حول المُتداول!(4)

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٩ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠١ مساءً

وعلى الرغم مما قيل وما سيقال، فإن مريكا لا تزال مصممة على تدليل الحوثي رغم استهدافه المستمر لسفنها التجارية، لأن أمريكا الإرهابية، ترهبها القوة واستخدامها ضدها.

وثبُت أن حساسية الامريكان تجاه الحوثي ليس كما حساسيتها تجاه داعش والقاعدة وتنظيم الدولة.. ولذلك يُرى هذا الدلال واعطاء الفرص للحوثي،لا بل توصيف أن ما يحصل باليمن هو حرب أهلية قابلة للحلّ سياسياً.

وتسعى وتضغط لحصول ذلك وتمكينه حاكماً لا إرهابياً.

 وكأنها لا تعتبر انقلابهم واستيلائهم على الأسلحة وقتلهم لليمنيين وتشريدهم ومصادرة أرائهم واموالهم إرهاباً!

لذلك لا تعوّلوا كثيراً على تصنيف الحوثين "جماعة إرهابية عالمية خاصة"؛

فالتصنيف قابل للمراجعة، بل عوّلوا إن أردتم على عناد الحوثي، فقد يكون في عناده الوصول لمصادمة حقيقية بينه وبين الامريكان،

وأرى أنه قريبا جداً ستدخل دويلة (اسرائيل) على الخط لضرب الحوثي إن لم تكن قد دخلته ولو سراً، وعلى ضرب المفاعل النووي الإيراني، ليخلط (النتن ياهو) الأوراق ويجبر أمريكا على دخول الحرب معه ولصالحه، ولتخرجه من مربع الهزيمة الذي وقع فيها بغزة .

 وهكذا ستنقسم دول المنططقة بين هذا المحور وذاك المحور.. ونسأل من الله السلامة .وإنها العدوان على غزة قبل وقوع الواقعة بدخول حزب الله وإيران!

شهر العسل الحوثي الذي حددته أمريكا يبدوا انه لن يكمل أسبوعه الأول، فصبر أمريكا محدود، وقد تفقد أعصابها، ومن فقدها قد لا تستخدم (الفيتو) على الشرعية، وقد تسمح باستعادة المغتصب من الحوثي ومحاسبته على القتل والخراب الذي حلّ باليمن!

وكما تعرفون أن دويلة إسرائيل تأتي في المرتبة التالية لأمريكا في تصنيف الشعوب للإرهاب.

تصنيفهم ليس كتصنيف أمريكا انحيازاً وعاطفياً، إنما مبنّي على نواتج إرهابهم بالارقام وليس لغرض التوظيف السياسي كما تعمل أمريكا.

يلي ذلك إيران، وللعلم أنها مصنفة أمريكياً بأنها دولة راعية للإرهاب، وحرسها الثوري إرهابي، لكنّها تفاوضهم وترشيهم وتحقق لهم مصالحهم على حساب كل العرب.

 ثم تأتي بعد الثلاث الدول الإرهابية(أمريكا- دويلة إسرائيل-إيران)، التنظيمات والميليشيات الأرهابية (القاعدة-داعش-تنظيم الدولة-الحوثي ومن سار على هديه بالقتل والتفجير والتفخيخ والمصادرة والاخفاء والتعذيب)، وكاذرع لتلك الدول!

إذاً.. فالإرهاب يحتاج من المجتمع الدولي إلى توصيف دقيق واضح وغير قابل للتفسير والتأويل، ثمّ إلى قانون يؤطره، وإلى إجراءات لمنع استخدامه هو ذاته للإرهاب والاستعمار والسيطرة على ثروات الشعوب. وفرض معتقدات على حساب المعتقدات الأصلية!

 وبسبب استعراض أمريكا ودعمهما اللا قانوني واللا اخلاقي لإرهاب الكيان الصهيوني، فقد يكون شجّع الحوثي ومن ورائه ايران على ممارسة نفس اللعبة، نفس الإرهاب دون تأنيب من ضمير، فها هي ايران تجاهر بدعمها للحوثي ويتصل رئيسها بالمشاط داعماً ومتضامناً ومندداً بالهجمات الأمريكية، متجاهلاً القرارات الدولية المعترفة بالسلطة الشرعية، وها هي إيران تضرب في العراق وسوريا بجنون لإيصال رسالة القوة، وحتى لم تسلم منها باكستان.

إن أمريكا بغطرستها وبإرهابها وعدم التزامها بالقانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة قد جلبت للمنطقة والعالم الشقاء ومستقبل كله قد يكون حروب، إن لم تتداعى الدول للجمها وإعادة الأمور الى نصابها وفقا لميثاق الامم المتحدة!

أما الأصوات المرتفعة ضد أمريكا وعدوانها على الحوثيين وكأن امريكا لأول مرّة تتدخل، فأمريكا مستبيحة لليمن بطوله وعرضه طوال عقود ولا من اعتراض، فقد اعتدت على اليمن قبل عدوانها على بعض مواقع الحوثي التي قالت عنها أنها رسائل تحذيرية، ولا تريد الحرب مع الحوثي.

ففد اعتدت وأنزلت قوة مارينز في البيضاء وقتلت ودمرت، واستهدافت مواطنيين في مارب وحضرموت وغيرها، والحوثيون كانوا صامتين كصمت القبور.

بل ان الحوثة والامريكان كانو منسقين في قتال القاعدة، وارجعوا الى الملحق الامني لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، وستىرون ذلك!

والخلاصة.. ان العدوان عدوان! والحصار عدوان!؛ فالصهاينة معتدون ومحتلون ومغتصبون. والامريكان معتدون وفوق ذلك مستعمرون!

والعدوان العسكري على غزة عدونا، وفوق العدوان حصار، إذاً فهو عدوان وإبادة جماعية!

وتعز محاصرة من مدّعين يدّعون أنهم نهضوا وتداعوا لرفع الحصار عن غزة، وقبلوا التحدي، ويقولون أنهم منذ عشرين عاما متشوّقون لملاقات امريكا واسرائيل ترجمةً لشعارهم.. نفول لهم ورّونا بطولاتكم فيهما، فقط سلموا اليمنيين من بلائكم، فقد دفعوا أثماناً باهظة بسبب تهوّركم.

ونقول للحوثة ايضاً، انهوا عدوانكم وحصاركم عن تعز، ليستقيم طرحكم مع فعلكم إن كنتم حقاً تهدفون لرفع معاناة أبناء غزة الكرام!

وفي الختام.. لا ترهبو بعضكم بعضاً أيها اليمانيون، لرأي أو وجهة نظر أو حتى لموقف معارض، طالما وهو في حدود القول، فإن تحوّل إلى فعل، فقاوموه بشكل جمعي لتحموا نسيجكم ومجتمعكم ووحدتكم!

 وللحديث بقية بعد أن تتجلى الحقائق! وجمعة مباركة على الجميع..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي