هل أخطأ الهدياني..أم سقطت بي بي سي؟

ماجد الداعري
الخميس ، ٢٥ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٥ مساءً

هل أخطأ الزميل علي الهدياني، السكرتير الصحفي والاعلامي لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي،بموافقته بحسن نية، على طلب الإعلامية بقناة بي بي سي نوال المقحفي، لتنسيق حوار تلفزيوني لها ببرنامج (نيوز نايت) الحواري

فخدعته واكتفت بنشر مقاطع مقتطعة من الحوار ومنتجتها بعناية خبيثة لغرض الاساءة للرجل محاولة إظهاره وكأنه متهم بأخطر ملفات جرائم الاغتيالات بعدن؟! ام ان العيب والخطأ على من اساء استغلال هذه الثقة بهذه الطريقة الخارجة عن كل قيم المهنة وأخلاقيات العمل الاعلامي!

 

وهل التلاعب بالإضاءة واللوكيشين لتعمد إظهار الضيف وكأنه في غرفة تحقيق، عمل لائق ومقبول بقناة عالمية بحجم بي بي سي عربية أيها الزملاء!؟

وهل كان على القائد الزبيدي ان يبلع لسانه ويفقد ثقته وتوازنه أويرفض الرد وإكمال المقابلة أويقبل بمغادرة الاستوديو..ام يواصل الحديث والرد بتلقائيته المعتادة،كما أصر على ذلك بكل صلابة ورفض كل محاولات سحبه وإيقاف المقابلة، وبغض النظر عن توفقه بالرد والحديث من عدمه!

 

والخلاصة أن الزميل الهدياني، صحفي بلغ العالمية بكل جدارة وشرف وكفاءة واقتدار عمل ونشر تقاريره في صحف عالمية باللغة الإنجليزية التي يجيدها بكل براعة وإتقان ووجوده ضمن فريق الزبيدي مكسب للأخير لا يقدر ثمنه ويعرف قدره احدا أكثر منه كمستفيد منه وليس العكس. 

 

ولذلك فلا يمكنني الدفاع الاجوف عن الزميل الهدياني والزعم بأنه خارق الإمكانيات والقدرات، وإنما الاعتراف بأنه ليس اول ضحية لحسن ثقته بالزملاء وجميل تعاونه ومساعدتهم، وإنما سبق وأن وقع قبله جهابذة الإعلام ووزراء وكبار طحاطحة مساعدي زعماء وملوك وامراء، ودفع بعضهم حياته ثمنا لذلك، وليس مجرد خيانة زميلة استغلت حسن الثقة فيها ففجرت كعادتها في محاولة استعراض وقاحة أسئلتها وخروجها عن كل قيم المهنة وسياقات العمل الاعلامي وليس موضوع ذلك الحوار الذي أجرته في يونيو 2023 بلندن ولم تنشره القناة حتى اليوم، كون الهدف منه كان مقتصرا على تلك الجزئية المفخخة لمحاولة الصاق تهمة او علاقة له وكيان سياسي يترأسه بجرائم اغتيالات، بجريرة أنه مدعوم من دولة تحاول القناة البريطانية الموجهة استخباراتيا تصفية حسابات قذرة معها، وعلى حساب الجنوب المحكوم واقعيا منه ودون أي اعتبار لمكانته كشخصية حكومية بمستوى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحاكم للجمهورية اليمنية باعتراف المجتمع الدولي.

 

لا يحتاج الهدياني إلى أي دفاع من احد عن غلطته

ولا إيجاد مبررات لموقفه الذي كان أول من اعترف بخطئه فيه وسارع مبكرا وبكل شجاعة لتقديم استقالته بكل ود واحترام إلى الزبيدي، وتأكيد استعداده لأي تحقيق او محاسبة أو عقوبة على خطأ غلطته الناتجة عن حسن ثقته بزميلة إعلامية كان يعتقد انها بحجم ومكانة قناة تمثلها، وعند مستوى الثقة،وأنه مستعد لخدمة الجنوب وقضيته من اي مكان كان، قبل أن يتفاجأ بأن القائد استاء من طلبه اعفائه أضعاف ردة فعله واستيائه من سقوط القناة واسئلة محاورته التي كان يعرف من وقتها انها غدرت به بعناية مدروسة وتسعى للاساءة اليه والتسويق لنفسها على حسابه، ولم يكن متفاجئا اطلاقا مما نشرته من مقاطع ترويجية لها على حسابه، بل كان يستغرب من امتعاض سكرتيره الصحفي وزعله مما حصل،

وبالاخير.. فلا شك أن الزبيدي وسكرتيره الاعلامي قد أكلا المقلب بكل مرارته ولا يحتاج اي منهما لتبرير موقفه، بقدر مانحتاج جميعا إلى أن نضع أنفسنا في موقفهما والكل يعرف إمكانيات قناة اخبارية عالمية بمستوى إمكانيات وعلاقات بي سي سي حينما توجهها دولة عظمى لخدمة هدف ما، او للقيام بمهمة تحقيقية موجهة لتصفية حسابات مع جهة او دولة ما، كما فعلت في تحقيقها الاستقصائي عمن يقف خلف جرائم اغتيالات شهدتها عدن 2016—2018م، وبغض النظر عن صدق ما توصلت اليه من عدمه، الا ان ما جرى من نشر مشاهد ولقطات ماقبل التصوير وبطريقة مهينة يظهر فيها شخص يمر لثلاث مرات أمام الكاميرا لمحاولة التمويه بأن الكاميرات لم تبدأ التصوير بعد، والتلاعب بالإضاءة و استقدام إشارة لقطة بداية التسجيل الرسمي للحوار وكأنها كانت فعلا تمهيدا لبدء حديث الزبيدي ورده الاستغرابي من جرؤة اسئلتها ومحاولتها انتزاع إجابة منه عن تورط الإمارات بدعم مرتزقة أمريكان لتنفيذ جرائم اغتيالات بعدن، بحجة انها تحت حكم مجلسه الانتقالي واقعيا وبدعم إماراتي، وغيرها الكثير من الأمور الغير مهنية، لا تمت للحقيقة ولا تليق برسالة الإعلام وقيم العمل الاستقصائي وشرف العمل التحقيقي عموما.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي