ضل "الحوثي" وغوى!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:٢٠ مساءً

هذا الحوثي ضل طريقه..وغوى بفقدان رشده ووعيه، ورهن قراره لغيره..  هذا الحوثي ابتداءًا انقلب على الشراكة والتوافق ومخرجات الحوار الوطني الشامل..ثمّ بعد ذلك، وبقرار غير حكيم أو حليم، استعرض قواته قرب الحدود السعودية، فأشعل حرباً على اليمنيين وعلى الجيران،  فكان السبب الوحيد والأوحد، للتدخل نصرة للشرعية، وحفاظاً على أمن الجزيرة والخليج كله..فعاد ليتهمهم انهم محتللين.. .. هذا الحوثي.. جوّع الشعب، وقطع الرواتب، وساق الشباب اليمنيين لمهالكه، فكثّر المقابر، وأستخدام الصواريخ والمسيرات والالغام والمعابر، ووسع الفجوة بين المذاهب، وزاد المصاعب والمتاعب، وقسم الوطن إلى زرائب.. وشرّع سلطة "الكانتونات" لكل من يحارب، أو من يمتلك السلاح والكتائب.. أكثر من تسع سنوات وهو يحارب، ولم يبقي  له أي صاحب،  وهو على هذا الشكل دائماً هو خائب، لا يعتبر ولا يتعظ ولا يخاف من العواقب.. مجنون، ويظن أن فعله صائب..  وبعد هذه المدّة من الحرب، استفادت قيادة الحوثين منها دون غيرهم،  حيث اصبحو إقطاعيين ورأسمالين، والشعب كله يتضور جوعاً.. وهاهم قبل أيام  يصدرون بياناً، قدمه ((بتشنج)) ناطقهم العسكري، وكأنهم بتوجيه بعض صواريخهم، قد هزموا الكيان الصهيوني الغاصب للأرض، وغير المكترث بالأرواح وأدمية الانسان الغزّاوي، هذا الكيان عملياته مخالفة بشكل مطلق  لقوانين الحروب، ويستهدفون عمداً للمُحرّم دولياً استهدافه في الحروب، كالمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائيس،هذا الكائن المزروع أوقع  مجازر لا تعد ولا تحصى، والعالم ساكت والأمة خانعة، مستكينة، تستقبل المسؤول الامريكي  القاتل اليهودي، وزير الخارجية الأمريكي، والذي كل تصريحاته تؤكد على استمرار العدوان ولا مجال للتوقف.. يتلذذون  بتمويت الاطفال والنساء، وتدمير الشجر والحجر،بغرض الموت والانتفام والتهجير القسري.. في  شأن هذا حاله؛ أطل الحوثي برأسه مستغلاً للوضع القاىم ، وليسجل له نقاط داخلية وخارجية.. دخل الحرب إعلامياً فصفقت له الأمة، وكثير من شعب اليمن، لكنه لم يواصل،ونتمنى عليه ترك قتل اليمنيين وعلى الكيان يواصل ، ويسجل له تاريخ ضد الكيان الغاصب ..  جاء البيان المصور الـــ((يتيم)) لناطقهم العسكري"يحي سريع"، باعلانهم الإشتراك بالحرب دفاعاً عن غزة، وانتصاراً لها..استبشر الناس بفزعة الحوثي، ومن انه ربما قد اهتدى الى الطريق الصحيح، عندما وجّه سلاحه وصواريخه وطائراته المسيرة  ضد العدو الحقيقي؛ المستحق أن توجه وتصوّب نحوه كل الاسلحة، من أجل أيقاف مجازره الوحشية لأهلنا في فلسطين، وغزة على وجه التحديد..فرح من ضحك عليهم الحوثي من اليمنيين بأن الصواريخ والمسيرات قد لا تسقط على رؤوسهم بعد أن أخذت طريقاها باتجاه الارض المحتلة، لقد تحددت بوصلتها، وذهبت الى هدفها الحقيقي في  فلسطيين المحتلة.. بيان( سريع) اليتيم، لم يلحقه سوى بيان واحد  وبوقت قصير من البيان الأول، مكتوب من سطرين عن إطلاق دفعة أخرى ارسلت من الصواريخ والمسيرات.. بعدها الحوثي كأنه تبخر، ولم يعد موجوداً.. ورجع كما يقول المثل اليمني:" حَيْرُهْ على الدَّاخل"، يقال هذا المثل، لمن يتحدى اكبر منه في الخارج، فلا يستطيع له، فيتركه، ويرتدّ على الداخل، على من هو في ظنه أنه أضعف منه، فيستعرض عضلاته عليه، تهديداً ووعيداً واستعمالاً..لم تصب صواريخ ومسيرات الحوثي أي شيء، ولم تقتل صهيوني واحد، رافقها ادعاء بانه رد على تهديد أمريكي تلقاه الحوثي عبر عُمان بانهم لو تدخلوا، فإن امريكا ستضربهم..المهم توجيه اسلحتهم باتجاه الكيان شيء مفرح، وياليتهم استمروا بالمحاولات، لكن الحوثي أنكفأ نحو الداخل اليمني .. عندما أتى الكيان الصهيوني والبوارج الامريكية إلى باب المندب والبحر الأحمر.. لقد جاء إليك العدو جراء فعلتك، فالإصابة باستهدافه محققة! فلماذا عندما قربت المسافات؟  أمتنعت عن الاستهداف؟!؛ واكتفى الحوثي بالاشارة بأن الطواقم الوقائية تجوب المياه الدولية في أعالي البحار للتحقق من عدم وجود أي سلوك عدائي تجاه اليمن.. وفجأة تحوّل التحدي الى ألنصح، فالحوثي ينصح الأطراف المعادية له، بعدم العبث، والإبتعاد عن أي خطأ من أي نوع!   انكفأ صوريخ ومسيرات الحوثي، بعد أن تحرك الصهاينة ألى باب المندب والبحر الأحمر.. هم معتدون أتوا الى باب المندب، الى البحر الأحمر هم والامريكان فاضربوهم وحققوا شعاركم، الذي في نظرنا زائف حتى نراكم تموتونهم كما تصرخون.. مالكم يا حوثة عندما أتوا، ذبتم!؛  كما في المثل: "فصّ ملح وذاب"، كناية عن سرعة توقفكم، وعدم استهدافكم للكيان الصهيوني،رغم ازدياد عدوانه وتوسعه ومجازره واستهدافه للمستشفيات، وفي كل مكان من غزّة..  وبعد هذا الذوبان باتجاه الكيان.. لماذا صوتكم يرتفع نحو الداخل؟!؛ الوعيد والتهديدأزداد، وتحشيداتكم تعاظمت على مختلف الجبهات اليمنية، وكل التكهنات باستئناف حربكم على  اليمنيين، في وقت المفروض كل المعارك الداخلية تتوقف،وحروب المذاهب (تُصفّر) و(تُبيّض) ، والمفروض أن توحد كل الجهود والطاقات نحو عدو الأمة، إلا إذا كان المزروعين في قلب الأمة،  مع المفروضين على بعض أقطاره،  يعملون لحساب واحد، مجرد استفهام ليس أكثر؟..  .. هذا الحوثي شكل ما أسماها بكتائب طوفان الأقصى.. دربها وعمل تدريبات ميدانية نارية لها، وأرسلها إلى مأرب والضالع وتعز، والآن يستعرض بها في صعدة بالحدود مع المملكة من جديد ..أتريدون حرباً حديدة.. ألم تشبعوا بعد ؟!  الحوثي منذ لحظة انقلابه لحد اللحظة ضل طريقه.. ضل طريق الحق.. ضل وما اهتدى، ضل وما اعتبر واتعظ .. ضل وغوى وفاقد للرشد.. يريد حروب على الدخل لا تنتهي.. ولا يزال يتكلم بالباطل" الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل"..ولا نراه على الواقع باستمرار إلا يقتل اليمنيين، فإن تجاوز، فهو على الجيران.. نتمنى  عليهم توقيف الحرب نهائياً على اليمنيين، وأن يوجهوا بوصلتهم باتجاه الكيان، فتلك وربي حرب مشروعة ومقدسة وترفع الرأس، يا حوثة!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي