حول المُتداول! (3)

د. علي العسلي
الخميس ، ١٨ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٧ مساءً

الإرهاب

الإرهاب هو كل ما يُسبب خطراً على السلم والأمن الدوليين. كذلك النزوع للعنف والتشدّد والتطرّف والجرائم، يُعد إرهاباً.

فاستخدام العنف والحرب لأغراض سياسية، مثل أمريكا وربيبتها(اسرائيل)، وإيران؛ والإنقلاب الحوثي على توافقات اليمنيين، والاستيلاء على المؤسسات والبنوك والمعسكرات وتوقيف دفع الرواتب وأخذ الإتاوات التي لا حصر لها من دون وجه حق أو قانون،هو إرهاب.

 كذلك استهداف السفن البحرية واستخدام الأسلحة والألغام البحرية والبرّية ضدّ المدنيين، هو إرهاب.

واختطاف الأشخاص وتعذيبهم وإخفائهم قسرياً، هو إرهاب، وغير ذلك من أشكال استهداف المدنيين، يُعدّ إرهاباً. 

إن كل من يستخدم الإرهاب الفكري أو المادي على أخرين من دون وجه حقّ هو قمّة الإرهاب .. فمن يتكلم عن رفع حصار ما، وهو يُمارس الحصار، فهو مجرم وارهابي. 

 ومن يتكلم عن القانون والدستور والسيادة وهو وجوده وموقعه غير دستوري وغير قانوني، فهو إرهابي. 

ومن يتخادم مع دولة اجنبية راعية للإرهاب، ويتفاخر بالانتماء إليها! وأنه من أذرعها، ويريد فرض عقيدة تلك الدولة على شعب بكامله، يرفضها، وينفي عن نفسه أنه إرهابي، لهو إرهاب!

وللأمانة فإن دماء غزة الطاهرة قد ساهمت إلى حد بعيد بانكشاف أمريكا، فهي المسؤولة قانوناً واخلاقاً عن فاتورة الشهداء الفلسطينيين واليمنيين،لا شكّ في ذلك أبداً.

فلولا تعهدها بحماية الكيان الصهيوني لما قتل من قتل، وشرّدّ من شرّد، ولما صودرت الممتلكات، ولما بنيت المستوطنات بممتلكات الفلسطينيين، ولما دُنِّس المسجد الأقصى، ولما كان للكيان وجود على أرض فلسطين؛

 ولولا التماهي مع الحوثي وغض الطرف عما فعله ويفعله من قتل وإجرام وإرهاب، لما استمر بموقعه حتى اليوم!

 غزّة عرّت مطصلح الإرهاب، وكشفت بأن كل التعريفات المُساقة من قبل أمريكا والغرب هي لاغراض إرهابية "سياسية واستعمارية"!

فكل دماء اليمنيين والغزيين في رقبة أمريكا، فهي الإرهابية الأولى في العالم، إذ أنها تتدخّل في أي مكان دون احترام للسيادة والدماء، ولا تعمل حساباً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. 

ودول العالم خائفة منها ومرعوبة، وتنفّذ ما يأتي منها، فهي التي تعرّف الأرهاب، وهي من تصنّف، وهي من تحدّد الجزاء والعقاب، وهي من تشنّ الحروب، وتقوم ببناء التخالفات ضد ما تسمّيه هي إرهاباً . 

وكل يوم تتكشف أن الدول والتنظيمات الإرهابية هي صانعتها أو داعمتها من أجل تمرير سيطرتها على العالم.

فتخيلوا أنها رفعت الحوثين من قائمة الإرهاب، وهم في ذروة ممارستهم لكل اشكال وأنواع الأرهاب على اليمنيين وبأعلى درجاته.

 رفعتهم أمريكا من القوائم عندما كانوا قد قتلوا من اليمنيين الآلاف، وشردوا مئات الآلاف، وحاصروا الملايين، وجوعوا الشعب، وجعلوا البلد أفقر بلدان العالم، إلا مشرفيهم فكانوا وحدهم هم المتخمون! 

 وعندما قبلوا بالهُدن واستمروا فيها مع خروقاتهم المتكررة لها كما تعلمون، ربما لم يروق لأمريكا قبولهم هذا!

والهُدن على أية حال، قد استفاد منها الحوثين، بإعداد أنفسهم وتعزيز قدراتهم وللخروج من مربعهم الضيّق إلى قضية القضايا فلسطين والمظلومية الكبرى على غزّة؛

 فعندما أعلن الحوثي دعمه ومساندته لغزة المظلومة بعد أن أنحاز الامريكان كلياً للكيان الصهيوني.. فحشد واحتشد وسلح الكيان بأكثر مما ينبغي.. جنّ جنون الأمريكان بإعلان الحوثي. 

وهدّدوه هو والأخرين من التضامن أو المؤازرة، فأرهبوا محور المقاومة حقاً، فكانت مساهمتهم ضعيفة وأقل بكثير من المطلوب.

ومعلوم أن الحوثي لم يكن أصلاً من محور المقاومة، فبدخوله تُوّج بالمكوّن الذهبي فيه، فاعتمدوا عليه كونه كما قال حسن نصر الله في خطاب التسعة والتسعين يوم من العدوان على غزة، أن الحوثي هو الأكثر تسليحاً من كل أذرع محور المقاومة في المنطقة، اعترف هو بذلك، أي أكثر من حزب الله "قوةً وتسليحاً". 

 لم ينتبه لخطابه ربما إلا الأمريكان، فاتخذوا قرارهم باستهداف الحوثي لتأديبه، وثنيه عن مشاغلتهم، ثمّ لمّا لم يرعوي، هددوه بإعادة تصنيفه إرهابي؛

 ولمّا لم يكترث بهم أعادوا تصنيفه ولكن بشكل مخفّف قابل للمراجعة والتراجع، واعطته الادارة الامريكية شهر ليراجع نفسه.. يتبع..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي