الرد السعودي على التهديد الحوثي، يبدو أنه سيكون قوياً، طالما مسؤلوا المملكة في مرحلة صمت ، فالصمت هو أحد الردود المخيفة والمرعبة لقادة الحوثيين!؛ فالمملكة قد تنفذ، ولا تهدد، تصمت ولا تثرثر، فأوقف حالاً مفاعيل تهديدك ياحوثي، وعود لجادة الصواب، وارحم اليمنيين من شقاوتك!؛
ويُلخط من بيان (سريع) الأخير الصادر قبل ساعات أن جماعة الحوثي قد قررت العدوان علي المملكة؛ إذ ولأول مرّة في بيانات الحوثيين العسكرية يختتم البيان بهذه العبارة:
" إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ وبعونِ اللهِ تعالى على أتمِّ الجهوزيةِ والاستعدادِ لتنفيذِ المهامِّ المطلوبةِ ضدِّ كلِّ الأطرافِ المساندةِ للعدوِّ الإسرائيليِّ والتي تستهدفُ الشعبَ اليمنيَّ وتقدمُ تسهيلاتٍ عسكريةً للعدوِّ الأمريكيِّ والعدوِّ الإسرائيليٍّ في استهدافِ الشعبِ اليمني"..
وهذه العبارة ما كانت لتأتي لو أن عبد الملك الحوثي لم يهدد المملكة قبل أيام!؛
حين قال : " سنقابل كل شيء بمثله.. (البنوك بالبنوك)، و(مطار الرياض بمطار صنعاء)، و(الموانئ بالميناء) ...مما يعني أن الإستهداف علي المملكة قد أصبح وشيكاً جداً!؛
والحوثي بإصراره فعل ذلك، هو محاولة بائسة للهروب إلى الأمام، بتهديده للمملكة المحسوب إيرانياً، اما حوثياً فلا .. إذ انه معروفاً بأن جماعة الحوثي تعاني من تفكك جبهتها الداخلية، كما لم يسبق من قبل، فالاعتقالات مستمرة هناك لمسؤولين مهمين في حكومتهم بتهمة التجسس، والبنك المركزي اليمني مستمر بإجراءاته، ورد الفعل من مركزي صنعاء، بوقف التعاملات مع بعض شبكات الصرافة والحوالات "نجم" وغيره، والقتل فيما بين المحسوبين على الجماعة مستمر، والشعب هناك قد ضاق ذرعاً وينتظر فقط من يُشعل الفتيل!؛
وعبد الملك، قد وجّه بتهديد المملكة من إيران ، وقد فعل ذلك وهو لا يخفى أنه سيواجه ألف مشكلة ومشكلة، لانه يعلم علم اليقين من هي المملكة؟ وما هي قدراتها؟ وما هي علاقاتها وتأثيرها في العالم كله؟!؛ لكن الأوامر أتته. وإلا ما حاجته للتهديد والتصعيد، وكان قاب قوسين أو أدنى من توقيع خارطة الطريق ؟!؛
فإن لم تكن إيران، فلربما قد يكون تطويره البدائي لبعض الأسلحة، قد اغراه على التهديد، مما يعني أنه لا يعلم بقدرات المملكة التسليحي.. ولا يعرف كم أنفقت المملكة على ترسانة السلاح التي بحوزتها؟ وفقط أذكره بأن المملكة قد انفقت فقط في هذا العام 2024 ، حولي (76) مليار دولار على التسليح بحسب التقارير الدولية الموثوقة ..
فإن كان يعلم ومع ذلك يتحدى فتلك مصيبة؛ وإن كان لا يعلم فالحماقة أعظم!؛
يا عبد الملك ويا كل الجماعة، اليمن بعد حرب تسع سنوات.. ليست بحاجة مطلقاً لاستئناف الحرب من جديد.. اليمنيون محتاجون جداً للسلام مع أنفسهم ومع الأخرين.. محتاجون للإستقرار حتى يضمّدوا جراحهم، ويعيدوا الإعمار ويبنوا بلادهم من جديد بمساعدة الجيران (الاشقاء) وكل الأصدقاء .
وينبغي في هذه اللحظة التاريخية أن تتوفر الحكمة.. واليقين بأن التحدي مع عدم المقدرة حُمق ، والصبر والحلم والحكمة مع المقدرة عظمة وقوة ونصر. فلتتعظوا وتعودوا لحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتنفذوا احد مقاصده لليمنيين "الحكمة" .. ولا ينبغي أن يأتي اليمانيون الاقحاح إلا بما شهد لهم به الرسول صلوات ربي وسلامه عليه.. إلا برقة القلوب لا فظاظتها، إلا بلين الأفئدة لا غلظتها!؛
وإنه لأمر غريب أن يأتي تهديد الحوثي في الوقت الذي اتجهت فيه المملكة للسلام، وأوقفت جميع تدخلاتها في اليمن ورفضت الاشتراك مع الامريكان في البحر الأحمر، وانجزت خارطة الطريق؛
لِتُقابل بهذا التحامق من قبل الحوثة، بالتهديد والوعيد ومزيد الابتزاز؛
وعندما كانت طائراتها فوق رأس الحوثة، كانوا يحبِسُون أنفاسهم بدواخلهم .. مما يعني ان هذه الجماعة مأمورة فقط، لتنفيذ أجندة إيرانية.. وليست معنية باليمن لا من قريب أو من بعيد!؛
ثم.. بالعقل والمنطق ما قدرة وإمكانات المُهدِّد مقارنة بالمُهدَّد ،من حيث الناتج القومي الإجمالي والتطور والتسليح والعلاقات العربية والدولية.. فالبون شاسع جداً..
إن إمكانات المملكة لا مقارنة للحوثي بها .. فهي قوية ومزودة بعقل وحكمة وسياسة.. وعدوها الحوثي أحمق ومأمور، ومتهور ومتسرع..
وهنا أسأل عبد الملك الحوثي وأقول له.. ماذا جرى لعقلك يا عبد الملك؟ هل أبو كوفية (الخيزران) قد أوصلك لهذه الدرجة من الهلوسة.. فإن كان كذلك.. فلا تصدّر بلوتك إلى المملكة، فقط، استدعى القائد اللواء عيدروس الزبيدي لمعالجتك؟!
إن عدم الرد الإعلامي من قبل مسؤولي المملكة على تهديد الحوثي، ليس نتيجة ضعف وخوف.. بل قد يكونوا استعاروا من (نصر الله) بأن الرد سيكون في الميدان.. فأخذر يا حوثي إيران.. غضب المملكة، وكن حليماً ولا تتطاول على الجيران.
وإذا ما استشفينا رد المملكة من خلال بعض الكُتّاب، الذين قالوا أن الرد على تطاول الحوثي سيكون ((العمق بالعمق)) ؟!؛
وإذا ما حللنا وفسرنا هذه الجملة . فمعنى هذا الكلام أن الرد سيكون موجع. ومدمّر، وسيكون في عمق المواقع الحساسة، وفي عمق القيادات الحوثية، بل وفي عمق الورش والمخازن والحفر والمخابئ والانفاق والكهوف.. يعني ستطير رؤوس.. ارحموا أنفسكم وارحموا هذا الشعب أيها الحوثة الحمقاء!
ويعني هذا الطرح .. ان عمق المملكة خط أحمر وثمنه أرواح قادة؛ أي سيصلون لقطف الرؤوس، فكونوا باحوثة راشدين، واحفظوا كرامتكم وكرامة اليمنيين بتوقيع خارطة الطريق المشرفة لكم قبل غيركم من اليمنيين.
ودعونا نتعايش، بل وأملنا ان نكون في القريب العاجل عضو أساسي في منظومة مجلس التعاون الخليجي.. اتركوا يا حوثة ايران ومشاريعها؛ فليس منها إلا البلاء والهلاك والفوضى والتخريب.. أما البناء والإعمار والنما فلا..
أختم فأقول.. لا للتهديد.. لا للحرب.. نعم للسلام .. ولا وألف لا للإننقاء فيما يتفق عليه .. لا سبيل لتسوية سياسية تبقي الانقلابيين، وتبقي بيدهم السلاح.. وغير مقبول ابداً من شعب اليمن (اللبننة) في اليمن!؛
المطلوب والواجب ان يتعاون الجميع وفي المقدمة الجيران في استعادة الدولة وانهاء الانقلاب واستعادة السلاح.. ومطلوب من الجميع الإسهام في بناء دولة يمنية واحدة موحدة مستقلة ذات سيادة، بيدها كل القرارات الداخلية والخارجية وفق ما توافق عليه جميع اليمنيون.
واسأل من الله أن يرعوي الحوثي ويعود لرشده ويذهب للرياض للتفاهم بعيداً عن هذا الخطاب العدائي الفارسي التحريضي التعبوي والتهديدي على المملكة، والذي لا فائدة مرجوة منه بتاتاً .. والسلام عليكم..
-->