كل الوعود بالردود.. زمنها "اليوم"!

د. علي العسلي
الخميس ، ٠١ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٣ مساءً

في الأسبوعين الأخيرين.. جرت أحداث تؤدي إلى شقلبة كل الموازين والمعادلات.. وقد تفضي لحرب شاملة.. فتغيّر المنطقة كلها؛ أو إلى التبريد الكامل لكل مشاكل المنطقة!

ومعلوم ان رئيس وزراء العدو الصهيوني الــ (نتن ياهو) ،لا يريد ولا يرغب بالتبريد.. لأن لديه مشكلات خاصة وشخصية، ولكي يهرب منها؛ فإنه يًسُوْق كيانه والمنطقة لخراب ودمار وفوضى بمساندة ودعم ومشاركة من قبل الإدارة الأمريكية الضعيفة المستسلمة له، لإشباع نزواته وغرائزه!

فقرر الــ (نتن ياهو) الهروب للأمام بعد هزيمته وفشله في غزة.. فكانت "المُقبلات" اختيار اليمن بغرض الردع، أو توسيع الصراع وهدف الـ (النتن ياهو) جر امريكا جراً للاشتراك معه في الحرب، وبشكل علني وصريح؛

ولذلك كان العدوان على الحديدة في الجمهورية اليمنية، وقبل ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فاستهدف البني التحتية هناك، وأشعل النار في خزانات الوقود.. وكان الغرض منها ان تُرى بوضوح في كل المنطقة، خصوصاً إيران، ورأى من رأى ذلك، وأعمت سُحب الدخان من أعمت!

 في الكونجرس كان الــ (نتن ياهو) خطيباً، وقال نحن ندافع عن أنفسنا وعنكم، ووقف المجتمعون له كثيراً، وصفقوا له كثيراً، وتصفيقهم ذاك كان بمثابة إقرار من الكونجرس له بمضمون ما خطب، فقوبل بالدعم والتأييد من قبل ذلك الكونجرس.. إلا النواب المحترمون فقد قاطعوا الحضور والخطاب!

فالتقى الــ (نتن ياهو) بعد ذلك، بـالرئيس الأمريكي "بايدن" وإدارته القذرة.. ولا شك أنه اخذ منهم السلاح الذي كان يقول عليكم بالسلاح وعلينا بالحسم بشكل سريع؛ وأخذ منهم كل الدعم والضوء الأخضر للاعتداءات والاغتيالات والعربدة والإجرام بكل المنطقة.. ولأننا نحن العرب ننخدع بالألفاظ أو نأخذها حجة لتبرير تقصيرنا، وندندن عليها.. وبزياراته لواشنطن، أعطي الــ (نتن ياهو) تفويضاً باستباحة كل القوانين والقرارات الدولية وسيادة الدول والمنطقة، وتمّ تغطية ذلك بخطاب اعلامي ناعم وتضليلي، بالتهدئة والصفقة (أمريكا ترغب بها الافراج عن الرهائن في الوقت الذي تسمح باغتيال من سيوقع اتفاق الصفقة - كشفكم الله وأخزاكم!!)، وعدم الرغبة في توسيع الصراع والحرب بالمنطقة... وما إلى ذلك من جمل فضفاضة!

ولم تمر غير سويعات بعد عودته من واشنطن؛ فنفذ التفويض واعتدى على الضاحية الجنوبية ببيروت، وقتل وأصاب قادة ومدنيين؛ ثم أتبعها بشكل جنوني ومتوهر ليغتال القائد المجاهد إسماعيل هنية متحدياً لإيران وهو ضيفها الذي جاء لحضور تنصيب الرئيس الايراني الجديد؛ وهو يقوم بكل هذه الأفعال الشنيعة؛ وأمريكا تهدد أنه لو تمّ الردّ عليه والانتقام لأفعاله، فإنها ستدافع عن هذا الكيان الصهيوني المجرم!

نحن في زمن اتخذت فيه أمريكا وبعض دول الغرب قرار تربية العرب والمسلمين بتكثير القتل منهم، حتى لا تقوم لهم قائمة إن لم يكن الهدف إذلالهم وتطهيرهم عرقياً وبشكل ممنهج..

وللآسف في المنظقة إيران متواجدة وتركيا والكيان اللقىط إلا النظام العربي الرسمي ، فهو غائب أو مغيب العرب.. تعيش دوله انقساماً لم يسبق له مثيل، وداخل دوله يمارس استقطاباً حاداً "طائفياً ومذهبياً" ، وبالتالي فإن منتجه النهائي لا يخدم سوى المحور الصهيو-امريكي!

وكما يتهرب الــ (نتن ياهو)؛ ربما قرر أيضا الحوثي الهروب من التزام كان قد قطعه على نفسه بالموافقة على خارطة الطريق؛ فسيّر طائرة مسيرة "يافا" اليتيمة إلى "يافا" (تل ابيب) .. ويبدو انها أفزعت الــ (نتن ياهو)؛ ولم يكتفي الحوثي فهدد بالمزيد؛ حاولوا مراضاته واحتوائه بجعل مجلس القيادة الرئاسي يتراجع عن قرارات اجرائية قانونية اتخذها البنك المركزي؛

 والتي اعتبر الأخ الرئيس بأنه هو وإخوانه قد اتخذوا قراراً بالتراجع عنها لتجنب الوقوع بحفرة عميقة.. المهم انتفخ ريش الحوثة وزاد سقفهم واشتد خطابهم العدائي والتصعيدي رغم هذا التراجع!

وبإرسال طائرة "يافا" إلي (تل أبيب) .. وجد الــ (نتن ياهو)؛ فيها ضآلته، وفرصة له لاستعادة القوة والردع فنفذ عدواناً على الحديدة.. فوعد الحوثي بالرد القاسي والمزلزل.. تأخر الرد.. فلم نعد بعد ذلكم العدوان الصهيوني نسمع من فعل؛ وحتى عن عمليات الاستناد في البحر التي كانت معتادة.. فغاب ((سريع)) وبياناته- ربما في ذلك خير-!

وباعتقادي أن التبريد الذي دُشّن في المسألة اليمنية؛ كان فخاً مدروساً من قبل أمريكا التي ضغطت على مجلس القيادة الرئاسي، بقبول التراجع، وذلك بغرض استمالة باقي محور ايران من التصعيد؛ وارسال رسائل لهم بأن صوتهم مسموع ومطالبهم.. ها هي تتحقق على الواقع في اليمن!؛

غير أن الــ (نتن ياهو)؛ لم يكتفي بتزيين صورته بتلك النار المشتغلة لأيام في الحديدة والتي لم تجد بعد من يطفئ لهيبها بالرد الساحق الماحق .. فارتكب عندما لم يرى من الحوثي وباقي المحور رداً حاسماً يمنعه من التطاول،!

فقام بعملية جبانة لاغتيال مساعد (حسن نصر الله)، ((فؤاد شكر)) .. وفي الضاحية الجنوبية.. بتهوره "النتن"، المفروض انه قضى على الخطوط الحمراء كلها.. ولم تمضي غير ساعات حتى نفذ هذا المهووس اغتيالاً لرئيس حركة حماس وفي طهران، حيث كان ضيفاً عليها..

وبعد أن استهدف الــ(نتن ياهو)، مختلف مكونات المحور.. أليس موعد الرد قد حان؟!؛ حيث أن الكل وعد بالرد، فوحدهم ضده.. وسواءً أرادوا التصعيد أم لا.. "يؤجر المرء رغم أنفه"..

إن لحظة الصدق والحقيقة وصلنا إليها هذا اليوم، وأعتقد أنه عقب خطاب(حسن نصر الله) وخطاب (عبد الملك الحوثي) عصراً، واللذان سيركزان على الردّ الفوري تنفيذا لمرشدهم ( علي خامنئي) الذي تعهد بوجوب الثأر لهنية - يرحمه الله- .. وسيعقب الخطبتان الرد وستكون الليلة هذه ليلة ساخنة جداً كما أتصور .. فإن كانت الردود منسقة وموحدة ومؤلمة حقا.. فستخضع أمريكا وربيبتها للسلام، وستنتهي الحرب بالانسحاب من غزة؛ وإن كان الردّ محدوداً، فمحور إيران والمنطقة إلى فوضى وحروب واطماع لن تنتهي !؛

أقول لقد حان الوقت للموت العبثي أن ينتهي بالمنطقة، وأن ترد المظالم والحقوق.. وليعيش العالم بسلام..

فالرد حتماً ا قادم لا محالة.. ولكن على كيف؟! لننتظر ونرى؟!

الرحمة والخلود لشهداء غزة وكل فلسطين، والقائد اسماعيل هنية ولشهداء اليمن ولبنان وحيثما تم قتل أنفس بريئة..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي