الظمأ عند الأرواح الطيبة

إبراهيم محمد عبده داديه
الاثنين ، ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ مساءً

ليس العطش للماء فحسب ،فأحياناً 

قد نكون عطشى لكلمة واحده تجبر 

الخاطر وتواسي القلب او عطشى لما 

يشعرنا بالفرح والسعادة ، وقد نشعر 

 بالظمأ والعطش لمن يحتوينا بدفء 

الحب والحنان والمشاعر والأحاسيس

الجميله او لمن قد يحيطنا بالاهتمام  

 بعد أن افتقدناه من الذين نحبهم 

ونشعر بأننا قد أصبحنا من المنسيين

 في هذا العالم ، او قد نكون عطشى 

لبعض من العافية بعد شدة المرض

 والسقم ، او قد نكون عطشى للوفاء 

والعرفان فلم نعرف أن يقال لنا كلمة 

شكراً جزيلاً من الذين حملنا لهم كل 

الحب وأشعلنا أصابعنا العشر لتضيء 

لهم الظلمات ليواصلوا التقدم والسير

في الحياة إلى الأمام في أمان وسلام 

ونكون أحيانًا عطشى للقاء الأحباب من 

بعد أن أظننا غيابهم وأفتقدنا وجودهم 

حولنا واشتقنا للقرب منهم و لرؤيتهم

او حتى لسماع أصواتهم ،والكلام معهم

فليس كل عطش يرويه قدح من الماء.

 

لا شيء في الحياة قد يستطيع أختراق 

 القلوب الحزينه ويلمم شتات الأرواح 

المرهقه ويرمم الأنفس المنكسره مثل 

ما تفعله لطيف العبارة ،وجميل الكلام 

والاحتواء ودفء المشاعر والأحاسيس 

المفعمه بروعة الحب والحنان والوفاء 

والأرواحِ الطيبه إذا ملكتك ملأتك وإذا 

آوتك داوتك وإذا أحبَّتك أحيَّتك وبعض 

الاشخاص قد يبحثون عن مكان جميل

للعيش فيه ، و الحقيقه أن البعض هم 

من يجعل المكان جميل ورائع وخلاب 

من حولك ، وهم الذين قد يجعلون من 

اليمون الحامض شراب حلو ،وفيهم قد 

تجد البلسم الشافي لكل جراح الحياة

 

إنهم رائعون رغم كل الظروف من حولهم 

ورغم كل الأحزان المتراكمة في قلوبهم 

فتراهم يظلوا متعايشين مع كل الظروف 

التي تواجههم بتحمل وتقبل وثبات مهما 

تهب الرياح الشديده ،والعواصف العاتيه 

عكس تياراتهم واتجاهاتهم ،هم من ينظر

ما وراء الكلمات ويبصر ما وراء النظرات 

ويفهم فيك إنكسار الروح في بحة الصوت

وحزن القلب من تجهم الوجه ،وهو يعرف 

كل ما تخفي داخلك من الشعور بالضياع 

فيقرأ تفاصيل وجهك فرحاً و حزناً ،ويكون  

معك دائمًا في هذه الحياة الصعبه وليس 

عليك ويبسط لك قلبه قبل ذراعه ليحتوي 

وجعك ويداوي جراحك فتنسى معه آلامك 

واحزانك ،ويهديك من أعماق قلبه الصادق 

الحب والحنان و يقول لك صادقاً :لا تحزن

 أنا معك دائماً فأسأل اللّه سبحانه و تعالى 

برحمته حيث يوجد أمثال هؤلاء الأشخاص 

في الحياة ،أن لا تخذل دعواتهم ،ولا يخيب 

رجائهم ولا تكسر أحلامهم وأن يملاء الرضى

 والسعاده حياتهم وتشرح صدورهم وتجبر 

قلوبهم ويسكنها الأيمان والرضى والسعاده 

والسكينه والسلام بإذن الله الرحمن الرحيم 

 

               إبراهيم محمد عبده داديه

              عدن- الاثنين -2024/9/9

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي