"ياعيب الشوم".. أتفرشون للقاتل السجاد؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٧ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٢٧ مساءً

قالى تعالى:  ﴿إِنَّما يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ قاتَلوكُم فِي الدّينِ وَأَخرَجوكُم مِن دِيارِكُم وَظاهَروا عَلى إِخراجِكُم أَن تَوَلَّوهُم وَمَن يَتَوَلَّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾ [الممتحنة: 9].. صدق الله العظيم..  إن أول ما استخدم من لفظ، عقب حدوث معركة (طوفان الأقصى) من قبل المحور الصهيو-امريكي،هو إعلان الحرب على حماس تحت شعار،حرب قوى الخير، ضد  حماس الشر، وهذه عقيدة عند المسيحين الصهاينة والمتطرفين اليهود.. فالله ينهى عن مولاة من يريد القتال بسبب الايمان بالله، ومن يسعى لإخراج المسلمين من ديارهم.. فلماذا يتم استقبال وزير الخارجية اليهودي الامريكي، وهو يسعى بكل جد  لتحقيق ذلك.. يا عيب الشوم عليكم!  وفي هذا الصدد.. حُكي أنه في يوم من الأيام كانت إحدى الفتيات تمشي مع صديقاتها في الشارع، فوجدت وردّة جميلة، فأخذت تتأمل وتلعب بها بيديها؛ وبعد ذلك نظرت على ثوبها الأبيض، فوجدت عليه ألوان وحاولت أن تنظف ثوبها، فلم ينظف، فغضبت وقالت: "ياعيب الشوم"، لأن الوردة كانت جميله ولكن عيبها أنها تفرز مادةً ملونه.. وهذا معنى (يا عيب الشوم).. فياعيب الشوم عليكم يا من تستقبلون وزير الخارجية الامريكي(أنتوني بلينكن)، وهو يتكلم في حضرتكم، بكلام يسُمّ البدن والعقل والمنطق، وهو ينفث على غزّتكم وأمتكم سموماً وقنابلاً ودماً، وانتصاراً للعدو عليهم، وينصب لها ولأبنائها أفخاخاً، ويُشارك بفعّالية هو وادارته في إراقة الدم الغزّاوي القاني النظيف، غير الملوّث بأمراض الحقد والتعصب والنازية والسامية، دم عربي انساني يحب كل الناس، يُراق دم غزّة بدون وجه حق؛غزّة هي الباقية وحدها التي تدافع عن حريتنا وكرامتنا وعروبتنا.. الدم الغالي هناك يُراق بفعل القنابل والقذائف والطائرات الامريكية، والتي أخرها، وبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، هاهم يرسلون قنابل دقيقة التوجيه للكيان الصهيوني الغاصب، لارض فلسطين، بقيمة (320) مليون دولار، وأمريكا هي ذاتها من أرسلت  غواصات نووية لتهديد أمننا ومنطقتنا، وصلت أثناء زيارة هذا الوزير؛ ومهمتها فقط التصدي لمن سيساعد المظلومين في غزّة..  إن التصاريح والمؤتمرات الصحفية لهذا اليهودي (بلينكن)، فيها من عدم الدماثة والوقاحة مالا يطاق، فهو لا يخجل ولا يستحي وهو يقف إلى جوار مستضيفيه، فيصرح بكل وقاحة وعنجهية واستخفاف، بالإقرار فقط بحق (اسرائيل) في الدفاع عن نفسها، وبالمجاهرة بكل صلف (ألا) وقف لإطلاق النار،لأن ذلك سيخدم حماس، وسيعيد ترتيب صفوفها، لتكرر ما فعلت في السابع من اكتوبر الماضي، لكنه وإدارته قد يؤيدون هُدن،تسمى أمريكيا تكتيكية، بمعنى رصد قيادة وكوادر حماس اثناء الهُدن والانقضاض عليهم؛ ومن أجل إخراج مواطنيهم وأسراهم من غزّة البطلة،  ولإدخال بعض المساعدات إلى غزة العظيمة المذهلة القاهرة لهم، ولما جمعوا وأعدوا بهدف محوها..  " يا عيب الشوم" عليكم يا مسؤلو دولنا العربية والاسلامية ، وأنتم لا تعملون مثلهم، فتقفون بصريح العبارة مع الحق الفلسطيني، مع حماس كمقاومة مشروعة، وترسلون المساعدات والدعم والأسلحة.. يا عيب الشوم عليكم وبعضكم لا يزال يحتفظ بعلاقة مع الكيان الصهيوني، ولا يطلب من صديقته أمريكا وإدارة بايدن بالذات (الضعيفة)، المتهورة الخاضعة كلياً للكيان الصهيوني، الدعمة حد الجنون (اللامحدود) للكيان الصهيوني،تطلبون منها، لجم هذه الأفة في منطقتنا، التوقف فوراً عن إبادة شعب غزّة البطل.. ياعيب الشوم عليكم وانتم تفرشون السجاد الأحمر لهذا الوزير،وهو القاتل والمجرم الأول في العدوان على غزٌة، يده ولسانه ولغة جسده هي من تسكب دماء أبناء غزة على أرضها الطاهرة ، التي نراها تُراق في كل ثانية.. ياعيب الشوم عليكم؛ وانتم تسمعون لقرارات امريكا من خلاله، بل وتسكتون تجاه ما يملى، دون محاججة، أو الوقوف بالضد منها.. هذا الوزير اليهودي الذي يقف مع (اسرائيل) ولا يبحث مطلقا عن ايقاف هذا العدوان، كيف لكم أن تسلموا عليه وتستقبلوه..هذا الوزير الشرير،لا يجلب  لمنطقتنا إلا الشر، يبحث ويناقش ما بعد القضاء على حماس الآن، وفيكم من يستمع له ويبادله الافكار.. هم قرروا انهاء غزة وحماس، والله يفعل ما يريد، وبعض عرباننا يستمعون له باهتمام وكأن الموضوع قد صار واقعاً.. ياعيب الشوم عليكم، وأنتم لا تُسمِعونه الصوت المقابل، من أن كيان امريكا قد هزمته حماس! فإن أرادوا الخروج من مأزقهم هذا، فليتم التفكير بعقل، لا ممارسة الحقد والانتقام؟!؛ وليطلبوا منكم  باحترام التوسط  في إخراج ماء وجههم، لا هذا الاسلوب الفجّ، الإملاء بوقاحة عليكم! مطلوب الإسهام بإبجاد حل سياسي عادل، ينفذ في الحال، قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف؟! أجل! اسرائيل هزمت في السابع من اكتوبر الماضي  والمفروض أن تناقش المخارج السياسية لا استمرار العدون وقتل المدنيين وضرب المستشفيات..كفى موتاً! فرائحة الموت لن تغفر أبداً لأمريكا وربما لعقود!؛ هذا الوزير لا ينبغي  استقباله، طالما أنه يعمل بصفته  كيهودي، وليس كمسؤول امريكي.. لذلك.. هذا الوزير لا نريده أن يزور منطقتنا، فهو لا يجلب  الفأل..وجوده ورؤيته هو نذير شؤم، نشم في وجوده رائحة الموت في كل شبر من أرض غزّة الصامدة المحتسبة.. فهو كريه ورائحته كريهة ومزعجة.. وعار عليكم أن تستقبلوه.. أختم فأقول: أهـــ يا أمة العرب..إلى أين وصل بنا الحال؟!؛ ومن فينا حراً أبياً أمام أعيننا يُباد.. ونحن لا نستطيع إنقاذه، وأعدائنا يقتلونهم، ويستهدفون مستشفياتهم، ويحاولون تهجيرهم قسرياً، و والقتلة هم وحدهم من سيرسم ويقرر مستقبلنا ولا نبدي حتى وجهة نظرنا فيه.. عار علينا إن فعلوا ذلك.. كفى يأمة العرب ويا دول الاسلام، كفى ذلاً ومهانة، فانهضوا، فانتم أقوياء ولديكم أوراق تجبرهم على إنهاء عدوانهم الظالم، فجربوها، وصدقوني لن تخسروا، فوقوفكم مع غزّة وأهلها على حق، وهم وعدوانهم على باطل..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي