حول المُتداول! (2) 

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٧ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٦ مساءً

العُدوان 

كل من اعتدى أو يعتدي  على الجمهورية اليمنية ودستورها ومؤسساتها الوطنية وعلى معسكراتها وأسلحتها، ويصادر ممتلكات الدولة العامة والخاصة، فهو عدوان. كذلك كل من يروّع الآمنين ويدمّر البنى  التحتية، ويفقر ويجوع الشعب،فهو عدوان.

وكل من يتخذ منفرداً قرارات مصيرية من دون وجه حق دستوري، أو مجدي سياسياً واقتصادياً وانسانياً، فهو عدوان.

 ومن يقوم بذلك، فهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن أية تدعيات قد تحصل بسبب تهوّره.  ولا يحق له أن يتنمّر أو يُزايد أو  يطالب أو يضغط على مخالفيه باتخاذ مواقف تؤيده على أفعاله. خصوصا إذا كانت اهدافه، كأهداف الكيان الصهيوني لا تتحقق!  فكل المساعدات التي أدخلت لغزة تُحسبّْ لفعل المقاومة وصمودها وبطولاتها واداراتها للمعركة باقتدار، ولتفاوضها الذكي بشأن الرهائن.  وتُحسب أيضاً لِلَّجنة  المنبثقة عن القمة العربية-الاسلامية التي تحركت وضغطت على الادارة الامريكية والغربية الفاعلة؛ وتُحسب بصفة أخص للجهود المبذولة من قبل  قطر ومصر والاردن، فتحركهم الفاعل يُنقذ الحياة في غزة..  كذلك يُعد عدوناً كل من يتدخل بالشؤون الداخلية اليمنية من دون طلب رسمي يمني، أو تفويض أممي.  ويعتبر كل من يتخادم مع دولة اقليمية كانت أو دولية ضد مصالح بلده  صراحة أو ضمناً، ويعرّض أمن اليمن الوطني والسيادي للخطر، فهو عدوان! 

ويعتبر  كل من اعتدى على أي شبر أو بحر أو جزر،هو عدوان.. وقد يقول قائل أنت واحد من  الذين وقفوا وأيدوا الشرعية وهي التي  استعانت بدول خارجية.  أقول نعم! وينبغي أن نفرق بين التدخل لرد العدوان بطلب رسمي دستوري وقانوني.  عزّز بقرار أممي ومواثيق عربية، وذلك من أجل تقديم المساندة الفورية، والتدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي. ودُعِّمت كل هذه الأسانيد، بالقرار الدولي رقم2216.  

أما العُدوان الامريكي- البريطاني على الحوثي، فهو مؤامرة على اليمن والسلطة الشرعية،وعلى خارطة الطريق السعودية والتسوية السياسية الشاملة في اليمن.  وهو يخدم الحوثي في تجميل صورته بأن الزمن المناسب قد جاء لينتصر لشعاره الخادع منذ عشرين سنة، وبأنه متشوق لمواجهة (أمريكا واسرائيل)، وهو محاولة لنقله من حالة التمردّ والانقلاب الداخلي إلى التأثير في الدور الاقليمي والعربي، ويطمح للعالمية؛ أي هو محاولة لشرعنته وتثبيته.  ويخدم أمريكا في ذات الوقت، إذ يقربها من توقيع الاتفاق النووي مع ايران، ويعيدها للمنطقة بتواجد وحضور كبيرين،  وتأثير لافت.  نعم!ستعود ببركة الحوثي من بواية مضيق باب المندب والبحر الأحمر؛  ومن المحتمل ان تتسلّم  كل اليمن من التحالف العربي، وقد تُسهم في منع وصول السلاح إلى الحوثي، وربما-لو أرادت- تحجيمه وإنهاء إنقلابه ونزع سلاحه كما جاء في منصوص القرارات الدولية. فالتهويل بأن الحوثي من القوة والتحدّي ما يجعله القوة الضاربة بالمنطقة، كلام مردود، فلم يسبق له أن ردّ عدوان امريكي وما أكثره على الارض اليمنية، والحقيقة الماثلة أن أمريكا معطية له كل الفرص  للبقاء والظهور والبروز حتى الآن.

وحقيقة  الحوثي لمن يقول أنه دولة، هو ميليشيا منقلب على الدولة ومغتصب جزء منها، وهو  جماعة ارهابية يشابه تنظيم  القاعدة.

حيث قتل ولغّم وفجّر البيوت والمساجد وستهدف موانئ تصدير النفط اليمنية والسفن الناقلة للنفط.  وبحسب تعليق احد قادتوهم انذاك، حيث قال  أن الاصابة كانت مباشرة بــ"البزبوز أو الصنبور" فغادرت السفن فارغة. هذا ما مارسه الحوثي ضد المصالح اليمنية قبل ان ينتقل للذاهبة للكيان الصهيوني،  وعطل الاقتصاد اليمني وأضر برواتب الموظفين.    ولو دققنا لوجدنا أن تنظيم القاعدة  كان هو الأخطر على الامريكان، إذ شجاعتهم وصلت للبنتاغون ومركز التجارة العالمي بنويوك.  وتفجير المدمّرة (يو إس إس كول)، عام 2000، حينما كانت راسية على ميناء عدن، واسفر الهجوم عن قتل  17بحار أمريكي .  بينما الحوثة لم يستهدفوا سوى سفيتة تجارية امريكية بصواريخهم في خليج عدن.!   فموضوع الحوثي وعنترته،  كله صناعة إيرانية أمريكية، أُخرجت أثناء العدوان على غزة  لتحرف الانظار قليلاً عن جزء مما يجري من مجازر وفظاعات وإبادة هناك. والتدخل  الامريكي ليس الأول  في اليمن، وقد لا يكون الأخير، إن لم تكن  هناك معالجة وحلول للمشكلة اليمنية_اليمنية، وتحصل انفراجة  وتسوية سياسية شاملة للصراع القائم الدامي والمقزّز. 

ومن لا يعلم أو لا يعرف عليه أن يعرف بأن بريطانيا هي حاملة القلم في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، وهي من الدول الوصية على اليمن بموجب الفصل السابع هي وامريكا والسعودية والامارات، بحسب قرار مجلس الأمن رقم (2140) في 26 شباط،2014. 

إذاً اليمن بالأصل تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي فإنه تلقائياً تحت وصاية الأمم المتحدة.   وكان يفترض بموحبه وضع حدّ للعدوان الحوثي على اليمنيين، الذي أتى بعد القرار٢١٤٠، لكنهم تماهوا معه ولم يفعلوا به شيئاً، بل دعموه ومكّنوه، ولذلك نراهم اليوم يحصدون ما زرعوه! 

ولا شك أن الحوثي بحسب هذا البند السابع، قد هدد حياة المدنيين للخطر، وهدد السّلم الأهلي من خلال عدوانه المستمر، لا بل قد قتل وجرح الآلاف من اليمنيين.

وعلى اليمنيين إن كانت حساسيتهم قد أرتفعت تجاه السيادة والاحتلال والعدوان، أن  يسارعوا الى إيجاد حل يحفظ وحدة اليمن ويحفظ السلم والأمن الأهلي والاقليمي والدولي! 

وعلى من يريد للملاحة البحرية أن تصان وتمر بسلام، فعليه أن يدعم السلطة الشرعية اليمنية المغتصب سلطاتها من قبل الحوثي المنقلب.

إن كان العالم قد صحى فجأة، فعليهم أن ينفّذوا ما جاء في اجتماع مجلس القيادة الرئاسي مع رئيس الحكومة وبعض الوزراء مؤخراً، والذين طالبوا بضرورة  تصنيف الحوثيين كـ "جماعة ارهابية"، ودعم الحكومة اليمنية من أجل بسط سيطرتها على كامل التراب اليمني. 

فالسلطة الشرعية هي الضامن الرئيس لتأمين  حركة التجارة في البحار اليمنية، ولاستقرار في المنطقة ايضاً.   وعلى مجلس الامن الاسهام في استعادة مؤسسات الدولة اليمنية، كما أكد على  ذلك الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي عند التقاىه بسفيرة بريطاتيا مؤخراً.. يتبع..  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي