كلما أوقدوا ناراً"..اقترب زوالهم "!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٣٠ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٠٢ مساءً

قال تعالى : ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]. .. كلما أوقدوا ناراً  للحرب... هذا جزء من آية عظيمة نراها  في الواقع واقعا، فقد وصلوا لأعلى علوهم وافسدوا الدنيا بحالها واخر فسادهم، تلكم الوحشية الانتقامية المقيتة المتخلفة، والتصفية العرقية  التي نراها جميعاً على ارض غزة، ولعلّكم تتابعون العداء المستفحل فيما بينهم، فهو قائم ودائم، خصوصاً بعد العملية البطولية لابناء القسام،فكل منهم يتهم الآخر بالاخفاق والفشل.. اية صريحة يعرضها القرآن الكريم؛ ومع ذلك لا يزال بعض العربان يسعون للسلام مع أولئك الصهاينة. انظروا الى ما وصفهم الله بهذه الآية المعروضة عليكم هنا، وفي آيات اخرى عديدة ، انظروا  إلى سجايا اليهود المقيمة معهم،والممتدة زمانياً ومكانياً إلى يوم القيامة..   لقد قال اليهود  في الله قولاً عظيماً أثيماً، استحقوا على هذا القول  لعنته تعالى وعقابه.. ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ))، لعنهم الله.. فما عساهم أن يقولوا في حق حماس غير ما قالوا، فلقد تجرأوا على الله جلّ وعلا، وهو خالقهم وخالق حماس وخالق الكون كله.. إن هؤلاء، هم أبداً أعداء لحقيقة الإيمان كارهون لدين الإسلام.. لا ينفع معهم سلام، ولاهم من أهله أبداً مهما زيّنوا ذلك بعض العربان!  ثمانية عقود، وهم يوقدون الحرب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وقبلها،  هم كذلك لقرون عديدة، هذا ديدنهم الدائم.. يوقدون نيران الحروب في كل حين، فيطفئها الله عزوجل باستمرار، هذه هي المعادلة، هم يوقدون والله يطفئ، وهو سبحانه على كل شيء قدير؛  اليهود بقرار غربي، بريطانيا تحديداً،  أغتصبوا أرض فلسطين منذ خمسة وسبعين عاماً ..وها هو الحلف الصهيو_امريكي؛ يوقد الحرب كلما أمكن له ذلك، يوقدون نار الحقد والانتقام هذه الأيام على غزّة البطولة والفداء، غزة التي تنظف اوساخ الامة بدمائها.. غزّة هي عاصمة الحرية والتحرر لكل إنسان وفي أي مكان..  يوقدون الحرب على غزّة ظانين استرجاع هيبتهم وردعهم، يوقدون نارهم  على المدينة الباسلة الصابرة الصامدة غزّة العز والكرامة والحرية، يوجهون إليها كل انواع قتابل الوحشية والفتك بما تمتلكه خزائن السلاح الأمريكي وبعض دول الغرب، من أسلحة البطش والقتل والتدمير.. فدّمروا المنشآت والبنى التحتية والمباني على رؤوس الساكنين، ومن دون انذار، لم يسلم من عدوانهم مسجد أو كنيسة أو مخبز أو شارع أو مستشفى.. يدمرون ما فوق أرض غزّة وما تحتها..دمّروا بشكل انتقامي المباني والمزارع والمصانع والأبراج، وقتلوا ما قتلوا من الشيوخ والنساء والأطفال.. وهاهم يتوغلّون إلى شوارع غزّة ولا يزال توسعهم وتوغلهم وقتلهم مستمر.. وأمة العرب عاجزة حتى الآن عن لجم هذا العدوان، وإطفاء هذا الحريق الوحشي، والعالم كله يتفرج ولا يُلزم الصهيو_أمريكي بالتوقف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. محور الصهيو_امريكي، يمارس عدوانه الفاشي الفاجر على غزّة، على كل مظاهر الحياة فيها،  فضلاً عن التقتيل والإرهاب والترويع، تأديباً لأولئك "المقاومين" لكنهم وشعبهم لم يخنعوا أو يستسلموا، وسينصرهم الله الواعد لهم بالنصر المبين، وسيطفئ الله هذه الحرب حتماً، وسيزول هذا للكيان لا محالة، وستبقى فلسطين وشعب فلسطين.. ولا مجال اليوم للمواقف الرمادية، ولا لموقف، تمتزج فيه الاستكانة بالمهانة.. بل ينبغي على محور المقاومة، والأمة، والعالم الحر، الانتصار لشعب فلسطين، وايقاف العدوان عليه، والمساهمة الفعّالة في تكوين دولته، وحماية شعبه ومقداساته، فمعركة المقاومين هي معركة كل حرّ في هذا العالم.. خزي وعار لكل من يرى غزة تُستباح ولا ينصرها، وينتصر لمجاهديها المقاومين، فالاستغراب كل الاستغراب من أولئك الذين لا يقدمون الغذاء وكل مستلزمات البقاء، ولا نقول الاشتراك بالدفاع، رغم أنه واجب عليهم كما تعمل امريكا بالضبط مع الكيان،هذا الكيان العدوّ الذي يحتل الأرض، ويغتصب الحقوق، ويقتل النساء ولأطفال والشيوخ، بل وصل حد الوقاحة في بعضهم التماهي مع المحتل والوقوف بجانبه ومؤازرته ضد غزّة وحماس.. إنه لعار وشنار على هؤلاء.. ستنطفئ الحرب وسينقشع الظلام، ومهما كانت نتيجة هذه الجولة من الحرب؛ فإن التاريخ سيكتب نور وكرامة وحرية وتحرر على أيادي أولئك الصادقين الصابرين من الرجال.. وسيكتب السواد والخزي والعار على الخانعين المتخاذلين المتخلّفين، وقد يلحق هذا الشيء بمن يسمون أنفسهم محور المقاومة، إن لم يبادروا في الحال لإجبار العدو الصهيو_امريكي على الخروج من غزة العز والإباء.. فما يتناول في الأخبار أن العدو قد دخل الى بعض شوارع غزة، فلا معنى للتريث والسياسة والتكتيك والانتظار يا محور المقاومة.. في نص قرآني صريح، يحكي أن اليهود يوقدون الحروب ويسعون في الأرض فساداً، فلئن كان هذا وصفهم، فالعجب كل العجب من بعض حكام الأمة، يتلون كتابه ويؤمنون به، ومع ذلك يثقون بهؤلاء ويحسنون الظن بهم، ويريدون معهم تحقيق  سلاماً، ويحلمون بحسن علاقة وثقة معهم، يحبونهم والله لا يحب المفسدين!  ديدن بني إسرائيل، إشعال نار الحروب ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، والإفساد في الأرض بطرق خفية ومعلنة، بما يحتويه هذا الإفساد من تدمير وقتل وغزو وعدوان، ولكن الله لهم بالمرصاد فيطفئ نار حروبهم في كل مرّة، وينصر ودماً القوم المؤمنين..لقد بلغ اليهود الذّروة في العلو، فالعالم يتماهى معهم، وقد سيطروا وباتوا يتحكمون في قراراته عبر اللوبي الصهيوني في أقوى دوله، وهم يحاولون المضي في تحقيق أحلامهم، يساندهم في ذلك تيار الصهيونية المسيحية،إذ  يعتقد هؤلاء أنه من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام، وعن الدولة العبرية بشكل خاص، ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل؛ خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يشكلون جزءاً من اللوبي المؤيد لإسرائيل..وهؤلاء يدعون لبناء دولة يهودية يشكلها متطرفون الآن؛  ويدعون لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وتهجير الفلسطينيين، وضرب القرارات الأممية بعرض الحائط.. هذا كله تمّ.. لكن بالمقابل هناك مقاومة عتيدة تملك امكانات لم تملكها من قبل،  ولا يمكن للظلم أن يسود، وما هذا التوحشّ والانتفاخ الباطل لمحور الصهيو_امريكي، هو ما  قد يجعل من الأمة أن تصحو وتعي حقيقة الصهاينة، وبلا مجاملات ولا رتوش، فقد اتضحت الأمور تماماً، فلا داعي للتأويل للأحداث.. على الجميع تحمل مسؤوليتهم.. على الجميع التفريق بين الحذر والجُبن، وبين الشجاعة والتّهور.. اللحظة مواتية لبناء دولة فلسطينية آمنة، وعاصمتها القدس الشريف.. السير إلى الأمام بعد  التوكل على الله تعالى، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي