اثبتوا انهم فالحون في قتلنا!

د. علي العسلي
الأحد ، ١٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٤ مساءً

لا شك أن اغتيال الكيان الصهيوني لعلماء إيران وقاداته العسكريين جريمة، وهو مدان!

ولا شك أن اعتداء الكيان الصهيوني على السفارة الإيرانية في دمشق هو اعتداء على الاراضي الإيرانية، وهو مدان، وهو انتهاك للسيادة الايرانية، والرد حق والدفاع عن النفس واجب، خصوصاً بعد عدم تحرك مجلس الأمن وإدانته للربيبة (إسرائيل) ، فذلكم مخالف للقانون الدولي، وهذا المجلس اضحى فعلاً رهينة ومختطف بيد بعض الدول الغربية..

.. لكن في المقابل.. الرد الإيراني، كان مدروساً ومحسوباً، وحرص الحرس الثوري على ألا يكون مضراً بالكيان الصهيوني ، وحتى قيل أن الطفل المصاب الوحيد هو طفل عربي.. الإيرانيون اثبتوا انهم فالحون في قتلنا نحن اليمانيون، وتهديد دولنا العربية بالاستهداف، فالحون علينا وحدنا لا سوانا..

أصحيتم اليوم على الرد الإيراني بمئات المسيرات والصواريخ على الكيان؟؛ هذا الاستهداف الرمز، قد يكون أفاد فقط الكيان الصهيوني في تسويق نفسه من جديد، بعد أن كان العالم قد عزل هذا الكيان وغضب من إبادته لغزة..

 وأنتم تعلمون أنه فوق ستة أشهر عدوان ظالم غاشم مورس فيه كل انواع الإبادة البشرية على أبناء غزة، وايران في كل تلك المدة لم تطلق رصاصة واحدة، بل مارست ضبط النفس ولم تهدد ولم ترد على الكيان الصهيوني كما ردّت على قنصليتها المستهدفة في دمشق..

وحتى وهي وقد قررت الردّ، كان المتضرر هو الأردن والعراق ولبنان وسوريا وليس الكيان الصهيوني، بحسب التقارير الإخبارية!

وتحسباً للرد الصهيوني المتوقع والمؤلم الذي سيأتي؛ وهو خطط له وتدرب الكيان الصهيوني لمحاكاته منذ سنيين، ولربما وجده (النتن ياهو)، فرصة سانحة ومتاحة الآن للتنفيذ، حيث ستضرب دويلة (اسرائيل) الترسانة الصاروخية والمسيرات الإيرانية، وكذا المفاعلات النووية، كي يبقى الكيان الصهيوني متفوقاً في المنطقة، وشرطيا لما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وحده دون منافس.. كل ذلك قد أعد الكيان الصهيوني له العُدّة، بعد أن سرق هذا الكيان كل أرشيف الملف النووي من داخل إيران..

وإيران وهي تنتظر الرد المزلزل، لم تجد من تهدد سوى دول المنطقة وليس تهديد الكيان الصهيوني الإزالة، كما هو ديدن خطابهم دائماً، ومن أن فيلق القدس جاهز ومستعد لإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة!

وعلى كل حال.. هاهم يا عرب، الغرب ينفخون إيران ويضخمونها كما ضخموا ونفخوا الحوثي.. انظروا إلى مقدار التفاهم بين الغرب وايران، وليرتفع صوتكم وتحافظوا على حماية مصالحكم وأمنكم واستقراركم.

 فكما أبلغت أمريكا الحوثي بمواعيد ضربها وأماكن الضرب، وأعطتهم الوقت الكافي لنقل الأفراد والمعدات والمسيرات والصواريخ، وشوهد ذلك من قبل كثيرين، ثم حصلت الضربة..

وها هي إيران ترد الجميل، فتبلغهم بموعد الرد وأماكنه ومداه، وبعد الضرب بثوان، أعلنت انتهاء العملية من قبل مندوب إيران في الأمم المتحدة، وقبل وصول المسيرات والصواريخ إلى أهدافها بساعات.

إصحوا يا عرب ودافعوا عن مصالحكم.. أنتم غائبون ومغيبون، وأنتم المستهدفون .. فلم نرى على الشاشات سوى العلم الإيراني والصهيوني، يتنافسون لأن تكونوا تابعين لهم، فأنتم بالنسبة لهما أرض مشاعية ومواقع استراتيجية لا تستحقونها..

ويقال أن الوكلاء هم الحاجز الذي كان ينوب عنهما في الصراع طوال المدّة الماضية (فوكلاء إيران هم:الحشد الشعبي، حزب الله، والحوثي؛ ووكلاء الصهاينة هم: أمريكا وبريطانيا ومن لفّ لفهما)، كان كل شيء ينفذ من خلالهم، ، رسم المعادلات الميدانية، وضبط الإيقاع وعدم الخروج عن السيطرة، وكان الصهاينة ويعتمدون على وكلائهم ويتحدون بهم ويؤذون المنطقة كلها بهم.. وهم ككلبين ينبحان بقوة عند وجود الحاجز وما ان يتقابلان وجهاً لوجه يسكتان تماما ويتفاهمان.

وكاننا فيما نلاحظ ونشاهد ان إيران والكيان تحسبهم اعداء وقلوبهم مجتمعة على تقاسم وطننا العربي..

ولله درك يا غزة الفاضحة.. فقد كشفت المزايدين والمدّعين بالوقوف معك ومساندتك، وقد قامت قائمتهم ولم تقعد على استهداف قنصلية، بينما تركوك تُبادين طوال المدّة الماضية دون أن يحركوا ساكناً.. الله وحده من سينصرك وينتصر لك ممن خذلوك طوال مدّة العدوان الصهيو-امريكي!

 وحان الوقت بفضل الله أن تحل عليكم عناية الله بأن توقع بين المجرمين، ويدفعوا ثمن عدوانهم عليك.. فنصرك صبر ساعة من الله وليس منهم..

أرى أن الأمور ستنزلق، ولن يستطيعوا ان يخضعوها لتحت السيطرة.. فالرد الصهيوني آت.. آت.. والمفروض أن إيران لا تنتظر حتى يقع الفأس بالرأس، كما حصل ضد المفاعل النووي العراقي، وأن يستمروا بموجاتهم لتأديب الصهاينة، لا بتهديد دول المنطقة، إن كانوا حقا صادقين وغير متخادمين..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي