لا يقولنّ أحداً إن ردّ الجيش الوطني على تصعيد الحوثي ضدّ الشعب اليمني واستعاد الحديدة وتعز والعاصمة صنعاء ؛ أن ذلك هو بسبب موقفه من العُدوان على غزة!
فلا علاقة لهذا بذاك.. ومعروف أن السلطة الشرعية والحكومة كانتا حتى قبل منع هبوط الطائرات في المخا ومأرب، منفّذتان للهُدن، ومن جانب واحد، وضابطتا نفسيهما على مدى عامين،عُمر الهُدن.
كانتا مع التهدئة وبقيتا تتعاملان إيجابياً مع كل المبادرات والتحركات، علّها تجد مخرحاً للتوصل لسلام شامل وعادل!
وعلى الرغم من تكرار الخروقات الحوثية لفوق الحد المتحمّل، فقد التزمت الشرعية ضبط النفس طيلة المدّة الماضية.
إن خروقات الحوثي، ليس أخرها ضرب الموانئ والاعتداء على الجيران وقتل عدد من البحرينيين على أراضي المملكة، وانما هاهو يمنع هبوط الطائرات على مطارات مناطق سيطرة الشرعية.
وفي الحقيقة لم يمر أي اسبوع من خلوا خروقات الحوثي للهُدن، خصوصا على تعز والضالع ومأرب، فضلا عن اطلاق الصواريخ البحرية إلى البحر الأحمر وخليج عدن وحضرموت، إلى غيرها من الاماكن،تسببت كلها بقتل وجرح المئات!
ولقد ثبُت أنهم فعلوا أثنا الهُدن مالم يتجرأوا على فعله أثناء المواجهات!
فقد استهدفوا موانئ النفط عصب حياة اليمنيين وأوقفوا التصدير وتسببوا بأزمات لا حدّ لها!
ومؤخرا أعلن الحوثي اشتراكه مع غزة نصرة لها واستهدف البحر الأحمر بالبداية لهدف واحد معلن هو رفع الحصار عن غزة.
ومع تحرك امريكا وتشكيل تحالف الازدهار في البحر الأحمر أضاف الحوثي هدفاً أخر هو ضرورة وقف العدوان على غزة.
ومن منّا لا يتمنى تحقيق ذلك بالضغط الدبلوماسي، أو بدعم وتسليح فصائل المقاومة في غزّة وفلسطين عامة..
فالعُدوان لايُردّ إلا بالقوة، وخصوصا بعد الإنحياز الكامل وغير المُقيّد من قبل الولايات المتحدة الامريكية لــ(دويلة اسرائيل)!
ومع رفضنا التام لعسكرة البحر الأحمر بسبب منع مرور السفن من قبل الحوثي والتي لم تحقق أي من الهدفين المذكورين سابقاً؛
إلى التدخل الامريكي البريطاني الذي نرفضه وندينه، فلو كانت امريكا وبريطانيا وهما المتسببتان ببقاء الحوثي والحفاظ عليه طوال السنوات الماضية،جادتان بتصنيف الحوثي كمنظمة ارهابية.
فإن ذلك يترتب عليه دعم وتسليح السلطة الشرعية والجيش الوطني لاستعادة الدولة ومؤسساتها وموانئها، وهذا مالم يحصل و-ربما-لن يحصل!
فلو فعلا ضغطت الدولتان (بريطانيا وامريكا) على كيانهما المصّطنع في قلب وطننا العربي، لانهاء عدوانه وحصاره على غزّة.
وكذلك لو سلّحتا الجيش الوطني وخفر السواحل اليمنية الشرعية ،لأدى ذلك إلى استعادة المغتصب من قبل الحوثي إلى حضن الشرعية، ولمرّت السفن بسلام بحسب الدستور اليمني في الحفاظ على السيادة الوطنية، ووفقاً لقانون البحار ايضاً!
وعلى الرغم من أن التحرك الامريكي البربطاني محدود ووقائي، وليس بحرب ضد الحوثي وردود الحوثي كذلك.. إلا انتا نطالب بسرعة عودة الهدوء للبحر الأحمر ومرور السفن وخروج كافة القوات البحرية من مياهنا سواءً أكانت امريكية_ بريطانية أم إيرانية!
في خضم هذا التحدي الحوثي اعلاماً لأمريكا وبريطانيا من أجل التحشيد والاستقطاب، لأنه لو كان صادقاً في تحدّيه، فالمفروض انه يهدأ ويعمل على تحييد الجبهة الداخلية، لا إشعالها؛
غير أن الحوثي المستفز قد صدّق تمثيلية تحديه،ورأى من دلال امريكا معه، وعدم القساوة في عملياتها ضده..
يرى في ذلك فرصة سانحة له ليس لانهاء انقلابه وانما للزحف باتجاه مناطق سيطرة الشرعية للاستيلاء عليها. وامريكا باعلانها عن تحالفات وتنفيذ عمليات شكلية غير مؤثرة؛
قد أغرت الحوثي في التصعيد باتجاه مناطق سيطرة الشرعية، وها هو اليوم الحوثي يهاجم شبوة .. فعلى الشرعية بدل صد الهجوم، أي الاكتفاء بسياسة الدفاع،عليها ان تتحول إلى سياسة الهجوم بكل الحبهات. بكل قواها وتستعيد الحديدة وتعز والعاصمة صنعاء!
واعتقد أنه بعد استهداف الموانئ، وتحقيق منع تصدير النفط، واغلاق الأجواء اليمنية، ومنع هبوط الطائرات، فهذه حرب كاملة الأركان على اليمنيين كما حرب اسرائيل على غزة تماماً..
وصار لزاماً وفوراً تفعيل الخيار الثاني الذي كشفه الاخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي لنائب تحرير صحيفة عكاظ السعودية الاسبوع الماضي، والقاضي بتحريك كافة الحبهات من خلال ((غرفة عمليات مشتركة لجميع القوات_اليمنية)) لإستعادة الدولة بعد أن أفشل الحوثي الوساطات والمبادرات وخارطة الطريق السعودية.
اختم فأقول.. الحوثي بحاحة لقرار حسم وإرادة فولاذية لانهاء انقلابه، ولقيادة موحدة تقضي على استفزازاته المتكررة، وتكسر جموحه العدواني، وتصعيده المستمر المستفز نحو الداخل اليمني!
-->