إلا الطعن في الأعراض!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٣١ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٤ صباحاً

لقد بدأت أشعر بالاستياء العميق من شبكات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت مليئة بالكذب والتضليل، والتركيز على الوعود الزائفة.. نحن في زمن (الهلس)، والبطولات الزائفة بالرد قادم.. قادم..

 

وفي زمن الرد والرد المضاد بالاستهداف الحربي أو بالاستهداف للأعراض، وبالسب والشتم .. نحن في زمن الانتقادات الجارحة، وفي زمن الغمز واللمز والتفسير لما يكتب بغير سياقه، وللآسف تراهم لا يتحملون الرأي وهم من أقرب المقربين لفكرك ومن الذين يعرفونك عزّ المعرفة! 

 

ما يزعجني أكثر هو رؤية بعض الأشخاص الذين كنت أكن لهم تقديرًا كبيرًا، والذين لهم وزن كبير في المجتمع، ينزلقون إلى مستنقع انتهاك الأعراض. هؤلاء، الذين يُعتبرون مناضلين جمهورين؛ والذين قد يكون لهم دور سياسي في المستقبل والذين قد يتحمّلون مسؤولية في الدولة مستقبلاً،في أي من مواقع السلطات الدستورية.

 تراهم لا يتورعون عن الطعن في عرض الأخرين.. فكيف سيثق بهم الشعب؟!

 

 ويا للآسف رأيتهم يسقطون في مستنقع انتهاك أعراض المنقلبين.. يقابلهم الطرف المنقلب بحملة شعواء، بحضر أولئك والتشنيع بهم.. ولاتهام لأولئك بالعمالة، وبالسب والقدح والتهديد!

 

المهم.. أن هذا كله يحصل في زمن التقارب والاتفاقات والتباشير بانفراج الأزمة اليمنية، وبإنهاء الحرب باليمن، وإقامة سلام عادل وشامل ..

 

تُرى.. لماذا كل هذا الفجور.. وهذا السقوط غير الأخلاقي..؟!؛

 

وتُرى.. لماذا نحن اليمانيون كلما تقارب المتصارعون.. يستلُّ البعض سيوفه؟!؛

 

أتُرانا افتقدنا المنطق والحجّة، وأظهرنا عجزنا باستهدافنا للأعراض أم ماذا؟!

 

أيعقل انه في الوقت الذي يرى فيه محاولات لإنهاء النزاع في اليمن وتحقيق سلام.. نرى هذه المسلكيات والتي ليست من اخلاق اليمنيين بشيء! 

 

سؤالي هو: لماذا يتصاعد هذا السقوط الأخلاقي في وقت يفترض أن الجميع قد ملّ هذا الوضع القائم، ويبحث عن مخارج وحلول، ويتجه نحو التفاهم والسلام؟

هل فقدنا القدرة على تقديم الحجج والمنطق وصرنا نعوض عجزنا بالهجوم على الأعراض؟! 

 

أدعو زملائي في صف الشرعية إلى التوقف عن تناول أعراض الآخرين، وأحث الجميع على الترفع عن المصطلحات الهابطة والتمسك بالحوار الراقي والمنطقي. فلنستثمر جهدنا في البناء والتقارب، بدلًا من الانغماس في أعراض بعضنا.

 

والسلام عليكم.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي