نحن في شهر الثورة والجمهورية سبتمبر العظيم، وقيام دولة المواطنة اليمنية الواحدة، وفي شهر الثورة، أرادت الإمامة العودة لحكم اليمن.
وفي ذكرى سبتمبر، وتخليداً للثورة والجمهورية، أقدم رأياً ورؤية، لأسس مواجهة الإمامة بمشروعها السياسي والديني.
لقد تعاقب الزمن واليمنيون يخوضون وما يزالون، معركتهم ضد الإمامة الهاشمية، وعنصريتها المستمدة من السلوك الإبليسي دون حسم، والسبب في تصوري هو غياب المنهج، بسبب داء الآباء بهيمنة مرويات الزيف، المحسوبة ديناً والمخالفة لدين الله.
إن عدم معرفة الكثيرين لطبيعة المعركة، هو بسبب هيمنة جذور الإمامة الدينية والسياسية، على الوعي الجمعي للغالبية، وهذا ما اجده دوما في مجموعات وسائل التواصل، والحوارات المختلفة، وهيمنة المرويات المكذوبة وفقهها المغلوط على الوعي الجمعي لليمنيين، مما أدى لسوء فهم أو تعارض، نتج عنه عدم توحيد الرؤى والقوى في معركتنا المصيرية، مؤدياً لتأخر الحسم، وتكوين مجلس القيادة الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي تم لمعالجة هذه الفجوة.
ومشاركتي في هذه المعركة، يستند على موجهات واضحة ومحددة، توجه مساري في هذه المواجهة، وترتكز أساساً على منهج دين الله الحق.
وهذه المحددات نلتقي حولها جميعاً، بدرجات متفاوتة، بسبب الاعتقاد الخاطيء عند البعض، بأن مرويات الإمامة دين موحى به من الله.
وعليه فإن المحددات الموجهة لهذه المواجهة من وجهة نظري تقوم على ما يلي:
١-المحدد الأول:
الإدراك الكامل بأن اليمن بجمهوريته وثورته، وقيادته، وجيشه ومقاومته، ومكوناته وشعبه، يخوض اليوم معركة وجودية، مع الإمامة الهاشمية بنسختها الحوثية، والتي تستهدف اليمن الجمهوري، وهذه الحرب التي خضناها لعقد من الزمن وما نزال، قتلت عشرات الألاف من شعبنا، وشردت الملايين، ودمرت اقتصادنا وجيشنا ووحدتنا الوطنية، وأدخلت اليمن في مأساة إنسانية كبيرة، وهددت الاستقرار اليمني والإقليمي والعالمي، وهي امتداد لحروب اليمنيين ضد الإمامة الهاشمية، منذ دخولها اليمن.
٢-المحدد الثاني:
الإدراك القطعي واليقيني بأن المشروع السياسي للإمامة الهاشمية للتسلط والحكم، يقوم على مرويات محسوبة كذباً على دين الله ورسوله، صنعت مشروع الإمامة الهاشمية الديني والسياسي، الذي يعطيهم بزعمها، الأفضلية في العرق، والحق بالولاية الدينية والسياسية، دون جميع اليمنيين، وينسب دعاة الإمامة الهاشمية، هذه المرتكزات ومروياتها الكاذبة لدين الإسلام، بينما هي مرويات مكذوبة ومفتراة على الله، ودينه، ورسوله، وأهم هذه المرتكزات هي:
١- الإمامة.
٢- الوصية.
٣- الولاية.
٣- آل محمد.
٤- آل البيت.
٥- أهل البيت.
٦- المحبة والمودة في القربى.
٧- الخُمس.
٨- احتفالات المولد النبوي.
٣-المحدد الثالث:
الإدراك القطعي واليقيني أن هذه المرتكزات بمروياتها، لا علاقة لها بدين الله الحق، المحفوظ بكتاب الوحي، الذي لا توجد به آية واحدة تدعم ادعائهم، بأن هذه المرتكزات من الدين.
٤-المحدد الرابع:
الإدراك القطعي واليقيني، بأن هذه المرتكزات تعتمد بالكلية، على تأويلات مغلوطة لآيات الوحي، ومرويات منسوبة كذباً وافتراء على رسول الله، وهذه المرويات تم إحاطتها بقدسية دينية، لتشرعن وتحمي المشروع الديني والسياسي للإمامة الهاشمية، بهدف الحكم والتسلط ونهب الأموال.
٥-المحدد الخامس:
الإدراك القطعي واليقيني بأن هزيمة المشروع السياسي للإمامة، لا يمكن أن يتم دون هزيمة وتفكيك مشروعية مروياته الدينية المكذوبة على دين الله ورسوله، وهذه في تصوري هي المعركة الحقيقية، مع المشروع الإمامي بشقيه الديني والسياسي، بفضح زيف مروياتها الدينية الكاذبة، وإبراز دين الله الحق من كتاب وحيه، والذي لا يقر هذه المرتكزات، ولا علاقة له بمرويات الزيف الإمامي وهاشميته، وأفضليته وأحقيته، في السلطة والدين، علينا كشف حقيقة زيف وكذب مرويات المشروع الإمامي الهاشمي، وبأن الرسول عليه الصلاة والتسليم، لا علاقة له بهذه المرويات، فقد نُسبت له كذباً وافتراء، فمحال عليه أن القول في سنته وأسوته الحسنة، بمرويات الإمامة، وحصرها بالنسب الهاشمي والبطنين، مخالفاً كتاب دين الله، ومتقولاً عليه سبحانه، ما ليس في وحي دينه الحق، وقد هدده الله بقطع الوتين إن تقول عليه سبحانه.
٦-المحدد السادس:
أهمية الإدراك القطعي واليقيني بالتفريق بين هاشمية المواطنة، وهاشمية الإمامة، فالهاشمي مواطن يمني بكامل الحقوق ، وهو أخ لي في الدين، والوطن، والإنسانية، وجميعنا متساوون في المواطنة، ويحكمنا دستور الجمهورية اليمنية، وتربطنا معا مواطنة واحدة، ومحبة، وأخوة، وتعايش.
فلا خلاف بيننا والهاشمين كعنصر وجنس، بل خلافنا مع المعتقدات المغلوطة للإمامة الهاشمية الخاطئة، التي تمنحهم الأفضلية والسيادة والحق بالسلطة الدينية والسلطة الدنيويّة وثروة الخمس.
وللإنصاف هناك العديد من المنتمين لهاشمية المواطنة، يقفون معنا في هذه المعركة المصيرية، ومنهم من يقدم الغالي والنفيس فيها.
بينما الإمامي الهاشمي يحمل معتقد لمشروع تسلط واستعباد ديني وسياسي، يستند على مرويات دينية زائفة، يستهدف استعباد اليمنيين، وحكمهم، والتسلط عليهم، ونهب ثرواتهم، وهو مشروع مدمر لليمن، الدولة والوطن، ونسيجنا الاجتماعي بمكوناته، وعلى رأسهم اليمنيون الهاشميون.
ولذلك واجب جميع اليمنين الديني والوطني، مواجهة مشروع الإمامة الهاشمي ومرتكزاته ومروياته، كونه مشروع عنصري وسياسي وفقهي مغلوط.
٧-المحدد السابع.
أهمية الإدراك القطعي واليقيني بأن عنصرية الإمامة الهاشمية لا يمكن أن تواجه بعنصرية يمنية تحت أي مسمى، هدفها إلغاء وجود هاشمية المواطنة، كما يفعل البعض، فهذا المنحى يولد مزيداً من تفكك الشعب اليمني، ومواطنته الجامعة، فهذا التوجه هو هدف المشاريع الساعية لتدمير العرب بدولهم وشعوبهم.
٨-المحدد الثامن:
إن المعركة الحقيقية لمواجهة مشروع الإمامة الهاشمية، هي فضح وتفكيك ونسف مرويات مرتكزاته الدينية المكذوبة، وسلاحنا في هذه المعركة الوجودية، هو دين الله الحق المحفوظ في كتاب وحيه، والبينات التي اغفلها الكثيرون، عن عظمة هذا الدين ومنهجه في الأخوة الإيمانية والإنسانية، حيث التقوى هي ميزان التكريم عند الله، لا العرق والنسب الهاشمي أو غيره، وبهذا المنهج نواجه الإمامة وزيف معتقداتها ومرتكزاتها وتاريخها.
وهي مهمة شاقة وخطرة، كونها تواجه داء الآبائية ورواتها، وهجر الأكثرية لكتاب دينهم، وتقديسهم لمرويات الزيف، لكنها مواجهة أراها فرض عين، على كل يمني مؤمن بدين الله الحق، وبوطنه وجمهوريته، فلا خروج لنا من نفق حروب اليمن ودماره -التي تحدث في فترات وحقب تاريخيّة متعاقبة- من دون القضاء على مشروع الإمامة الهاشمية السياسي والديني، بتفكيك مرتكزاته الدينية ومروياتها الكاذبة.
خلاصة الخلاصة.
لدينا دين الله الحق بكتاب وحيه، وهو مشروعنا الديني، لمواجهة مشروع الإمامة الديني الزائف، ولدينا مشروعنا السياسي المتمثل، بالثورة والجمهورية، والمواطنة الواحدة، ومشروع الدولة الاتحادية، لمواجهة مشروعهم السياسي المتمثل بالإمامة.
هذه المنهجية من وجهة نظري، التي يجب أن يسلكها اليمنيون، في معركة مواجهتهم لمشروع الإمامة الهاشمية، بمرتكزاته الدينية والسياسية، أضعها هنا من موقف أمانة الشهيد والشاهد، منطلقاً من موقف "الآن حصحص الحق"، وخشية الله عندي أحق من خشية الناس، ويكفي اليمن وشعبه حروب ودمار وكراهية، بسبب مشروع الإمامة الهاشمية، الديني والسياسي، وغيبة منهجية مواجهة هذا المشروع بشكله المتكامل الديني والسياسي.
جمعتكم وعي بمنهج مواجهة الإمامة العنصرية بشقيها الديني والسياسي.
د عبده سعيد المغلس
٥ سبتمبر ٢٠٢٤ م
-->