حِراك يرفع الأمل إلى الأعلى!

د. علي العسلي
الأحد ، ٠٣ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٤ مساءً

لقد حظي تعيين الدكتور احمد عوض بن مبارك رئيساً للوزراء، بدعم واسناد من قبل رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ومن الدول الداعمة للشرعية، وبخاصة من الإخوة الاشقاء في المملكة، الذين بادروا عقب تعيينه مباشرة باطلاق الدفعة الثانية من المنحة.

ومن المعطيات الماثلة، يبدو أن هناك توجهاً حقيقياً لبناء نموذج يحتذى به في اليمن مُنْطلقهُ من العاصمة المؤقتة عدن، ندعم ذلك ونؤيده؛ وبذلك قد يسجل تجاوزاً للمعاناة والمعيقات التي واجهتها حكومة الدكتور معين؛ ولعلّ زيارات رئيس الوزراء احمد عوض للمرافق، هي فاتحة وإيذاناً بانتهاء تلك الصعوبات!؛ والمنع غير المعلن من التحرك للسلف، وبعض وزرائه!

إن تعيين الدكتور احمد عوض تزامن مع تقديم مصفوفة الرئيس لأولويات المرحلة المقبلة، وشرحها من قبل الاخ الرئيس في اجتماع خاص خصص لهذا الغرض في العاصمة المؤقتة عدن.. ليدل على الدعم المقدم لدولة رئيس مجلس الوزراء، من قبل رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي.

بهذا الدعم يستطيع الدكتور احمد عوض، امتطاء صهوة فرس مصفوفة أولويات الرئيس باقتدار وحكمة وتبصر، لا بإهانة المؤسسات والتي من اهدافه المعلنة إعادة الهيبة لها، إذ يمكنه الإصلاح والتغيير دون الاعلام والتشهير.

وجميل، أن اعلن دولة رئيس مجلس الوزراء من أن مصفوفة الاخ الرئيس والأهداف الموضوعة فيها، هي أهداف وبرامج تنفيذية عملية لحكومته!؛

 وحسناً، أن افتتح رئيس الوزراء عمله بالاتصال بمحافظي المحافظات المحررة، ليدل على اهتمامه بالسلطات المحلية وبالتالي الملامسة المباشرة لأولويات الناس وحاجاتهم الملحة،من أجل توفيرها وتقديمها!؛

كما أتمنى عليه ألا يهمل المحافظات غير المحررة وحاجات مواطنيها، فالاتصال واللقاء بمحافظيها اهم وأبلغ من أجل استنهاضهم في السعي لاستعادة المناطق المخطوفة في نطاق مهامهم.

والأحسن هو، أن أخرج الدكتور احمد عوض، ملف الكهرباء والأمن الغذائي من الدرج إلى طاولة مكتبه، ورفعهما من توصيفهما كخدمتان تُقدمان للناس الى مرتبة أمن قومي، يستدعي استنفار كل الإمكانات والطاقات لتحقيقهما واقعاً!

ولا شك أن بداياته جداً رائعة ومهدّفة، وتحمل في طياتها رسائل عدّة من بينها؛ الاتصال المباشر بالمواطن وتلمس حاجاته، والاتصال بالموظفين والتعرف على اعمالهم وجهودهم او تقصيرهم، كذلك اشعار الجميع بأن نجاح الحكومة مرهون بنجاح تحركها للعمل من الميدان ومن مكاتب الدولة في العاصمة المؤقتة عدن.

وكذلك من رسائل زياراته؛ استنهاض جبهة الرقابة كي تؤدي واجباتها، وجبهة الايرادات، في مضاعفة الجهود لتنمية وتحسين ايراداتها، وجبهة الخدمات، في أن تؤدي دورها بكفاءة عالية وبأقل كلفة ممكنة، وحبهة الوعي، في ان تسهم مع الحكومة في تعلية الاستنارة وتقديم المشورة، وعرض الافكار الخلاقة، وحل المشكلات بطريقة علمية منهجية.

وهناك رسائل عدّة اخرى ، قد تشغل بال رئيس الوزراء واهتماماته؛ فهي إذاّ زيارات تفعيل واستكشاف وتلمّس، ثم رسم خارطة للحلول والنهوض!

وجميل جداً، أن زار رئيس مجلس الوزراء مصلحة الجمارك النموذج الناجح، وشكراً له على ثنائه للجهود والتنظيم المبذول واستحسانه لأداء كوادرها.. هذا الذي قمت به هناك يجعل تلك المؤسسة قدوة لأخواتها، وبهذا يا دولة رئيس الوزراء أنت تعيد هيبة المؤسسات، في إعطاء كل ذي حق حقه، المكافئة ولترقية للمتفانين المخلصين في أعمالهم، والحوافز لمن يسهرون على زيادة تحصيلاتهم، وللمنتظمين في العمل، والشهادات، على الترتيب والتنظيم والتأهيل لقيادات المؤسسات الناجحة!؛

تمنياتنا لمصلحة الجمارك وغيرها من المؤسسات، مزيد التألق ومزيد الإنجازات.. إذ يعدّ أي نجاح لهم،هو نجاح للحكومة بقيادة الدكتور معين عبد الملك سعيد في المدة الماضية، وان شاء الله مستمرين بقيادة الدكتور احمد عوض بن مبارك على نفس المنوال، في العطاء والنجاح! 

وأعجبني حقيقة زيارته لجامعة عدن والحديث معهم في اجتماع مجلس الجامعة عن هموم اليمن وتحدياته، والقضايا وفهم الناس لها،واستمع كذلك لجزء من معاناة عضو هيئة التدريس ومؤسسات التعليم.

 ولا شك أنهم شرحوا له حال جامعتهم والاعتداء على بعض اجزائها من بعض المتهبشين على حرمها، وأوضاع أعضاء هيئة التدريس عموماً ومدى تأثرهم بارتفاع مستوى التضخم وتدهور العملة وثيات رواتبهم، فما بالكم والحال أشد عند من لا يستلمون منذ عدة سنوات وهم الأكثرية في الجمهورية( معظم موظفي الدولة والأكاديميين)!؛

كنت مستمعاً جيداً لما قاله في الجامعة، كان حديثا مؤثراً جداً، ومن القلب الى القلب، كان شرحاً تفصيلياً صادقاً، بيّن فيه ان الحكومة لا تعمل في ظل أوضاع طبيعية، وكأن السلام قد حلّ على اليمنيين، بل هي تعمل في ظل الحرب المستمرة المفتوحة من قبل الحوثيين على كل اليمن، وبالتالي تهديدهم المستمر. وطالب الجميع للعمل معاً للانتصار لقضايا الناس وتقديم أهم الخدمات.

 كنت أتشوق للسماع منه الى توجيهات صريحة للوزراء المعنيين، طالما وقد أقر بحق الاستاذ في البحث والترقية والتسويات والتفرغ والعلاوات والتأمين الصحي، وغيرها، لا أن يوعد بالتوجيه بشأنها بالتدارس مع الوزراء المعنيين!!؛ وأناشده هنا بأن يشمل اعضاء هيئة التدريس وكل منتسبي الجامعات الحكومية جميعاً بتفكيره واستراتيجياته وأولوياته، كي يحقق النحاح المؤمل والمنشود!

ثمٌ.. إن الشيء المهم يا دولة رئيس مجلس الوزراء لتنمية الموارد ولاستقرار الاقتصاد؛ ومعالجة الاختلال المرهق في سعر الصرف الذي هو الهدف الأكثر الحاحاً في هذه المرحلة، إذ لابد من السعي لتثبيت سعر الصرف الذي هو في تصاعد مخيف كالمتوالية الهندسية، ولا يمكن تثبيته بالتقشف لوحده، بل بضرورة ووجوب استئتاف تصدير النفط والغاز باسرع وقت ممكن، حتى ولو أدى ذلك إلى استئناف الحرب؟!؛فمن غير المقبول أن يحقق الحوثي غاياته في منع التصدير أثناء "الهُدن" والشرعية تسلم بها كأمر واقع .. فمسألة استئناف تصدير النفط والغاز هي ضرورة -وليست ترفاً-، للوفاء بالالتزامات الحتمية، وللاسهام في تنمية القطاعات غير النفطية.

وفي كل الاحوال نبارك لكم حراككم وزياراتكم لمرافق الدولة المختلفة، التي لاشك ستحفز المؤسسات في تحسين أدائها، وزيادة مواردها، اضافة إلى تفعيلكم لها باتخاذ حزمة من الاجراءات والتشريعات والتدوير الوظيفي وغير ذلك من الاشياء التي تنوي يا رئيس الوزراء اتخاذها!

ولإعلامكم يا دولة رئيس مجلس الوزراء، من ان حراككم قد أثمر في تحريك وسائل الاعلام الرسمية، فبعد ان كانت القنوات تكافح كيف تغطي برامجها للاستمرار وللحفاظ على البقاء لغياب المسؤولين وتهربهم من الظهور. هاهي اليوم تغطي تحركاتكم وتتبنى خطاباً موحداً إسهاما في أولوياتكم في ذلك.

 وتحتاج هي الأخرى للاهتمام وإدراجها في أولويات الحكومة ورفدها بالموارد التشغيلية ودفع رواتب موظفيها بانتظام، لما يمكنهم من أداء عملهم بكفاءة واقتدار!

في الختام.. ينبغي المؤامة بين الموجّهات والتوجّهات، بين الخطط المتكوبة (المرفوعة)، وبين ترجمتها على الواقع، فعلى الواقع توجد أشياء أخرى!؛ 

نسأل الله لك السداد والاستمرار فيما بدأت به في ترجمة مصفوفة الأخ الرئيس على الواقع، من اجل إحداث نقلة نوعية في أداء الحكومة، ولخلق نموذج يُفتخر ويُتباهى به، لا بل ويُعايَر به المنقلبين الذين يقتربون من السنة باعلانهم عن التغيير الجذري، وهم حبيسي فساد وإفساد مشرفي ومتنفذي جماعتهم!؛

وإني لأشعر بالفعل بأن توجه ما جديداً سيمضي.. واستبشاراً بالخير سيحصل.. ونموذجاً سيتخلّق ويحتذى به.. وأشعر كذلك بأن منسوب الآمل والثقة عند الناس سيرتفعان إلى الأعلى!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي