غزّة عرّتهم بعد الضحك الطويل؟!(1_2)

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٥٠ مساءً

لقد تبيّن أن الأنظمة  الغربية  ليست الافضل، قيمياً وديمقراطياً وانسانياً! لأنها:- _ تقوم على الإعلام الخادع، على  صناعة الكذب والفبركة، على القيم الهابطة (مثل المثلية)، وعلى التوظيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي للارهاب..لقد ضحكوا  فعلا علينا طوال عقود؛ بحقوق الانسان، بحقوق الطفل، بحق المرأة، بحق الحياة، بحق الغذاء، بحق الصحة،  بحق التعليم،بحق  تأمين وحماية المدنيين اثناء الحروب، بحق، وبحق... فقليل من الإنسانية اليوم فقط لتوقير هدنة إنسانية لانتشال الجثث من تحت الانقاض على غزة التي نزعت سترتكم وعرتكم وكشف زيف كل أدعائاتكم، هدنة فقط لتصوير وتوثيق الرعب وما دمره العدوان، ليعلم العالم كيف هي غزّة الآن.. وإن وجد في عروقكم إنسانية أكثر، كأعلى درجة للانسانية، فالمطلوب الفوري ايقاف العدوان.. ضحكتم علينا بقيم جذابة جداً وصدقناكم أنكم تُعلّونها.. وضحكتم علينا كذلك بمصطلح الارهاب؛فالارهاب أنتم منتجوه ومسوقوه،ثم تحاسبون به، من أردتم ومتى تشاؤون؟! .. حركة حماس، لأنها قامت بعملية"طوفان الأقصى" ضد مُّدللتكم بالمنطقة، صارت (إرهابية)؛ بينما حقيقتها أنها حركة (مقاومة) وطنية، ومن حقها مقاومة المحتّل، لأن أي محتّل في قوانينكم وقراراتكم ليس من حقه الدفاع عن النفس، لأنه ببساطة محتلّ ويجب إنهاء احتلاله كما أنهيتم احتلالكم للبلدان التي أحتليتموها! غير أن  هذا الكيان المزروع تتعطّل عنده القرارات والقوانين من قبل الحكومات الغربية!؛ تضحكون علينا بالارهاب، وإرهابكم مركب.. إرهابكم هو إعطاء من لا يستحق حق من يستحق..وفرض حكم على شعب بعد إبادة الأكبر منه.. وتفضيل بشر على بشر،  وتمييز اليهود، على أنهم شعب الله المختار.. بل وتُرهبون من يُبدي رأي أو وجهة نظر فيهم، وفي ساميتهم أو يشكك في  محرقتهم،ثم تقولون أنكم ديمقراطيون!؛ أنتم الإرهاب الكوني للآسف!؛  _  ضحكت علينا لعقود، بأنه  من حقّ الشعوب تقرير مصيرهم؛ غير أنه إذا مسّ(الكيان الصهيوني)، فتهبّ دول الغرب بعدّتها وعتادها، للقضاء على حماس، التي خدشت الجيش الذي ضحكتم علينا بدعاياتكم أنه لا يقهر، فقهرته حماس.. ولذلك أعديتم كل أدوات القتل والتدمير وقررتم السعي لإنهاء سلطتها على غزّة، بإبادة غزّة وتدميرها على رؤوس ساكنها؛ حماس يا هؤلاء منتخبة شعبيا.. اتركوا نقاش ما بعد الحرب، ووفّروا لمن تريدون إنهاء سلطة حماس عليهم، مقومات البقاء الآن، ليقرروا غداً مصيرهم.. _ دائماً ما تتحدث عن الإنسان والإنسانية، وعن معايير المساواة في العيش بكرامة، وفي توفير الأمن والحرية والعدالة والفرص المتساوية والكرامة للجميع.. فقط ضحكت  بها على الذقون، لأنها في الواقع  تسلك غير ذلك، عندما يتعلق الأمر بالعرب عموماً، وعلى وجه الخصوص بالفلسطيني مقابل اليهودي.. معاييركم المزدوجة جريمة إنسانية يا هؤلاء.. ظلمكم فاق كل احتمال.. خمسة وسبعين سنة قتلاً واضطهاداً واعتفالاً، واستيطاناً وتهجيراً للفلسطينيين الأصليين..ثمّ تدّعون التحضر والتحرر والديمقراطية والإنسانية..  أوفٍ لكم ولسلوكم المغاير لهذه العناوين الرائعة!؛ _في الحقيقة ليست ديمقراطية؛ فأين ديمقراطية الأنظمة الغربية،  من ردود أفعال شعوبهم التي خرجت بمئات الالاف تطالبهم بالوقف الفوري للعدوان على غزّة، وتتهمهم بالمشاركة بجريمة الإبادة! فاين انتم من ناخبيكم، يطالبونكم بوقف العدوان على غزّة، وانتم تطلبون من الكيان الصهيوني  الاستمرار وعدم التوقف؟! أغريزتكم الشريرة، لم تشبع  بعد من كل المجازر التي حصلت؟! أتريدون المزيد كم فاتورتكم إذاً؟! عن أية ديمقراطية تتحدثون؟!؛ وأنتم تذبحونها بالفيتوا في مجلس الامن الدولي؛ وتجعلونه عاجزاً عن إصدار قرار بايقاف العدوان على غزّة!؛ فأين الديمقراطية فيكم واحترام حقوق الشعوب،؟!؛ وفلسفتكم قائمة على الاستعمار واستغلال ثروات الشعوب؟.أين الديمقراطية فيكم وأنتم من أنشاتم دويلة في أرض الغير؟!؛ أتظنون أن من يصنع قنابل الموت والفناء للانسان،هو حضاري وديمقراطي وإنساني؟!؛ أوَمن يرسل بوارجه وغواصاته النووية للمنطقة؟ تعتبرونه دليل قوة وعظمة! لا والله، قوتكم وغواصتكم جاءت لغرض استعماري، ولتمكين دولة محتلة  من إبادة شعب تحت الاحتلال؟! وجاءت لترهب الشعوب المتطلعة للحرية والعيش بدون وصاية منكم.. يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي