١-خطورة اتباع الهوى وتحذير الله منه.
اتباع الهوى مرض يصيب الإنسان، ويعطل دينه وعقله وحواسه، ويمنعه من اتباع الحق، ويقوده للضلال، ولذا كان تحذير الله من اتباع الهوى حاسماً ورادعاً، في العديد من الآيات، كونه يمنع الإنسان من القيام بدوره الذي أوجده الله له، في العبادية، والاستخلاف، وإعمار الأرض، والتعارف، والشهادة على الناس، ويقود الإنسان للسقوط لمرتبة أدنى من الأنعام، منتجاً دماراً للإنسان ومحيطه ودوره.
وقد تحدث الله في كتاب وحيه تفصيلاً عن اتباع الهوى، ومحاجة التابعين للمتبوعين، ومصيرهم، في العديد من الآيات، خص منها رسوله محمد (ص) محذراً ومتوعداً له من اتباع الأهواء، في تسع آيات بينات قرآناً نتلوه، ودين نتعبد به، وعبرة لنعتبر بها، وهذه بعضها لنتدبر ونعتبر:
{وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون} [المائدة : 49]
{وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق} [الرعد : 37]
{فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير} [الشورى : 15]
{ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} [الجاثية : 18].
٢- مصيرنا من اتباع الهوى.
نشاهد اليوم كيف أن الأهواء المختلفة عصفت وتعصف باليمن، وبشعبه ومكوناته، أهواء متعددة، مزقتنا شر ممزق، وعلى مختلف الأصعدة، مذهبية، وحزبية، وقبلية، ومناطقية، داخلية، وإقليمية، ودولية، جعلت اليمن دولة فاشلة، قادت اليمن لحروب مركبة على مستوى الداخل والإقليم والعالم، أهواء جعلت اليمنيين يعيشون أسوأ كارثة إنسانية، ومنعتنا من الخروج من أزماتنا، أو وضع الحلول المناسبة لها، لهيمنتها على وعي وعقل، المصابين بدائها، مما جعل التوافق والاتفاق، للخروج من أزمة الإنقلاب الإمامي، أمراً صعب القبول عندهم.
في مناطق سيطرت مليشيا الإنقلاب الإمامي الإرهابية، نجد مشاريع اتباع الهوى، في بدعة احتفالات المولد النبوي، تكشف لنا عن قبحها وبشاعتها، فهي تستخف بالشعب اليمني، وتعمل على تلوينه (قطرنة) بالرنج الأخضر، وبعد الثورة والجمهورية، أهواء لونت اليمنيين، بسيارتهم وشوارعهم، وبيوتهم،
باللون الأخضر، أهواء ملوثة للبيئة والعقول، استخف الحوثي باليمنيين فأطاعوه وتلونوا.
وفي المقابل في معسكر دولة الثورة والجمهورية، نجد داء الأهواء المختلفة يعصف برجالها ومكوناتها، ويمنعهم من بناء نموذج دولة الثورة والجمهورية، في مناطق الدولة، أهواء تمنعهم من توحيد صفوفهم وجهودهم، لاستعادة المناطق الخاضعة للإنقلاب الإمامي، إن داء الأهواء، بمختلف مسمياتها، يؤدي لقوة الإمامة وانقلابها، وفي هذا هلاك الجميع.
٣- المخرج من اتباع الهوى.
داء اتباع الهوى، منع العقول من التفكر، وأصم الأذان من سماع المظالم، وأعمى البصر، من رؤية الواقع ومأساته.
وليس من دواء لداء الأهوا، على المستوى الديني غير منهج دين الله في قرآنه، ليهزم منهج الإمامة والآل الديني، وعلى المستوى الوطني لا دواء غير توحيد الصفوف والجهود، خلف الشرعية، ومشروع الثورة والجمهورية، لهزيمة مشروع الإمامة السياسي وإنقاذ اليمن من المشروع الإمامي.
وفي هذا التوجه حدثت خطوة في المسار الصحيح، هي الاجتماع الأخير الذي تم بين عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي، و عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المكتب السياسي، للمقاومة الوطنية، العميد طارق صالح، هي خطوة في مسار مغادرة داء الأهواء، لتوحيد الصف والجهد لإنقاذ الدولة والجمهورية، وبناء الجمهورية اليمنية بمشروعها الاتحادي، خطوة يجب أن تتبعها خطوات، فداء الأهواء خطر يتربص بنا جميعاً.
٤-ختم القول والمقال.
زامل للشاعر ذياب الجبري قاله قديماً يصف واقع اليوم ونكبة اتباع الهوى على اليمن واليمنيين.
يوم القيامة له علامة
وابرز علامات القيامة
أن الغراب يصبح حمامة
في عيون الناس
والشعب يقبل بالضلامة
ياكل من من أكوام القمامة
ويعيش مسلوب الكرامة
فاقد الاحساس
جمعتكم وعي وإحساس، بداء اتباع الهوى، والمخرج منه، لاستعادة الكرامة.
عبده سعيد المغلس
٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤
-->