كانت السلطة المحلية في تعز تنتظر ان يمدحها رئيس المجلس الرئاسي على ترقيعاتها ورتوشها وتدليسها وتغطية التقيحات واهمالها لتعز خلال عشر سنوات رغم أن مآسي تعز خلال هذه المدة يعرفها القاصي والداني ولا يمكن أن تغطيها الرتوش أمام زيارة حكومية رفيعة المستوى. لكنه نهرها وفضح تدليسها..
العكس تمامًا هو ما حدث ،ولم تلقَ السلطة المحلية إلا التوبيخ على إهمالها لتعز التي جعلت منها مقلبًا كبيىرًا للقمامة ومدينة تعيش خارج نطاق الحياة يسودها الفوضى والبلطجة والنهب والجبايات .
الرتوش والترقيعات التي قامت بها السلطة بتعز لاستقبال زوار تعز من المجلس الرئاسي لم تكن لتنطلي عليهم لأنهم يعرفون كل شيء عن أوضاع تعز الكارثية، وما استطاعت سلطة تغطيتها بـ(منخل) الرتوش، ورغم ذلك اختفت بمجرد مغادرة الزوار للمدينة..
فمن أجل زيارة عابرة جنّدت لها سلطة تعز كل امكانيات تعز ، فماذا عنا نحن من نعيش في تعز؟، ألا يحق لنا ان ننعم بمدينة ككل مدينة في أي وطن يعرف قيمة المواطنة وقيمة المواطن وأحقيته في الحياة؟لما لا تهتمون بأوضاع تعز كما أهتممتم بها لمجرد زيارة عابرة وكأننا لديكم مجرد كائنات لا تستحق العيش ولا أحقية للعيش لها إلا في مقلب قمامة؟
حياتنا في تعز مأساوية واهمالكم سببها، لا طرقات تصلح للعبور والمشي فيها ، ولا نظافة ، ولا تحسين ، ولا خدمات كهرباء وماء ، ولا أمن ولا امان ، ولا دولة، حتى بيوت النازحين تحتلونها وترفضون مغادرتها ومغادرة المؤسسات الحكومية رغم التوجيهات التي اثبتم عدم رغبتكم بتنفيذها.
هل تقزمت السلطة المحلية أمام نفسها على ظلمها لتعز ولنا نحن التعزيين أم أن اللامبالاة و التعنت والاهمال هو ما ستثبته تالي الأيام؟
كشفت تلك الزيارة الكيفية الضحلة التي تتعامل بها السلطة المحلية مع مجريات واقعنا التعزي المزري، وتدل على خلل كبير ومرعب في مفاهيمها وقيمها الوطنية، ورؤاها وطريقة التعاطي معها، والنتيجة جعل تعز قرية كبيرة ومواطنيها يعيشون حياة البؤساء.
-->