من يدفع ثمن الغزل "الأمريكا-إيراني"؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٥ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٥ مساءً

 

إن الأزمة باليمن، بدرجة اساسية هي يمنية صرفة، والخارج لم يأتي إلا بطلب الشرعية، ولواجب الامن القومي، أو بسبب ارتهان بعض الانفس اليمنية لدولة ايران الفارسية؟!

وعليه، فحلّها ايضاً يمني، وبنسبة تسعين بالمائة؛ إما سلماً وهذا اصبح شبه مستحيل نتيجة لتفرعن الحوثي، الذي استفاد من العشرة في المائة الخارجية، حيث بالاضافة لنهبه لسلاح الدولة، فإن ايران قد سلّحته بشكل يفوق ما عند السلطة الشرعية!؛ وايران هذه.. أرادت أن توظف مشكلة اليمنيين، لحسابها من أجل السيطرة على المنطقة والبحار اليمنية!

فلا يلومنّ احداً المجتمع الدولي،بل ينبغي مساء صباح جلد ذاتنا وتقصيرنا واتكالنا.. إذ لا يجدي لوم المجتمع الدولي طالما نحن منتظرين له ان يحلّ محلّنا، فلا فائدة مرجّوة من ذلك، بل إن أردنا أن نلوم ونعاتب، فيمكننا فعل ذلك وبراحة ضمير تجاه السلطة الشرعية، التي لم ولن تتعلم من الدروس والعبر؛

 ولم تعمل بمضمون الحديث الشريف، (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)، فهي قد قبلت على نفسها أن تلدغ منذ انقلاب الحوثي ولغاية اللحظة!؛

ومعنى الحديث أنه ينبغي الحذر من الخداع مرة اخرى إن خُدعت، أو ضُحك عليك.. أما شرعيتنا فلم تحذر وقد خدعت وضحك عليها عشرات المرات، ومعنى الحديث ايضاً توقّي الشّر دوماً ممن يخادعك، والتوقّي لا يمكن إلا بازالة الشرّ، أي بإنهاء انقلاب الحوثي وإنهاء سيطرته وتحكّمه، وهذا واجب وطني على السلطة الشرعية والجيش الوطني!

فقضية عسكرة البحر الأحمر، لا ينبغي تحميلها الغرب والمجتمع الدولي، بل ولا نلومهم على التخاذل أو التذاكي الموجود والواضح، بل اللوم كل اللوم على من استجابوا من صف الشرعية ونفذوا طلبات امريكا، وهم يعلمون علم اليقين بانها تتخادم مع الحوث-ايراني!؛

ويعلمون كذلك أن تذاكي الأمريكان والايرانين والحوثيين قد كلف شعبنا لا غيره، الموت والقتل والمتاعب والتهجير والتشظي، وشغف العيش ولا يزال!

ومهما قيل عن تضرر العالم باستهداف الحوث-ايراني للىسفن وتعطيل الملاحة البحرية، فكلها (مادية) حتى اللحظة، وضرر جزئي، ولا تساوي شيئا أمام إزهاق الآلاف من أرواح اليمنيين، أي امام ما دفعه اليمنيون وما قد يدفعونه إذ استمرينا باللوم والتحميل والتخلي عن تحمل المسؤولية.

 لا ينبغي التفرج على الغرب والحوثيين، فقط لانهم كانوا متماهين ومتواطئين مع الحوثي!؛ الحوثيون يمنيون ومسؤولية ازالة ضررهم معني به اليمنيون لاسواهم.

وعلى السلطة الشرعية اليوم ان تتخذ المواقف الصائبة وتستفيد من المتغيرات المحيطة، وما كانت قد استجابت له مراراً وانخدعت به، وواجهت ضغوطا بشأنه، أظنها اليوم متحررة منه، ولن تواجه تلك الضغوط بسبب تهوّر الحوثي وتصعيده، فقط الامر يحتاج لقرار يتخذ بشكل مدروس ومحسوب فيه النتائج والعواقب.

وبإمكان السلطة الشرعية، اليوم، ورأسها مرفوع أن تحاجج وتقنع بأنها كانت على صح هي والتحالف العربي، وأن من كان يضغط عليهما هو المخطئ .. فلقد استجاب التحالف لطلب الشرعية لانه أدرك خطورة الحوثي المنفوخ ايرانياً، فدافع عن اليمن ولا يزال، وبدفاعه عنه، فهو في الوقت ذاته دافع عن دوله والمنطقة والعالم.

واليوم وقد استيقظ العالم، فإن اللحظة قد حانت لدعم حقيقي للسلطة الشرعية، لتسليح جيشها الوطني، كي تحرر بلادها من وكلاء ايران المعتمدين باليمن، وتدير ثروتها وسيادتها على كامل اراضيها، وتعيش مع بقية العالم بأمن واستقرار دون ابتزاز أو ارهاب من الوكلاء أو الراعية لهم ايران!؛

حان الوقت لأن يدعم العالم خيارات اليميين في بناء دولة ديمقراطية اتحادية!

إن الأولوية ليوم للشرعية، حماية اليمن وممراته البحرية، والتقدم بطلب سريع لدول العالم، الدعم والتدخل لانهاء التلوث البحري جراء اغراق الحوثي لسفينة تحمل مواد قد تكون مضرة للبيئة البحرية.

ولتعلم السلطة الشرعية، أن اليمن شريك رئيسي في أمن وحماية البحر الأحمر،هذا إن كان المعتدي خارحي؛

أمَا وأن المعتدي هو محلي الجنسية، ايراني الصنع، فعليها تقع المسؤولية كاملة.. والعالم عليه أن يتجاوب معها ليزودها بالمتطلبات الضرورية، وعليه أن يرفع من قدراتها العسكرية والأمنية ومساعدتها لانجاز هذا الهدف وفق الدستور اليمني الموجب عليها حماية البلاد وضمان سلامة اليمن ومياهه الافليمية ونظامه السياسي.

لقد بان (المستخبي)، ظهر وبان الغزل "الامريكا_ايراني"، حيث هاتان الدولتان تتغازلان في اليمن بحراً وجواً وبراً، وهما تجرّبان اسلحتمها في بحرنا وأجوائنا وأرضنا!؛

 ولتعلما أن غزلهما ليس بالورود، بل بدماء زكية طاهرة وأرواح يمنية ترتقي بسبب هذا الغزل.. ولتعلما بان غزلهما قد تسبب بحدوث ضرر جسيم على الدولة اليمنية ووحدتها وسيادتها وامنها واستقرارها.

لتتحرك الشرعية وتنهي هذا الغزل المميت بعلاقاتها الدبلوماسية إن استطاعت في اقناع امريكا بخطأ تصرفاتها في المدة الماضية، وبالشكوى الى مجلس الأمن بتدخل ايران في الشأن اليمني الداخلي..

فاللحظة مواتية للتحرك..بل ومواتية أكثر لتحرير الحديدة أولاً، لجس النبض، وللتأكد من أن امريكا قد نضجت ولم تعد تتغزل بايران، وقد اثمرت أحداث البحر الأحمر الفراق بينهما!؛ أم انه لا يزال للود والمحبة بينمها متسع، رغم الضرر الذي لحق بامريكا" سمعة واستهدافا للسفن والبوارج"!

اليوم السلطة الشرعية المعترف بها دوليا، وكل دول الغرب المتضررة من الحوثي متوحدين في وجوب منع تعطيل حركة الملاحة في هذا الشريان الحيوي للتجارة الدولية، وعلى الجميع وفقا لهذا التوحد اعطاء "الخبز لخبازه"، فلن يتم منع الحوثي الا عبر استعادة مؤسسات الدولة والمناطق المخطوفة من قبل الحوثي، ولن يحصل ذلك إلا عبر الجيش الوطني وتشكيلاته المختلفة، وهذا يستدعي تسليحه ورفع قدراته من قبل دول العالم!

 ومصلحة اليمن والعالم ايضاً، ألا تكون ايران اللاعب الرئيس في منطقتنا، فإن تركت تتعربد، فسياتي اليوم الذي ستبتز به العالم، وستغلق المضيقان معاً،(باب المندب، وهرمز).. وها هي تحاول اليوم بوتيرة عالية غلق باب المندب عن طريق الوكيل الحصري باليمن "الحوثي".

فلعبة الغزل" الامريكا-ايراني" غير العفيف المدمي يمنيا، ينبغي توقفه الآن،لأن الفاتورة اليمنية المدفوعة كبيرة جداً؛ فليتوقف التحرش "الامريكا-ايراني" باليمن؛

وممكن ان يحصل هذا، لو أن الأمة الامريكية هددت الرئيس (بايدن) بعدم التصويت له في الانتخابات القادمة،في حال ان حكومته أبقت على مغازلة ايران على حساب دماء شعوب اخرى.. على الحكومة الأمريكية انهاء مربع الغزل الدامي في منطقتنا، فقد أثبت انه ضار ليس لمنطفتنا وامتنا، بل على السلم والامن الدوليين!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي