتين اليمنيتين السادس والعشرين من سبتمبر، والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين، وبعد أن سردنا في حلقة ماضية عوامل انتصار الثورة ونجاحها وقوتها، فإننا هنا سنسرد العوامل المعاكسة لهذا النجاح، والتي قادت إلى الصدامات وتأخر الثورة عن النهوض بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وعوامل الانتكاسات التي تعرضت لها وأدت إلى الانقلابات الداخلية المختلفة ومن ثم إلى حصار السبعين وعودة الإمامة مجدداً ومحاولة إسقاط الجمهورية.

 

كما ذكرنا في الحلقة الماضية عوامل نجاح الثورة في انطلاقتها الأولى والانتقال إلى الحكم الجمهوري، فإننا هنا سنتحدث عن عوامل تمزيق الثورة وإضعافها بعد انطلاقتها، وعدم إحداث نقلة نوعية باليمن من خلال الجمهورية، كما كان يتأمل الشعب بها، ومع كل السلبيات التي رافقتها بعد نجاحها، ومع أنها كادت أن تضربها في مقتل، إلا أن وضع ما بعد الثورة لا يمكن مقارنته بما قبلها البتة، ولو لم يكن إلا إنهاء العبودية، والانتقال من ظلام التخلف والرجعية والفقر والجهل والمرض إلى نور الحرية والعلم والمعرفة والبناء، لكفى، وإن كان ليس حد الطموح المنشود؛ فالدول في تطور مستمر، كلما حققت شيئاً سارعت إلى المزيد من النهوض والرفاهية.

لم يكن من السهل أبداً إحداث نقلة نوعية في اليمن الجديد بسبب ثقل الماضي البغيض، والتربص المستمر بالثورة والجمهورية، وتركة التخلف والظلام التي استمرت أكثر من ألف في البلاد، ليتم محوها في سنوات، وإيجاد صورة مشرقة ومضادة لها في فترة وجيزة، وإن كان بالإمكان إحداثها لكن بعوامل صلبة ومشاريع نيّرة وخبرة تراكمية في القيادة، كتلك التي أحدثها الملك المظفر الرسولي في اليمن في فترة وجيزة، ونهض بالأمة من خلالها.

 

إذ لا بد لأية ثورة من خصوم، وثورة مضادة تحاول إجهاضها وعرقلتها، وتتخذ كافة الأساليب والحروب للقضاء عليها؛ سواء الأساليب السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، أو غير ذلك من حبك المؤامرات والدسائس وعقد التحالفات التخريبية الداخلية والخارجية.

 

فقد تعرضت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لكل هذه الحروب والجبهات في وقت واحد، وساعد كل هذه الحروب عليها وعلى اليمن بشكل عام ترهل القيادة، والصراعات البينية، وامتداد تلك الصراعات إلى تصفية بعض الثوار الأوائل من الضباط الأحرار أو غيرهم، بطريقة أو بأخرى.

 

ليس من السهولة بمكان الكتابة عن السلبيات التي رافقت الثورة، وكذا عن عوامل انتكاساتها، ولكن نسدد ونقارب من خلال ما كتبه الثوار أنفسهم في مذكراتهم، وكذلك ما كتب عنهم من خصومهم؛ فالثورة يجب أن يحترمها كل يمني، ويكون لبنة صلبة من لبنات بنائها ومناصرتها، وجعلها فعلاً ثورياً مستمراً إلى أن يحكم الله بيننا وبين الإمامة، في فاصلة ليس بعدها فصل.

 

ونجد أن عوامل نجاح الثورة التي سردناها في الحلقة السابقة هي نفسها عوامل انتكاستها مؤخراً والتي أفضت إلى حصار السبعين وكادت أن تعيد الإمامة مجدداً، لتعود بعد نصف قرن تماماً بذات العوامل.

 

ويمكننا أن نقسم عوامل انتكاسة الثورة والبلاد وضعفهما إلى عاملين رئيسين؛ عامل داخلي، وعامل خارجي، وتحت هذين العاملين تكمن الكثير من العوامل الأخرى والتفاصيل المختلفة.

 

أولاً: العامل الداخلي:

 

لم تكد الثورة ترفع مِشعَلها حتى بدأت رياح الاختلافات تهب عليها، وكادت أن تطفئ جذوتها، وبدأ ذلك المشعل لا يخبو فقط في النهوض بها وتقدمها، بل حتى بدأت جذوته تخبو في نفوس الشعب اليمني عموماً ونفوس الجمهوريين خصوصاً، وهم يرون القادة الثوريين يتنازعون بين أجندة مختلفة، ويتخبطون في أمواج الإقلاع بالسفينة، ولتبدأ المماحكات البينية، وحب الزعامة والظهور، وصراع الأجنحة، ومحاولة قطف الثمار قبل نضجها، كما هو حاصل اليوم تماماً، دون الاعتبار للعدو المتربص الذي يراقب عن كثب الأوضاع الداخلية والثغرات التي يمكن أن يتسلل منها إلى صفوف الثوار وإلى القاعدة العامة للشعب.

 

لم يكن كل شيء مثالياً في الثورة، فقد حصل فيها الكثير من الشوائب؛ إذ ظهر أدعياء الثورة الانتهازيون من بين صفوف الإمامة ومن خارجها، وبدأت هذه العناصر تثير العديد من المشاكل سواء كانت المشاكل الطائفية أو المناطقية أو المصالح الشخصية، وعلى رأس هذا الأمر كان الدكتور عبدالرحمن البيضاني، الذي جاء من مصر ليجمع مناصب كثيرة ومختلفة في يده لم تجتمع لمسؤول في أية دولة من قبل؛ فإلى جانب منصب نائب رئيس الجمهورية فقد ضم أيضاً مناصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، ونائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، ووزير الاقتصاد، وعضو مجلس القيادة، وكانت الحجة في ذلك أن القيادة المصرية لا تتعامل إلا من خلاله، وتجميع هذه المناصب بيده إرضاءً للجانب المصري لاستمرار الدعم!

 

كنت قد كتبت في الحلقة الماضية عن دور الزعيم عبدالله السلال المفصلي في نجاح الثورة في لحظاتها الأولى، وها أنا ذا أكتب مجدداً عن سلبياته بعد الثورة، وأن سياسته كانت أيضاً من ضمن عوامل إضعاف الثورة وسلبياتها، كما استشفيناها من مذكرات الثوار بشكل عام.

وحتى لا يظن القارئ الكريم أن ثمة تناقض بين الكتابتين فللتوضيح أقول: تحدثت في الحلقة الماضية عن دوره ساعة انطلاقة الثورة ونجاحها في الإطاحة بحكم البدر وانتقال اليمن إلى العهد الجمهوري، وفي نظري فلقد كان له الدور المفصلي في نجاح الثورة فعلاً في مرحلتها الأولى، قبل الصراعات والاختلافات وتسليم زمام القيادة للقيادة المصرية والبيضاني.

 

أما هنا فأكتب عنه بعد المرحلة الأولى، وأن نصف الأحداث بظروفها ومسمياتها وأشخاصها وكل ظروفها الزماني والمكاني؛ فهو الإنصاف بعينه. 

بدا السلال كقائد سياسي غيره كقائد عسكري، فقد بدا في قيادته السياسية ضعيفاً إلى حدٍ ما، مما جعله عرضةً للتلاعب والتسيير من قبل قائد القوات المصرية ومن قبل البيضاني، وجعله في كثير من المواقف والقرارات يتخذ القرار ونقيضه، وجعل إرضاء الجانب المصري فوق كل المصالح والاعتبارات اليمنية، وبدأ بالإقصاءات سواء كانت إقصاءات لبعض قادة الثورة أو لغيرهم، منها ما كانت تتم بطرق محترمة كالتعيينات الخارجية، أو بعنجهية ورعونة، كمحاولته إبعاد النعمان والزبيري وكذلك حمود الجائفي وجزيلان وغيرهم، حيث يصفه كثير من رموز الثورة بأن لديه عقدة مستمرة اسمها حمود الجائفي.

 

نتيجة للترهل الذي ساد الدولة الوليدة في قرارها ومؤسساتها التي كانت في طور الإنشاء، سادت الفوضى في اتخاذ القرارات، وكان كل ضابط ومتولي منصب معين يتخذ القرار من لدنه دون الرجوع إلى مصدر قرار واحد، ولا مرجعية واحدة بحسب التسلسل القيادي للحكومات والدول، حتى عمت كثير من الأخطاء والسلبيات التي رافقت الثورة، فأوغر ذلك من انضموا للثورة من أنصار الإمام السابق، وكذلك بعض الإعدامات الجائرة ضد أناس كان بإمكان احتواء مواقفهم بالعفو العام التي تصاحب مثل هذه الثورات كضمان لنجاحها، ولسحب سيف الانتقام وعمل ثورة مضادة من رجال العهد البائد.

 

لا تخلو أية ثورة أو انقلاب من التصفيات والإعدامات، ولكن الأصل أن تظل محدودة النطاق، وبمحاكمات عادلة، تستهدف رؤوس الشرور والفساد أصحاب القرار والذين لا سبيل لإصلاحهم، وليس لكل الأتباع. ولنا في سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وحكمته أسوة حسنة حين فتح مكة؛ فقد أعلن العفو العام إلا من نفر من قريش اعتبرهم رأس الشرور، وأن العفو لن يكون مجدياً بحقهم، ولذلك أمر بقتلهم ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة، كما في بعض الروايات، ومع ذلك من عاد واستسلم بمحض إرادته وكفر عن خطاياه قبله الرسول في صفوف المسلمين.

 

من خلال قراءة الأحداث وترتيبها الزمني، وتحليلها الدقيق والمفصلي فقد جرى شبه صراع واختلاف بين الحرس القديم المتمثل في ثوار 48، والحرس الجديد المتمثل بثوار سبتمبر؛ فثوار 48 كانوا يريدون أن تكون الثورة أكثر سلمية، واقتصار الدور المصري على النصرة العسكرية فقط دون رهن القرار السياسي والسيادي اليمني لهم، وكذلك العمل على التنسيق والمصالحة مع الجانب السعودي كضمان لاستقرار اليمن ونجاح الثورة، كجار تربطه مصالح مشتركة مع اليمن، بينما الحرس الجديد ذهب شاطحاً واستعداءً للجانب السعودي جرياً وراء الأجندة الثورية المصرية، وكان عليهم أن يرسلوا رسائل طمأنة للعربية السعودية كأشقاء أولاً تربط البلدين والشعبين أواصر القربى والمجاورة والرحم، وكذا المصالح المشتركة، وكأهم الجيران لليمن، في أن الثورة داخلية لتصحيح الوضع اليمني دون أية أجندة عدائية أو تنافسية لهم. لكن الناصر، والداعم عادة هو من يلقي الأوامر ويفرض الأجندة على المناصَر؛ إذ لا مناصرة في السياسة خالصة لله وفي الله كما يقال؛ بل المصالح هنا سيدة الموقف، كان خطابه حدياً تجاه المملكة، وكذلك بعض المسؤولين المحسوبين على مصر.

 

وكانت نصرة مصر لليمن وتمويل الثورة ودعمها وحاجة اليمن لذلك الدعم المالي والعسكري والسياسي أكبر من قدرة السلال على الرفض أو التملص منه أو التحايل عليه؛ خاصة وأن الثورة المضادة تجمع كل إمكانياتها البشرية والمادية لمحاربة الثورة، بما تشكله من عمق ثقافي واجتماعي في أوساط الشعب الذي كرسته لأكثر من ألف سنة، وإن كان على ضلال.

 

كانت الساحة السياسية والعسكرية في تلك الأثناء تتكون من قوتين رئيستين متصارعتين؛ قوة الجمهورية وتتكون من ثلاث مكونات داخلية هي الجيش اليمني الجديد برئاسة السلال والعمري وجزيلان والبيضاني بادئ الأمر، والقوات المصرية الداعمة للسلال والجمهورية، ثم طرف المعارضة -بعد فترة زمنية- لإصلاح مسار الثورة (في إطار الجمهورية) الذي مثله جناح ثورة 48 بقيادة الإرياني والزبيري والنعمان، وهذا الأخير ضم القبائل إليه، وكان على خلاف إداري دائم مع السلال والعمري وقيادة القوات المصرية، وهي الثغرات التي تسللت منها العناصر الإمامية.

 

أما القوات الإمامية فكانت تتكون من فلول الإمامة السابقة وعناصرها المسلحة، وكذا من القبائل التي تعمل بالارتزاق وتأجير بندقيتها، وكذا مرتزقة أجانب يعملون بالمقاولات المالية والمسلحة ممن حشدهم الاحتلال البريطاني والإمامة، وحتى إسرائيل دخلت داعمة للإمامة على الخط نكاية بمصر ووفاءً لبريطانيا التي دعمت نشأة الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية القرن. 

 

وسنجد فيما بعد أن الجميع كان يتنافس على ود القبائل، ولكن لكل طرف طريقته بالتعامل معها، واستطاع الشهيد الزبيري -رحمه الله- كسب القبائل، التي كانت موالية للإمامة، لصف الجمهورية، حسب شهادة رفاقه الإرياني والنعمان وصبرة، وهو فعل لم يستطع القيام به أي يمني منذ عهد الدولة الرسولية بقيادة الملك المظفر؛ كون الإمامة كانت تعتمد اعتماداً كلياً على القبائل فتبيح لها البلاد اليمنية مقابل نصرة الإمام في كل زمان، وخاصة قبائل بكيل وحاشد.

 

وجرد الزبيري الإمامة من أهم أسلحتها وأعمدتها وعوامل قوتها، مما جعلها تحرض على الزبيري بشكل شخصي، وتترك السلال والعمري ورفاقهم من بقية الثوار والقوات المصرية، حتى أصابها بالجنون، فعملت بكل الحيل للوصول إليه ترغيباً وترهيباً، حتى تسنى لها اغتياله في الأول من أبريل 1965 في برط العنان.

 

يعتبر العامل الداخلي دائماً، وفي كل شأن، هو الأكثر إضراراً بالمشاريع الداخلية والثورات من العوامل الخارجية؛ إذ إن تكوين نواة صلبة غير مخترقة، تؤمن كل الإيمان بالهدف والغاية التي تمضي من أجله، تكون أدعى للصمود والنصر، والأكثر ثمرة وديمومة وصلابة من العامل الخارجي؛ فلا تستطيع قوى خارجية التأثير فيه أو اختراقه ما لم يكن هناك قابلية وثغرات من الداخل تنفذ إليه القوى الخارجية لتفتيته أو القضاء عليه.

 

أدت تباينات الآراء واختلاف المواقف بين قيادات الثورة المختلفة، وخاصة بين المعسكر القديم (ثوار 48)، والمعسكر الجديد (ثوار سبتمبر) إلى تصاعد هذه التباينات حتى وصلت مستقبلاً إلى صراع أفكار ومواقف، وتكتلات وخلافات أرهقت حتى الجانب المصري في محاولة إصلاحها والتوفيق بين هذه الأطراف، ومن ثم إلى استقالات كادت تؤدي إلى انشقاقات، وآخر المطاف إلى انقلابات، خاصة بعد انسحاب القوات المصرية من اليمن عام 1967 بعد نكسة حزيران.

كان على رأس هذه الاختلافات والتباينات بين فريق يقوده الإرياني ومعه الزبيري والنعمان وأحياناً صبرة، وفريق السلال والعمري وبقية الضباط ومعهم الجانب المصري. تنظر إلى هذه الآراء المختلفة فتجد أن للطرفين وجاهة في آرائهم، مع بعض المآخذ على تصرفات السلال وفريقه، وصولاً إلى حسم هذه الخلافات بانقلاب الإرياني على السلال. 

 

إن الشيء الأغرب الذي هالني هو أن القاضي عبدالرحمن الإرياني كان كثير المآخذ على السلال في الإعدامات للعناصر الإمامية خارج المحاكمات، وكان ينادي دائماً بالعفو أو المحاكمات المفضية إلى السجن لا إلى القتل، وهو الذي أثر عنه أنه مستعد للتخلي عن الحكم ولا تراق قطرة دم طائر (دجاجة)، وإذا في عهده تكثر الإعدامات، ليس للعناصر الإمامية، بل للثوار الأوائل والجمهوريين وتكثر الاغتيالات السياسية، وتنتهي ببعض قادة الثورة إلى المنافي والسجون، وهو الشيء لم نستطع فهمه أبداً أو نجد له مخارج أو مبررات؛ إذ زج بكل أعوان السلال في السجون وتعرضهم لتعذيب وحشي وإذلال مهين لم يتعرضوا له في الحكم الإمامي، أو في المنافي في الاغتيالات السياسية كاغتيال عضو المجلس الجمهوري عبدالقوي حاميم، بحسب اتهام عبدالغني مطهر له وللعمري، ومحاولة اغتيال عبدالغني مطهر نفسه، ثم الإلقاء به في السجن تحت الإهانة والتعذيب، والانتهاء بعبدالرحمن جابر وقاسم غالب وهما من قادة الثوار الأحرار أن توفيا بعد خروجهما من المعتقل جراء مضاعفات التعذيب الذي تعرضوا له في سجن قصر السلاح بالعاصمة صنعاء، وغيرهما كثير.

 

ومن أمثلة ذلك ما ذكره عبدالغني مطهر في كتابه "يوم ولد اليمن"، قال: "ذهب الشيخ الفاضل الجليل صالح الرويشان لمراجعة حسن العمري لكي يطلق سراح عبدالرحمن جابر، فرد حسن العمري عليه: إن بقاء عبدالرحمن جابر وعبدالغني مطهر وقاسم غالب أحياء حتى الآن يعتبر خطأ فقد كان من المفروض إعدامهم فور اعتقالهم. فرد عليه الرويشان: إن هؤلاء الذين تود إعدامهم ضحوا بأموالهم وأرواحهم وأفنوا حياتهم في خدمة الثورة وفي خدمة الجمهورية"!

 

لقد كان من ضمن الثوار الذين ساهموا بأدوار بطولية في إنجاحها، وكانوا محكومين ومغيبين في ظلمات الزنازين وتحت التعذيب: محمد علي الأسودي وعبدالغني مطهر والعقيد محمد مفرح والأستاذ قاسم غالب (الرسولي) والأستاذ عبدالرحمن جابر، وأحمد ناجي العديني، وغيرهم.

 

يقول عبدالغني مطهر، وهو في غيابة سجن قصر السلاح: "حضر إلينا أخوان من المقاومة الشعبية هما المناضلان حسين الحرازي ومالك الإرياني، وقالا لنا: أليس من العجيب حقاً أن تكونوا أنتم ثوار 26 سبتمبر معتقلين في السجن بينما كبار الضباط وغيرهم ممن يسمون أنفسهم بالضباط الأحرار قد تركوا العاصمة وفروا إلى خارج البلاد تاركين الثورة والدفاع عن عاصمة البلاد إلى قيادة الضباط ذوي الرتب الصغيرة، والجنود وسباب المقاومة الشعبية مع من وقف إلى جانبهم من رجال القبائل الشرفاء"؟!

 

وهم يقصدون بالضباط الصغار عبدالرقيب عبدالوهاب ورفاقه الذين كان لهم شرف الانتصار في حصار السبعين والدفاع عن الجمهورية، وهؤلاء انتهى بهم المطاف إلى الاغتيالات والسحل من قبل العمري والفار علي سيف الخولاني بعد رجوعه من موطن الفرار بعد انتصار الجمهورية في السبعين ليعود لقتل أحرار السبعين وسحلهم في أيام رئاسة الإرياني، حتى وإن لم يأمر مباشرة فهو يتحمل وزر قتلهم كونه رئيس الدولة!

..... يتبع

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي