غزّة عرّتهم بعد الضحك الطويل؟! (2_2)

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٨:٤٣ مساءً

نواصل اثبات أن الانظمة الغربية ليسوا بالافضل قيمياً وديمقراطياً وانسانياً! لأنها:- _ واستكمالاً للفقرة السابقة_، نورد هنا قول (اليهودي) وزير الخارجية الامريكي، إذ قال بأحد زياراته للارض المحتلة دعماً للكيان:  "نحن الديمقراطيات نتميز عن الإرهابيين"؛ أتتميزون بماذا؟ بالوقوف مع النازي، مع الظالم لا مع المظلوم، شعب يُباد وتساومونه وتقايضونه بسويعات هدنة، بقليل المساعدات حتى تخرجون نفراً من أسراكم؟ لا شك أنكم تتميزون  باستمرار العدوان والقتل والحصار والتجويع؟ فأين إنسانيتكم أذاً؟!؛ لم نراها؟ لقد عرّت غزة كل ادعاء أدعيتموه،  لقد رأينا فيها، وحشيتكم واستخدام كل الوسائل القذرة للإبادة، واخطرها استمرار العدوان دون توقف وحرب التجويع والحصار؟! أنتم من تدعمون محتلّ، أنتم من تسقطون الأنظمة المحترمة وتستبدلونها بعملائكم.. أنتم لا غيركم من شكّلوا داعش وتنظيم الدولة، والقاعدة قبلهما.. وأي جماعة عُنفية ستنشأ لاحقاً، جرائمكم وعدوانيتكم ووقوفكم الأعوج مع المعتدي الارهابي النازي الصهيوني، وحتى ولو _لا قدر الله_ استطعتم إنهاء حماس، ستخلقون بدلها ألف حماس وألف جماعة مسلحة، لو استمريتم بهذا السلوك، فلن توجدوا ابداً لكيانكم التمتع بالأمن والآمان والعيش بسلام؟! معايركم ارهابية، إزدواجية، تكيلون بمكيالين.. أكثر من شهر تدمير ومصوّر ومنقول بشكل حي ومباشر، ولا زلتم تقولون أن الوقت لم يحن لوقف النار على غزّة ومستشفياتها، مجازر نازية، انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الانساني، ومع ذلك يفوز الكيان  ويظفر بالحصول على مزيد من قنابلكم التي يصفون الاطباء يشاعتها وخطورتها،  قنابل شديدة الدّقة، وطائرات وبطاريات وقذائف، لم يحلم بالحصول عليها بتاريخه،بل وجهوزية امريكا لقتال من يناصر غزّة ! فأين محسابتكم لأنفسكم عندما تفشلون كما يدّعي وزير الخارجبة الأمريكي، أنتم بدعمكم للمحتلّ، من تهددون الأمن والسلم الدولين، بل أنتم من تزعزعون استقرار وأمن  المنطقة كلها؛  _ لا إنسانية في الانظمة الغربية ، فالأنظمة الغربية، قوتها ليست في الانسانية كما يدّعون،إنهم دفنوا مرتكزات الانسانية بين الجثث التي لا تزال شاهدة على جرمهم بين الانقاض؛ بل إن  قوة  الاتظمة الغربية  في صناعة السلاح والقنابل بمختلف قذارتها، واستعمالها من أجل نهب ثروات الشعوب، أو زعزعة الاستقرار في مناطقهم، أو لإبادتهم كما يحصل على غزة، انتصاراً لكيان زرعوه خنجراً في قلب عروبتنا، فلا إنسانية لكم، كما أدعى وزير الخارجية الامريكي، بأن الانسانية  عندهم أعظم نقاط القوة.. فلا تتكلموا عنها، فقد رأيناها رأي العين على حقيقتها على أرض غزّة وأهلها!؛ رأيناها في ركام غزة وفي أشلاء الاطفال وفي استهداف المستشفيات (يتبجحون بالتميز، والقيم؛ ومن قيمهم في  أنهم مجتمع حر، وخيّرين يقاتلون محور الشر حماس، عريضة خزي وعار لقيم هذه الدول، اللا إنسانية، إذ أن عدد من اطبائهم وقعوا على عريضة تطالب الكيان  بقصف المستشفيات الغزاوية، فأي خير وأي مجتمع خيّر أنتم؟!؟ يا أوحش البشر)، واستهدفوا مدارس (الانروى) التي تأوي اللاجئين هناك..رأينا كل شركم وعدوانيتكم وأذاكم الفظيع اللإنساني، محارق ربيبتكم على المدنيين الغزاوين..ولا أحد منكم أيها القادة الغربيون تجرأ وأدان الكيان اللقيط على انتهاكه للقانون الدولي والدولي الإنساني؛ وبسلاحكم اللانساني، يا من تدّعون الإنسانية!؛ لا تحاولوا.. فأنتم شركاء بفظائعه، بإبادته لغزة؟!؛ أين إنسانيتكم وتدفق سلاحكم، وقد سقط على غزّة ما مجموعه (35) ألف طن من القذائف(يحتاج الرقم لتحديث)؛ بينما لم يصل لقطاع غزّة من مساعدة سوى  (35) طن.. فأين تصميكم على أن تقدموا البديل  الأفضل إنسانيا.. أبديلكم لهجوم حماس هو إبادة غزّة؟! أهو الأفضل في نظركم؟! قُبِّحتم إن كان هذا بديلكم! أتنتقدون الشيء وتمارسونه؟ فبديلكم هو العنف والخوف والعدمية والإرهاب! لا السعي، لأن تكون المنطقة أكثر سلاماً وتكاملاً وأمناً وازدهاراً.. تتسترون بالديمقراطية وقد عرّتكم غزة عليها السلام.. فعن أية حرية وأية ديمقراطية وأية انسانية تتحدثون؟!؛ يا قادة دول الغرب إذاً؟ وقد قضيتم على حاجة اسمها إنسانية بإبادة غزّة، منذ أكثر من شهر، فأكثر من (11) الف شهيد، وفوق (26) الف جريح، إضافة إلى  الآلاف من المفقودين، وتدمير مئات الآلاف من الوحدات السكنية حتى الآن؟!؛  _ مُعتدية، فالأنظمة الغربية معتدية، ولا يتوقع منها أن تكون نصيرة للمُعتَدى عليهم؛  فهي تغزو وتحتل البلدان وتغير أنظمتها، بحجج كيدية وكاذبة؛ إنّ من يغزو البلدان ويدمر مقدراتها وأنظمتها بــ"فرية" صُنِعت  في البنتاجون.. كــ"فرية" أن العراق أمتلك سلاح نووي وكيميائي!؛ هؤلاء يكذبون ولا يستحون؟! لا يوثق بهم وبمصادرهم، ولا ينبغي قبول سردّياتهم منها؛ أن كتائب القسام قد فصلت رؤوس الأطفال أثناء عملية " طوفان الأقصى"؟؛ .. الكاذبون، المزورون، لا يحق لهم ولا يصح أن يكونوا متحكّمين بالعالم، ولا مُنَظِّرين للديمقراطية والحرية والإنسانية.. من يتعامل مع القضية الفلسطينية باستخفاف، ولا يحترم الأمتين العربية والاسلامية التي هي أكثر من (ملياري) إنسان،  وينحاز كلياً، لكيان زرعوه في فلسطين العربية، وعددهم (كم مليون)؟!؛ لا يحق لهم أن يكونون وسطاء في السلام! ولا يتفلسفون علينا في الديمقراطية والإنسانية وفي القيم، فأين الديمقراطية وحقوق الإنسان والتحضّر المدّعى؟!؛ وهم بغطائكم يُبِيدون شعب وأرض من الخارطة..فإن لم تستحوا فافعلوا ما شئتم؟! والله يرقب أفعالكم وسينهي كبركم وغروركم وسيدمر بقوته، قوتكم، وينصر المؤمنين المظلومين،ولن يحقق لكم هدفاً! وليكن في معلومكم أن جثث الضحايا الغزّاوين قد أيقظت شعوب المنطقة، فوعت لضحككم عليهم بالقيم العلياء المدعوسة بأقدامكم على الواقع ؛ فهي تخبركم اليوم، بأن السلام الدائم والشامل، والحقيقي،  يتحقق فقط، عندما يتمكّن أصحاب الأرض بالعودة إلى أرضهم وتقرير مصيرهم.. على أنظمة دول الغرب،أن تمتلك  الشجاعة، وتعترف بخطاياها في دعم كيان غاصب مجرم نازي.. مفتاح السلام يبدأ من هنا، من إدانة صريحة لقيام الكيان الصهيوني بالانتقام بعملية إبادة لغزّة؛لا بإعطائه الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه.. من يريد السلام وتحقيق العدالة عليه، أن يدين إرهاب الدولة الصهيونية، وليس إدانة حماس المقاومة والمناضلة من أجل تحرير وطنها المغتصب! إن الحماية الغربية للكيان الصهيوني، قد جعلته ينتهك كل الاتفاقيات والقرارات الدولية، ويُمارس كل فعل مشين،وكل جرائم الحرب، والجراىم ضد الانسانية، على الشعب  الفلسطيني!؛ يكفي ضحك علينا بالانسانية، واقامة مؤتمرات من أجل تخدير الشعوب بتقديم مساعدات إنسانية؛ فأوقفوا محرقة (هولوكست) الصهاينة على الفلسطينيين، وعلى الفور إن بقي في عروقكم  قليل من إنسانية! جمعة مباركة على الجميع، وفي الطليعة المقاومون للكيان الصهيوني..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي