المليشيات لا تبنى أوطاناً

موسى المقطري
الأحد ، ٠٧ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٦ مساءً

ما يقارب عشرة أعوام واليمن بجهاتها الأربع تعاني من تغول الفوضى والموت والدمار كنتيجة مأساوية لحالة نزق مليشاوي لا يمتلك ذرة إحساس أو مسؤلية تجاه الوطن أرضاً وإنساناً وقيماً ، ومنذ اللحظة التي أطل فيها هذا الانقلاب الأسود ، وحيثما وطئت اقدام هؤلاء المليشاويون الملوثة بالعار تركوا جراحاً تنزف ، وأرواحاً تُزهق ، وأموالا تُنهب ، ومصالح ومباني تُدمر .

 

إنها حقيقية يجب أن لا ننساها دائما وإن حاولوا تجميل وجوههم القبيحة التي نعرفها جيداً وعايشناها على مدى العشرية الدامية التي أوقعونا فيها ، ولا استغراب من مسلكهم هذا فهم في الأول والأخير ليسوا سوى كائنات متخلفة خرجت من عبايات الفكر الظلامي ، وعاشت في وسط فكري موبؤ ، ونمت وترعرعت في مزارع الشر ومحاضن الرذيلة الفكرية والاخلاقية ، فكانت النتيجة انعاكساً لكل هذا الخليط السيئ الذي أنتج لنا مليشيات تجردت من كل القيم الإنسانية ينظرون إلى الحياة من فوهات بنادقهم ، وتجاوزوا كل القوانين والأعراف بداية حين اسقطوا الدولة القائمة ، ونهبوا المعسكرات والمكاتب والوزارات والبنوك وحولوا مكتسبات الوطن والشعب الى ملكية خاصة لقادة وامراء تنصلوا عن اي انتماء حقيقي للوطن ، ثم ادخلوا البلد في حرب وصراع بدأ محلياً ثم اقليمياً وهاهو اليوم يمتد ليصبح عالمياً فيه اليمني هو الخاسر الوحيد لا سواه .

 

إن النتائج المأساوية هي الرفيق الدائم لأي تواجد مليشاوي مهما كانت مسمايته ، فالمليشيات في كل حقب التاريخ لاتحكمها قيم ، ولا تنظّمها قوانيين ، وإنما قانونها الأول والأخير ما يقرره المليشاويون ذاتهم ، وهم لا يجيدون إلا القتل والهدم وصناعة المأسي التي لاتعد ولاتحصى ، وهذا ما حصل حين انتشر المليشاويون الحوثيون في جهات الوطن الأربع ينشرون المأسي ، ويتللذون بأنهار الدم المسفوحة ، وأنات الجرحى ، فحاصروا المدن ونشروا الرعب والفوضى ولازالوا يمارسون هواياتهم الدنيئة ، ويتمادون فيها مسببين الأذى لكل ماهو جميل في هذا الوطن . 

 

مهما حاول المليشاويون الحوثيون اليوم إشغالنا ببطولات مصطنعة فلا يجب أن تنحرف البوصلة إطلاقاً ، ولابد أن يظل مشروع تحرير الوطن منهم قائماً ، ولا مجال إلا أن ينعتق اليمني من مرحلته الحالية ، ويؤسس مرحلة مشرقة تضمن للأجيال التفرغ للعلم والعمل والإبداع ، وتحقق لعامة الشعب الأمن والأمان والعيش الكريم ، وبالمجمل لابد من التخلص من نموذج الرجل المليشاوي الذي لا يجيد إلا الهدم ، وإسناد أمر بناء البلد وحمايته لرجال وطنيين أوفياء يقدمون مصلحة مجتمعهم على مصالح الذات و الطائفة والسلالة، ولايتقيدون بمحددات الجغرافيا أو متشابكات السياسة إنما يوجه كل أفعالهم الولاء والحب للوطن الكبير والذود من أجل تحرره وسلامته .

 

دمتم سالمين .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي