قرفنا من سماع معادلات الردع، والرد بقسوة وقوة، والرد آت، والرد قريب، وسئمنا من كل تغريدات قادتهم وذبابهم الالكتروني التي تكذب طوال الوقت بشأن قرب الردّ..
وقرفنا من كل الأقوال القائلة بحق الردّ، وبأنه واجب، والانتقام للضيف واجب وعدم الانتقام له تقص وقلة مروءة وعدم شرف!؛
ثمّ.. هذه الأبواق ومسؤوليه، وهي تتحدث عن أن التأخير هو جزء من الرد ؛
ومن أجل أن يكون الرد مؤلماً وقاسياً ومؤثراً ..
ولمّا تأخر الردّ أكثر.. قِيل ان التأخير من أجل التحضير والاستعداد ،لأن يكون الرد متوافق مع القانون الدولي؟؛
فأي قانون دولي الذي لم يمنع المعتدي من اعتدائه ولم يعاقبه، بل يغطي عليه؟؟!؛
مجرد أن تقرأ مثل هكذا مصطلحات تشعر بالغثيان والقرف!!
والمقرف أكثر كذلك في أن محور إيران لا يُسمع منه إلا ادعاء البطولة والتحدي والوعد والوعيد من على الاعلام..
بينما المحور الصهيو- أمريكي يحرك البوارج والغواصات، في ادعاء الضغط فقط على إيران كي لا ترد على الاعتداء والاغتيال لضيفها الشهيد (هنية).. ويا لبجاحها،.. في الوقت الذي تحرك قطعها، تنصح إيران بعدم الرد وإلا؟!
وامريكا هذه المتغطرسة تحرك لمنطقتنا كل قوتها التدميرية؛ في الوقت الذي تضحك على عقول البعض بأنها فقط للاستعراض، كي تمنع التصعيد؟!؛
أيصدّقه عاقل؟؛ وهل ستعود أمريكا بأحدث أسلحتها من دون أن تجربها على رؤوس أبناء المنطقة ومن دون ان تضرب مفاعل ايران النووي، كي تكافئ ربيبتها على إبادة غزة بسلاحها المرسل للكيان؟!؛
أقول من القراءة للمعطيات.. استحالة!!
غداً الخميس هو موعد الاجتماع الذي حدده البيان الثلاثي (الامريكي القطري المصري) ، في القاهرة.. ويقال انه سيتم فيه الإعلان عن الصفقة بين حماس والكيان الغاصب!؛
وكأن باجتماع يوم غد الخميس، سينتهي العدوان الصهيوني، والصراع، وستبرّد كل مشاكل المنطقة؛على طريق حلّها ؛
وذلكم هو الهراء عينه؛ فلو كانت أمريكا تريد التهدئة وتخفيض التصعيد، لما سمحت بقتل ما يربو عن أربعين الف فلسطيني في غزة لوحدها ومعظمهم "أطفال ونساء"، وكذا إصابة نحو مائة ألف وتشريد باقي سكان القطاع ومن دون مكان آمن فيه؛
ولكانت ألجمت هذا المجرم (النتن ياهو) عن استمرار مذابحه ومجازره والناس تصلي صلاة الفجر ، وما حادثة مجزرة الفجر عنكم ببعيد التي نفذت في اطار التخفيض المزعوم وقبلها تلكم الاغتيالات العبرة للحدود!؛
والحقيقة أن أمريكا تصحك على الأغبياء في عالمنا أو في منطقتنا، من أنها جادة بالسعي لتخفيض وتبريد مشاكل المنطقة؟!
أختم فأقول: لقد قالها حسن نصر الله إن لم تنتصر المقاومة ومحور المقاومة، فإن الكيان سيستبيح المنطقة وينفذ مشروعه الذي في كتبه وفي مخططاته؛
وأنا أقول هنا إن لم ترد ايران وحزاب الله والحوثي والميليشيات العراقية هذا اليوم ؟؛ فلن يردّوا ابداً؛
حيث لن يجدوا الفرصة للردّ؛ لأن عدوهم ابتداء من يوم غد سينتقل إلى الهجوم ؛ سيتحول من التأهب للدفاع إلى التأهب لضرب الخصم بمكانه وتدمير قواته، طالما وقد مرّ من دون ردّ اغتيالاته ؟؛
والمعادلة باتت واضحة، إما التحرير من البحر إلى النهر والاستقلال في السيادة والقرار، وإما سيطلق العنان للعربدة الإسرائيلية في المحاولة لتنفيذ تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ خارطتها الصهيونية المزعومة!؛
لكن ذلك بفض الله لن يكون.. لا يمكن أن يكون ذلك طالما هناك مقاومة فلسطينية ورجال صامدون مضحون!
غادروا تخدير انصاركم وقرروا الردّ، أو أخرسوا وارفعوا شاراتكم الحمراء والتحدي.. وسلموا لأمريكا وربيبتها لإدارة المنطقة، جزاءً لتقاعس الجميع!
-->